اعتداءات المحتلين تطال العلم الفلسطيني والمدارس
لم تعد المدارس ومؤسسات التعليم الفلسطينية هدفا لاعتداءات قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، بل أصبحت كل الرموز والشواهد والأعلام الفلسطينية تستفز غرائزهم وممارساتهم العنصرية الحاقدة، فقد أقدمت عصابات المستوطنين والمنظمات الإرهابية الصهيونية وقوات الاحتلال، على إنزال العلم الفلسطيني من على سطح مدرسة اللبن الثانوية للبنات جنوب مدينة نابلس، ورفع علم الاحتلال مكانه، وذلك يوم الخميس الماضي 8/12/2022 في تصعيد خطير ضد المؤسسات التربوية والتعليمية الفلسطينية، خاصة تلك التي تقع على الطرق التي يسلكها المستوطنون أو تلك التي تقع في المناطق المصنفة (ج) المهددة بالمصادرة.
وتزامنت هذه الاعتداءات الخطيرة مع حملات التحريض الفاشية والعنصرية لليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة بن غفير وسموتريتش، والتي باتت توفر حماية أكبر للمستوطنين وعناصرهم الإرهابية، وتحظى بحماية كاملة من قوات الاحتلال، وتندرج هذه الاعتداءات في إطار محاولات إرهاب الاحتلال وأسرة وتهويد وضم الضفة الغربية المحتلة، ومحاربة جميع أشكال الوجود الفلسطيني الوطني المستقل والإنساني في تلك المناطق المستهدفة بالاستيطان بما فيها العلم الفلسطيني.
وقد بلغت حملة التحريض ذروتها بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت للكنيست في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحصول المعسكر اليميني بزعامة نتنياهو على 64 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120، وحصول حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وحليفه حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه إيتمار بن غفير على القوة الثالثة في الكنيست، حيث توعد سموتريتش الفلسطينيين بأنهم "سيدفعون ثمنا غاليا"، وتعهده بالعمل على تعزيز النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وتعهد بن غفير بالعمل على تخفيف قواعد إطلاق النار من قبل جنود جيش الاحتلال على الفلسطينيين حتى تصبح أكثر تساهلا، ولم يمض وقت طويل حتى تحولت هذه الأقوال الى أفعال، وكان من بينها استهداف الفلسطينيين بالقتل، حيث استشهد العشرات منهم خلال فترة قصيرة، والاعتداء على المدن والبلدات والمؤسسات الفلسطينية، من بينها اقتحام مدرسة اللبن وانزال العلم الفلسطيني عن المدرسة، ووضع علم الاحتلال مكانه.
أكدت مصادر فلسطينية محلية وإدارة مدرسة اللبن الثانوية للبنات، قيام الاحتلال وعصابات المستوطنين باقتحام المدرسة فجرا، وأزالت العلم الفلسطيني، ووضعت مكانه علم الاحتلال. وذكرت هذه المصادر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقتحم فيها قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين المدرسة ذاتها، وتزيل العلم الفلسطيني، لكنها الأولى التي يتم فيها وضع علم الاحتلال مكان العلم الفلسطيني. وأضافت مصادر فلسطينية قبل أشهر اندلاع مواجهات في الضفة تركزت في نابلس، على خلفية محاولة المستوطنين بحماية جيش الاحتلال إزالة الأعلام الفلسطينية عن الممتلكات الفلسطينية في نابلس ومحيطها، في محاولة منها لفرض "السيادة الإسرائيلية" على المدينة بأي ثمن.
ويبدو أن صورة العلم الفلسطيني الذي حلق فوق "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في مدينة القدس صباح يوم الأحد 29 مايو/أيار 2022 الماضي، باستخدام طائرة مسيرة صغيرة، قد أثار حفيظة و"جنون" حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ما حدا بلجنة التشريع في الحكومة الإسرائيلية على طرح مشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات والهيئات التي تتلقى تمويلاً من الحكومة، بما فيها مؤسسات التعليم والجامعات والمدارس العربية في الداخل. وقد طرح مشروع القرار بمبادرة من النائب عن حزب الليكود إيلي كوهين، وعلى الرغم من عدم إقرار مشروع القانون وصدوره كقانون ملزم عن الكنيست حتى الآن، إلا ان جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين يتعاملون بان من يرفع العلم الفلسطينية يشكل جريمة، وان رفعه على المؤسسات الفلسطينية محظور.
ان اقدام جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين والعصابات الإرهابية الصهيونية على انزال العلم الفلسطيني عن مبنى مدرسة اللبن الثانوية للبنات، ورفع العلم الإسرائيلي بدلا منه، يشكل انتهاكا للقانون الدولي، واعتداء على سيادة الشعب الفلسطيني، كما أنه يشكل اعتداء على مؤسسات التعليم الفلسطينية، وعلى حق التعليم باعتباره حقا ثابتا من حقوق الانسان، وهو يعبر عن تغول سلطات الاحتلال والعصابات الصهيونية وقطعان المستوطنين على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وهذه الاعتداءات المتواصلة بحق شعبنا والتي تؤدي الى عشرات الشهداء والجرحى والمئات من المعتقلين، أصبحت هي الحالة اليومية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت بصر وسمع العالم، دون أن يحرك ساكنا لوقف اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الإرهابيين.
إن على المجتمع الدولي وخاصة هيئات الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية والحقوقية، أن تتحرك على الفور لوقف هجمات واعتداءات قوات الاحتلال، وعصابات المستوطنين الإرهابيين، على شعبنا وعلى مؤسساته التعليمية ورموزه الوطنية، بتحريض حاقد من عتاة وقادة المستوطنين أمثال سموتريتش وإيتمار بن غفير، لمحاسبة هؤلاء المجرمين وتقديمهم للقضاء الجنائي الدولي، حتى لا يفلت هؤلاء من العقاب.
وسوم: العدد 1010