"الزيزفونة" تعقد مؤتمرها الأول لأدب الأطفال في مدينة رام الله
"الزيزفونة" تعقد مؤتمرها الأول
لأدب الأطفال في مدينة رام الله
فراس حج محمد /فلسطين
تماشيا مع رؤية جمعية الزيزفونة التي تتمحور حول تنمية ثقافة الطفل والارتقاء بالوعي الثقافي العام وتقييم التجربة الخاصة والعامة في نشر أدب الأطفال عقدت الجمعية يومي السبت والأحد 21 و22 آذار 2015 مؤتمرها الأول حول أدب الأطفال تحت عنوان "نحو أدب فلسطيني وطني"، في قاعة غرفة التجارة والصناعة في مدينة رام الله، وبرئاسة الدكتور مشهور حبازي/ جامعة بيرزيت وبرعاية من الدكتورة ليلى غنام عطوفة محافظ محافظة رام الله والبيرة، وبالشراكة مع بلدية بيتونيا.
اشتمل المؤتمر في يومه الأول على أربع جلسات ناقشت أولاها أدب الأطفال في بعده المحلي؛ فتحدث كل من الدكتور مشهور حبازي لافتا النظر إلى واقع أدب الأطفال في الصحف والمجلات وفي الجامعات الفلسطينية، وقدم الأستاذ عمر عبد الرحمن رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية التربية والتعليم/ قباطية دراسة تحليلية حول مجلة الزيزفونة شكلا ومضمونا، وما تمتاز به من مميزات إبداعية. وأما الأستاذ ضرار طوقان مدير مكتبة بلدية نابلس العامة فقد عرض جهود المكتبة والنشاطات التي تقوم بها مع الأطفال.
وفي الجلسة الثانية والتي تناولت آفاق أدب الأطفال في فلسطين في بعده التعليمي، جاءت كلمة الشاعر خالد جمعة متحدثة حول تقنيات الكتابة لأدب الأطفال ومبررات تلك التقنيات وانعكاساتها على نفسية الطفل، والهدف من ورائها في تعليمه بطريقة غير مباشرة كل ما نطمح عليه، عارضا جانبا مهما من تجربته في الكتابة في هذا الأدب، وأما الأستاذ عبد السلام عواد فركز في ورقته حول الأبعاد الوطنية والقيمية لأدب الأطفال من خلال تجربته أمينا للمكتبة المدرسية. وجاءت ورقة الكاتبة إسراء كلش غنية في مضامينها التعليمية مازجة بين العام والخاص حيث تعمل معلمة للأطفال دون سن العاشرة (6-10)/ معلمة للمرحلة الأساسية الدنيا، وألقت الضوء على مجموعتها القصصية "يوميات قلم الألوان".
وتحت عنوان "أثر أدب الأطفال في تعديل السلوك" جاءت الجلسة الثالثة، حيث تحدث فيها كل من الشاعر خالد الجبور والكاتبة سونيا نمر والكاتب إبراهيم جوهر، والتقت الأوراق الثلاثة حول أهمية أدب الأطفال في تعديل السلوك ومساءلة الكثير من القضايا بعيدا عن الوعظ المباشر واحترام خصوصية الطفل وتكوينه العقلي والثقافي، لافتة سونيا نمر تواضع الكتابة للأطفال في فلسطين وخاصة فئة اليافعين عدا تجارب قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة!
واختتم اليوم الأول بوقائع الجلسة الرابعة، والتي ناقش فيها المتحدثون إشكاليات النشر والانتشار لأدب الأطفال في فلسطين وذلك من خلال ورقة قدمها الأستاذ يحيى يخلف متحدثا عن جهود دار البحيرة للنشر، وهي مختصة بنشر أدب الأطفال والصعوبات التي تواجه الناشر، كما عرض الأستاذ جميل السلحوت جهود ندوة اليوم السابع في مناقشتها للعديد من كتب الأطفال المحلية والعربية، وأشار إلى بعض الكتب المترجمة وأهميتها وموقعها بالنسبة لأدب الأطفال. وانتهت الجلسة بعرض قدمه الأستاذ نجيب حج علي حول الجهود التي تبذلها مديريات التربية والتعليم ومنها مديرية جنوب نابلس في انتشار كتب الأطفال والتعريف بالكتّاب عبر الندوات واللقاءات والمشاريع التربوية الهادفة لتشجيع القراءة.
وركز المؤتمر في يومه الثاني حول تجارب العاملين بأدب الأطفال سواء أكانوا جمعيات أو كتابا أو أطفالا قارئين، أو رسامين أو أولياء أمور، فتوزعوا على جلستين؛ تحدث في الجلسة الأولى الأستاذ شريف سمحان مقدما عرضا شاملا حول الزيزفونة ونشاطاتها في المدارس والمشاريع التي تنفذها وإصدارها لمجلتين خاصتين بالأطفال شهريا، بالإضافة إلى نشر الجمعية العديد من الإصدارات في القصة والرواية والشعر لفئة الأطفال واليافعين لكتاب فلسطينيين. كما تحدث الكاتب محمود شقير حول تجربته في الكتابة للأطفال مع مجلة الزيزفونة وغيرها، مستعرضا العديد من أعماله ملقيا الضوء على ما يمتاز بعضها من مميزات إبداعية وفنية أو موضوعية. وفي مجال الرسم، قدمت الرسامة الفلسطينية ندى مصلح شهادتها حول الرسم للأطفال وتطور تجربتها حتى وصلت إلى الاحترافية.
وخصصت الجلسة الثانية لتجارب الطلاب في القراءة ضمن مشاريع جمعية الزيزفونة في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية)، فتحدث الطالب وليد المصري من مدرسة جماعين الثانوية والطالبة إخلاص صوالحة من مدرسة كفر راعي الثانوية، وعرضت نبال مناصرة تجربتها في الكتابة للزيزفونة منذ أعدادها الأولى، حيث كانت طالبة مدرسة وقتذاك، واستمرارها في الكتابة حتى تخرجها في الجامعة حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية، كما بين الأستاذ إسلام فراح تجربته بوصفه ولي أمر لثلاث طالبات كلهن عملن مع الزيزفونة وشاركن بأنشطة الجمعية المتعددة كتابة ورسما وإلقاء ومشاركات إذاعية في التلفزيون وفي الإذاعة الصباحية المدرسية.
وأشار العديد من الحضور بمداخلاتهم إلى جوانب مهمة، وأبرزوا كثيرا من الإشكاليات حول أدب الأطفال أو التعامل مع الطفل، وضرورة أن يكون هناك ديمومة واستمرار لمثل هذه الجهود التي تنمي الوعي، وتسير بالأطفال ومع الأطفال نحو غد مشرق مأمول.
وفي الجلسة الختامية ألقت لجنة القرارات والتوصيات البيان الختامي للمؤتمر حيث عرضت على الحضور مجموعة من التوصيات، منها ما هو لمنظمي المؤتمر أو للوزارات المعنية أو المؤسسات والجمعيات الراعية للطفولة، وتكونت لجنة صياغة البيان الختامي للمؤتمر من الأديب إبراهيم جوهر والأديب جميل السلحوت والأستاذ شريف سمحان والأستاذ أكثم البرغوثي (وزارة الثقافة الفلسطينية)، والطالب وليد المصري.
وفي ختام المؤتمر كرّمت جمعية الزيزفونة الكاتب محمود شقير، وبين الأستاذ فراس حج محمد في الكلمة التكريمية الاعتبارات الإبداعية والإنسانية لهذا التكريم، إذ إن شقير علامة بارزة في الأدب الفلسطيني عموما وأدب الأطفال خصوصا، وقد حاز شهرة عربية وعالمية في هذا المجال. كما تم تكريم شركة الجبريني على ما تقوم به من رعاية لكثير من نشاطات الجمعية وفي كل المحافظات حيث تكون الزيزفونة، وتكريم المرشدة التربوية دعاء حمد، منسقة النشاطات في الجمعية وفي المدارس، كما كرمت الهئية الإدارية لجمعية الزيزفونة الأستاذ شريف سمحان لما بذله من جهد مضنٍ؛ لإنجاح هذا المؤتمر وعمله المتواصل من أجل ذلك.