لا ألفينك بعد الموت تندبني .... وفي حياتي ما زودتني زادي
نشر الصحفي أحمد موفق زيدان قصيدة الشيخ الدكتور مصطفى السباعي وفيها يرثي نفسه، وهي قصيدة جميلة، نشرت كثيرا،وأعجب بها كثيرون،لكن فيها ما يثير سؤالاً يقوله بعض المعاصرين لزمن مرضه الذي امتد فيها مشلولاً ثماني سنوات، قيل فيها عن تخلي الأصدقاء والإخوان عنه، فلم يكونوا أوفياء له، وقد سمعت عن هذا من بعضهم، وكنت أنتظر من الأستاذ عصام العطار في مراجعاته مع الدكتور عزام التميمي أن يتحدث عنها فلم يفعل، وقد قرأت كتاب الأستاذ عدنان سعد الدين عن الإخوان المسلمين في سوريا بأجزائه الخمسة فلم يتطرق لها بلفتة، فبقي السؤال قائما، هل حقاً لم يكن الإخوان المسلمون أوفياء لشيخهم وأستاذهم؟ وهل حقاً تركوه بلا رعاية ولا نظرة وفاء؟ وهل حقاً مات الشيخ الدكتور وفي قلبه حسرة من قلة الوفاء، ثم هل هذه الأبيات في قصيدته المذكورة يعرض بهم:
فهل قوله: طلل لم يبق فيه أحباء وأسمار، يشير لهم بعدم وفاء الزيارة، ولا المجالسة، بل النسيان والإهمال؟
وهل قوله:لم يوف عهداً ولا يهدأ له ثار، هو تعريض بأن بعض من ورثوه انتقموا لخصومات قديمة معه؟
قلة الوفاء للشيوخ من قبل التنظيمات والأحزاب ليست غريبة ولا عجيبة، بل تجدها، وخاصة في القيادات، ولو فتح تاريخ هذه القضية وأمثلتها لوجدت أمثلة، تكاد تتكرر في كل مرحلة.
وسوم: العدد 869