عندما تتحكم في المرء سفاهته!
يحار المرؤ في توصيف ما سيقدم عليه مجرم الحرب بشار الأسد من إجراء عملية انتخابية في هذه الظروف المأساوية التي يمر بها الناخبون السوريون، معتبراً نفسه المرشح الضرورة بالنسبة للمجتمع الدولي الذي أدار ظهره لكل البوائق والجرائم والفظائع التي ارتكبها هذا المجرم بحق شعبه خلال ثلاثة ولايات من حكمه على مدار عشرين سنة، وقد تجرعت خلالها سورية والشعب السوري ما لم يتجرعه شعب من شعوب الأرض ولا بلد من البلدان، وقد شاهد العالم كل العالم ما فعله هذا المجرم بشعبه خلال عشر سنوات من انتفاضته مطالباً بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وقد شاهد العالم وسمع عبر ما تناقلته القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة لعشر سنوات خلت، تناقلت ما ارتكبه مجرم الحرب بشار الأسد من جرائم ومذابح وبوائق، وما دمر من مدن وخرّب من مؤسسات، حتى بات بعضها يحاكي أطلال روما بعد أن أحرقها نيرون وأطلال باريس ولندن بعد أن دمرها النازي هتلر.
ماذا سيقول هذا السفيه للناخبين السوريين كي ينتخبوه وقد خبروه من يوم وراثته للحكم في العام ألفين، وقد نجح في تقسيم سورية التي تسلمها دولة مكتملة وموحدة، إلى أشلاء، عملاً بمبدأ اللامركزية، كما تمكن من تقسيم الشعب إلى طوائف وشبيحة وميليشيات. واستطاع، بفضل ما فرغ لقواته المسلحة من دعم إيراني وروسي ومشاركتهما في قتل أكثر من مليون من المواطنين السوريين، وجرح وإعطاب أكثر من مليونين، وتهجير أكثر من سبعة ملايين إلى خارج البلاد، وإجبار سبعة ملايين آخرين على النزوح داخلها، وجرى كل ذلك وهو يتقلب بنعيم الملوك وعيشهم، ويقيم في قصر الشعب الذي هو ملك الشعب.
كما أشرك هذا المجرم طهران في قراراته السياسية والعسكرية، ودعا حزب اللات الإيراني في لبنان، ولواء القدس والميليشيات العراقية والباكستانية والأفغانية الرافضية إلى المشاركة في مهرجان تقطيع رؤوس الأطفال والرجال وحرقهم، وبقر بطون النساء والتشهير بهم، حيث استعرضوا مواهبهم في القتل والتفجير والتهجير، ولم يكتف نمرود الشام بدعوة الروافض؛ عندما شعر بأنهم ليسوا قادرين على حمايته وبقائه في كرسي الحكم، بل ذهب بعيداً إلى موسكو حيث قيصر الكرملين مجرم الحرب بوتين يستجديه ليأتي لنجدته، بعد أن أخفق –كما قلنا- روافض إيران ومن جندتهم في منع صنيعتهم بشار من السقوط كما صرحت طهران وموسكو بذلك على رؤوس الأشهاد.
وسعى هذا المجرم سعياً حثيثاً إلى زيادة الموارد وتنويعها، فشجع السياحة العربية والأجنبية فلم يبقَ بفضل سياساته وحلفائه في طهران وموسكو ارهابي واحد في العالم لم يأتِ الى سورية أو يستعد لزيارتها.
كما عمل على جذب اهتمام منظمات العالم الإنسانية بالشعب السوري، بعد محاصرته للملايين في المدن والأرياف، وجعلهم يتضورون جوعاً عن سبق إصرار وتصميم.
وفي مجال التعليم، نجح هذا المأفون في إخراج جيل كامل من الأطفال السوريين من المدارس وحرمانهم من أي نوع من التعليم، لأن حياة التشرد في رأيه هي أفضل مدرسة، ولا فائدة من الإنفاق على التعليم إذا كان في النهاية قتل التلاميذ لدى خروجهم في أي تظاهرة.
وفي سياسته العمرانية، تمكن من تدمير أكثر من نصف مدينة حلب تماماً، ومحو ثلثي مدينة حمص من الوجود، كما أزال عن الخريطة بعض البلدات والقرى والمزارع التي لم تكن ذات نفع له اصلاً، كما قسم دمشق وريفها إلى خطوط تماس، وكل ذلك في إطار سياسة التغيير الديمغرافي وتركيبة السكان.
وحماية للبيئة والحفاظ على سلامتها طلب من سلاح الجو بحرق المزارع غير المنتجة، بمن فيها من مزارعين وحيوانات، وإحراق الغابات والحقول لمعالجة مشكلة الجفاف.
وفي مجال الطاقة، وزع البراميل المتفجرة والعبوات الكيماوية والغازات السامة بالتساوي على المناطق مدناً وبلدات، فلا يستطيع أحد الشكوى من أنه لم ينَل حصته. كما نسق مع وزارة الصحة لتأهيل المستشفيات بعد رشها بالنابالم.
أما عن استشراء الفساد في إدارات الدولة ومؤسساتها، فقد قرر حصر الرشوة في أقربائه وشبيحته، تسهيلاً لأمور المواطنين ومنعاً لحيرتهم.
وعملاً بدعوات الأمم المتحدة والعالم المتمدن، فقد أطلق سراح من في السجون والمعتقلات من العناصر الإرهابية والمحكومين بقضايا إجرامية وأخلاقية تمهيداً لإعادة دمج المجتمع بهم.
كما حيّد القضاء تماماً، ودفع بجنوده وشبيحته الى تنفيذ الأحكام ميدانياً بكل معارض، فلا وقت للقضاة ليضيعوه كما أنه لا يجب إرهاق الدولة بتكاليف المحاكمات.
وعمل على مناصرة القضية الفلسطينية، وتقديم الحلول الجذرية لأوضاع اللاجئين في مخيم اليرموك، وقد كلف بتطبيقها حليفه أحمد جبريل، لخبرته الطويلة في ليّ أعناق المقاومين الفلسطينيين.
وبناء على ما تقدم فإن الشعب السوري ينتظر على أحر من الجمر كي يطّلع على برنامج الحملة الانتخابية الجديدة التي سيخوضها بشار الأسد على ضوئها الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى ما فعله سابقاً.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية في منتصف هذا العام، فهذا المجرم يتحدى الداخل والخارج، ويؤكد ترشحه شاء من شاء، وأبى من أبى. لكن غالبية السوريين تريد أن تعرف كيف سيتحرك ثيادة الرئيس من مخبئه في دمشق للتجوال في أنحاء سورية، فعلى المرشحين في أي انتخابات حقيقية أن يتجولوا في طول البلاد وعرضها، لعرض برامجهم الانتخابية على مختلف قطاعات الشعب، كما جرت العادة في معظم دول العالم المتحضرة.
ختاماً نقولها كلمة واضحة بيّنة: لا لأي عملية انتخابية تجرى في ظل حكم وهيمنة مجرم الحرب بشار الأسد، الذي قتلنا ودمر مدننا وهجرنا وفرض النزوح علينا، ودمر اقتصاد بلدنا، وسهل للمحتل الإيراني والروسي تدنيس ترابنا، والاستيلاء على ثرواتنا، وأضاع جيلاً كاملاً من فلذات أكبادنا مشردين هائمين على وجوههم بعد قتل آبائهم وإخوانهم وأمهاتهم وأخواتهم، وتدمير مدارسهم وتجويعهم وحصارهم وتهجيرهم.
وسوم: العدد 913