الحمدانية : هي كارثة من كوارث شعبنا ليست الكارثة الأولى ولا الأخيرة في المسلسل المتكرر للأحزاب العميلة الفاسدة الفاشلة
الحمدانية : هي كارثة من كوارث شعبنا ليست الكارثة الأولى ولا الأخيرة في المسلسل المتكرر للأحزاب العميلة الفاسدة الفاشلة ... حزبنا الشيوعي يتضامن مع عوائل الضحايا والشفاء للمصابين
صدمتنا بشدة خبر فاجعة حريق حفل زفاف الحمدانية بمحافظة نينوى شمال البلاد، التي وقعت في ساعة متأخرة من يوم 26/9/2023 أدى، ولحد الآن، إلى مصرع مئة وعشرين قتيلاُ وأصيب أكثر من 150 آخرين ولازالت فرق الإنقاذ تبحث عن بقايا أشلاء الضحايا وهناك جثث لم يتم التعرف على هويتها حتى الآن. فأن أبرز الصفات لهشاشة الدولة العراقية تتمثل بعدم قدرته على توفر مستشفيات لإستقبال جرحى حريق " قاعة الهيثم " تلك الطامة الكبرى والصدمة الاجتماعية. طبيعة سلسلة المأساوية لحوادث في أنحاء العراق الفجائعية التي تتراكب فيها الأخطاء البشرية مع المصائب والجرائم السياسية لحكومة المحتل ببغداد بحيث يبدو بلدنا بأكمله - وليس (قاعة الهيثم) التي جرى فيها الحادث الأليم فحسب - جغرافيا قابلة دائماُ للإشتعال !.
تفاصيل الفاجعة المؤلمة ما تزال تتكشف، مع تصاعد عدد الضحايا، ولكن تحليلها يمكن أن يوضح هذه العلاقة بين الوقائع الخاصة والعامة، بداية من إنقلاب حدث سعيد، يمثله زفاف يحضره عدد كبير جداُ من المدعوين، إلى مأتم لعائلات مكلومة تنوح قتلاها ومصابيها من النساء والأطفال والرجال، قدرته آخر حصيلة،أثناء كتابة هذا البيان، بمئة وعشرين قتيلاُ ومئتي جريح. وتشير المعلومات أن أحد زعماء المليشيات المرتبطة بالحشد الولائي الإطاري التنسيقي الصفوي،إسامة الكلداني وراء ذلك .
فالسؤال من وراء حرق القاعة متعمدأ؟ ولا نطرح ذلك لأننا ننطلق من نظرية المؤامرة بل التحري والحقيقة.فهل هي صراعات بين المليشيات لتوسيع نفوذ بعضها على بعض؟. فلا هناك حالة الأستقرار بالعراق لتمكن القوى الأمنية الرسمية من الأرض.. ولكن لتوزيع المليشيات والأحزاب والتيارات للعراق كاقطاعيات خاصة لها .وكلما كشفت ملفات الفساد المشرعن الذي نخر ولا يزال ينخر أموال طائلة من خزينة الدولة العراقية تحت غطاء قوانين شرعنتها الطغمة الحاكمة لنفسها كلما زاد النظام العميل الفاسد والفاشل قوة ... وزادت المرجعية الأعجمية في النجف سكوتأ وبلع مليارات الدولارات.
هذا الحدث ليس الأول من نوعه في العراق، فقد تكررت حوادث الحريق بشكل لا تصدق، فطالت مؤسسات حكومية وأهلية، وزارات ومدارس ومستشفيات ومعامل ومصانع ومخازن، وحتى مطار بغداد الدولي، ذكرتنا المصيبة الأخيرة العراقيين بحوادث كارثية أخرى، مثل حادثة جسر الأئمة وقد أدت هذه الكارثة إلى 1000 قتيلاُ و388 جريحاُ في صباح يوم 31/8/2005 وحادثة العبّارة النهرية، التي جرت في المحافظة نفسها، في آذار/مارس عام 2019، حين قام صاحب العبّارة بتحميلها بعدد يفوق طاقتها ما أدى لإنقطاع أحد كابلات السحب وجرف ركابها للماء ووفاة أكثر من 180 عراقياُ ، من كافة الأعمار. مع العلم أن صاحب مشروع العبارة المتهم هو أحد المرتبطين بالمليشيات الحشد الصفوي (الشعبي).
بعد عامين من حادثة العبارة، وقعت مأساة أخرى وكانت هذه المرة حريق في مستشفى اليرموك الذي تفحمت فيه أجساد الأطفال الخدج والرضع وبعد ذلك حريق مستشفى أبن الخطيب في بغداد، حين إنفجرت أسطوانة غاز أوكسجين في موقع خصص لعزل المصابين بفيروس كورونا، وتسبب الحريق الناجم عن الأنفجار في وفاة 82 شخصاُ وإصابة 130 وفي عام 2021 شهد تعرض مستشفى في بغداد إلى حريق كبير .
بعد ذلك بأشهر فقط حصل حريق في مشفى الحسين، في محافظة الناصرية جنوب العراق، ولكن في هذه المرة إنفجرت ثلاث أسطوانات أوكسجين فأشتعل طابق (مخصّص للإنعاش الرئوي) وأمتد لأقسام مجاورة فقتل أكثر من 60 مريضاُ وأصاب 110.
في العام التالي على الحادث الآنف، وقع إنفجار جديد، وهذه المرة في مدينة السليمانية، حيث تسرب غاز من خزان في أحد الأحياء فدمر منزلاُ كان بداخله 15 شخصاُ لقوا حتفهم وأصاب 13 آخرين بجراح، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال. والحرائق المتكررة في أسواق الشورجة وأغلب المحافظات العراقية وحرائق البساتين في المقدادية وحرائق الحقول الزراعية المتكررة وغيرها كثير ولكي لا يكتشف السبب الفعلي الذي فيه يدان من هم في هرم منظومة الحكم العميلة بحيتانها وأحزابها ومليشياتها ومافياتها ومرتزقتها وأسيادها في أمريكا ومستوطنة إسرائيل وإيران والغرب المنافق .
ويتزامن الحدث الحمدانية،حيث لم تمض 24 ساعة في العراق على فاجعة حريق حفل زفاف الحمدانية في محافظة نينوى، حتى وقعت حادثة أخرى أثارت غضب العراقيين، حيث أصيب أكثر من 260 آخرين بتسمم جماعي في عرس بقضاء الحويجة في محافظة كركوك؛ بسبب طعام فاسد. مقاطع مرئية نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر وصول بعض حالات التسمم جراء تناول طعام العرس إلى مستشفى الحويجة.
يسجل العراق سنويأ آلاف الحوادث بين الحرائق والغرق ذهب ضحيتها مئات القتلى وخلفت أعدادأ من المصابين، ويتساءل عراقيون عن جدوى فرق التحقيقات بعد كل حادث، عام 2022 أكثر من 32 ألف حادث حريق، مع تسجيل -عام 2023- قرابة 19 ألف حريق حتى أغسطس/آب الماضي، وتسببت تلك الحرائق في مقتل نحو 850 عراقيأ خلال السنوات الثلاث الماضية .
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سجلت العاصمة العراقية بغداد أحتراق مبنى تجاري بمنطقة الوزيرية، في الوقت الذي تسبب غرق المطعم اللبناني العائم ببغداد عام 2013 في وفاة نحو 100 عراقي .
أن السبب الرئيسي لكل هذه الفواجع والمآسي والنكبات والكوارث والحرائق المتكررة والأزمات هو أن هذه الشرذمة المنحطة الفاسدة الفاسقة العميلة الخائنة قد بنيت على الفساد المشرعن منذ البداية .
هناك الآلاف من القاعات والمولات والمستشفيات والمدارس والمخازن وغيرها حالها حال "قاعة الهيثم " للأحتفالات في بغديدا قاعة الموت، فهل العراقيون مشروع دائم للقتل والخطف والأعتقال الكيفي، والتجويع وإهانة كرامة الإنسان العراقي ونشر المخدرات والدعارة والتهجير الكيفي والقسري؟
فاجعة حريق الحمدانية التي تفحمت بها أجساد العراقيين المحتفلين بعرس هي كارثة من كوارث وفواجع الذي عانى منه العراق بسبب الأحزاب العميلة الفاسدة والفاشلة وحكوماتها منذ عام 2003 المشؤوم . وكل ما عملته منظومة العميلة السياسية المخابراتية التدميرية الإرهابية اللصوصية ونظامها المحاصصي المقيت التي ولدت من رحم الاحتلال الصهيو الأمريكي الغربي والعجم الإيراني هو على غرار (أقتل القتيل وأمشي في جنازته) فذهب هذا وذاك للتعزية وتمت طمطمة القضية بلجنة (سوبرمانية) ومنح مبلغ مالي رمزي للمحاولة لإسكات عوائل الضحايا وبعض التصريحات الفارغة الغاية منها الضحك على ذقون العراقيين كما هي العادة .
وبعد مآسي وقتل ودمارالاحتلال الأنكو الصهيو الأمريكي الغربي الإيراني الذي أمتد على أكثر من عشرين عاماُ بكل ما حمله من موت ومن خراب، وبعد دمار الإرهاب وتوحش الميليشيات، تتنقل خريطة الكوارث إذن عبر محافظات العراق من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب، وتتوزع أسبابها بين الجشع، والفساد المشرعن، والإهمال، والأمية في تزوير إدارة المناصب، لذلك ستجد في الحقيقة أن الأحزاب الحاكمة العميلة قامت بتوزيع الوزارت ومديرياتها والعقود التابعة لها حسب المحاصصة والأتفاق الحزبي وليس حسب معيار الكفاءة والوطنية، غابت معايير السلامة فتسببت بقتل الناس في الحرائق أو التسمم أو الأمراض الناتجة من النفايات وتلوث المياه والبيئة. وتقوم السلطات، بعد كل كارثة، بإعلان إجراء تحقيق وهو أسهل الطرق لتفادي المحاسبة والمسائلة والتنصل من المسؤولية يبدأ بفتح تحقيق سيضاف آجلاُ أو عاجلاُ إلى أرشيف التحقيقات المنسية في كل المآسي والجرائم المقترفة في حق الإبرياء، ويبرئ السلطات العليا والمحلّية من المسؤولية عن تقصيرها في الحفاظ على أرواح البشر، وتهاونها، أو تواطئها، في التلاعب بقواعد بناء الأبنية ونقل البشر، بدليل أن الحوادث تقع في الممتلكات العامة التي تشرف عليها الدولة، كالمستشفيات، كما تقع في المباني والممتلكات الخاصة.
الأسوأ من كل ذلك، أن الطغمة العميلة المتنفذة في العراق، وهي تتضمن سلطات الحكومة، كما عديد الميليشيات الإرهابية المسلحة، لا تكتفي بالفساد والنهب المعمم لمقدرات الدولة والبلاد، ولكنها، بسبب طبيعتها العميلة الفاسدة الفاشلة والطائفية والعرقية، تستخدم أي حدث يحصل لإجراء مزيد من العسف والقمع، فهناك معتقلون منذ عام 2003 ولغاية اليوم وكذلك هناك معتقلون طالهم الأعتقال في "إجراءات احترازية" قبل إنعقاد القمة العربية في بغداد لعام 2011.لا يصعب على آلة السلطة العملية السياسية المخابراتية التدميرية الإرهابية اللصوصية ونظامها المحاصصي المقيت وحواشيها، وبينها "لجان التحقيق" بعد أي حدث، من إنتزاع اعترافات بالقوة، وتلبيس من تريدهم التهمة التي تريدها، وقد تحولت غرف التحقيق، إلى مصرف يدر الأموال على المحققين عبر إبتزاز أهالي المعتقلين يلخّص هذا، للأسف، حال العراق أكثر من عشرين عاماُ، وأسباب الكارثة الكبرى التي يعانيها، والتي تتفرع منها كل هذه الكوارث الصغرى .
حسب تقرير من منظمة حزبنا في قضاء الحمدانية تبين ما يلي :
1-القاعة مشيدة على أرض زراعية تابعة للدولة ومن دون أجازة قانونية وهذه مخالفة تتحمل مسؤوليتها دائرة العقارات (الطابو) وهي مشمولة بالتحقيق ومن المسببين في الحادث.
2- القاعة شيدت على أرض ومباشرة تحت خطوط كهرباء الضغط العالي والبالغ (132000) فولت وهذا غير مسموح بها عالميأ حيث المفروض أن تكون بعيدة عن تلك الخطوط مسافة لا تقل عن 40 مترأ من جميع الجوانب وأن كانت دائرة كهرباء الحمدانية على علم بذلك وبالتأكيد هي من وافقت على تزويد القاعة بالكهرباء فهي من المسببين في الحادث ومشمولة بالتحقيق.
3- المفروض أن تكون بلدية الحمدانية على علم ببناء القاعة لأنها هي المسؤولة عن منح أجازة البناء وأن كانت على علم بذلك فهي الأخرى ضمن قائمة المسببين ومشمولة بالتحقيق.
4- دوائر السياحة والصحة التي من مسؤولياتهم عدم الموافقة على تشغيل القاعة ما لم تتوفر فيها الشروط الصحية والسلامة والأمان والقاعة كانت تعمل فأين هي دوائر السياحة والصحة من ذلك؟
5- الأهم من كل تلك الدوائر الحكومية ذات المسؤولية المباشرة هي القائمقامية ممثلة بقائمقام الحمدانية الذي يجب أن يعلم عن كل موافقة تحصل وخاصة تلك الغير قانونية والذي بدوره يتمكن من أيقاف العمل وتفادي الكوارث وهو بدوره المسؤول الأعلى في القضاء وبأمكانه التصرف حسب القانون وحسب ما تمليه عليه مسؤوليته وضميره تجاه عمله وتجاة أبناء شعبه الذين هم تحت مسؤوليته.
6- أرتفاع القاعة ليس بالمستوى المطلوب حيث أن سقف القاعة لا يعلو عن أرضية القاعة أكثر من أربعة أمتار وهذا المجال يعتبر قليلأ لقاعة تتسع لأكثر من 1000 شخص إضافة إلى مساحة القاعة التي يجب أن تكون واسعة كونها مغلقة كي تتوفر أكبر كمية من الهواء وخاصة الأوكسجين كي تكون المسافات بين الطاولات واسعة حتى يتمكن الأشخاص من التحرك بحرية أكثر,! وأيضأ عدم وجود مخارج للطواريء حيث لم يكن في القاعة سوى مدخل واحد وهو أيضأ مخرج نفسه وبسبب ذلك ولتزاحم الناس للخروج بسرعة حصل الأختناق بسبب الدخان الكثيق والذي كان بسبب نقص الأوكسجين أيضأ.
7- شاهدنا أحد الفيديوهات للألعاب النارية التي مورست في القاعة والتي ألقى أغلب المتحدثين عليها سبب الحريق شاهدنا وهو يقول بأن هذه الألعاب لا تسبب الحرائق وكان يضع يده وقطعة القماش فوقها وحتى قطعة النايلون سريع الأشتعال ولكنها لم تتوقد وتشتعل وهذا أحد الأدلة التي لم يتكلم عنها أحدأ عن الحريق الذي يمكن أن يكون مفتعلأ وما يثبت ذلك أن بداية النيران كانت فوق العرسان ومن ثم بثواني ألتهمت النيران سقف القاعة بأكمله وبأعتقادنا مهما كانت المواد سريعة الأشتعال فمن غير الممكن أن تلتهمها النيران بهذه السرعة الفائقة جدأ!!.كيف لصالة أعراس يقام بها حفلات زفاف بشكل يومي لا تحتوي على أي أنظمة للسلامة أو طفايات للحريق؟
للأسف وقعت الكارثة المفجعة وكانت نتيجتها ضحايا أبرياء وثم يطالب العميل السوداني بإجراء تحقيق وهو أسهل الطرق لتفادي المحاسبة والمسائلة والتنصل من المسؤولية ولكن ما نؤكد في تحليلنا واستناجنا بأن من تم ذكرهم آنفا هم في مقدمة من يتحمل المسؤولية بحجمها إضافة إلى صاحب القاعة الذي ألتجا إلى رشا أولئك المسؤولين وهو الوحيد الذي يمكنه أثبات ذلك!! قد يقول أولئك المسؤولين خلال التحقيق بأننا "أُجبِرنا " على الموافقة بسبب تهديد أو ضغط من قبل جهة متنفذة أو شخص متنفذ ذو ظهير قوي ليس بأمكاننا رفض أوامرهم أو أوامره ! ما حدث هو جريمة مؤلمة يتحمل مسؤوليتها حكومة العميل محمد شياع السوداني معين من قبل الإطار التنسيق الصفوي التابع لإيران فهم من أهم المسببين في الفاجعة. لو كان لدى حثالات الرئاسات
الثلاث ذرة من الأخلاق والشرف والضمير لقدمت استقالتها فورأ. ولكن من أين يأتي الشرف والضمير للعميل والخائن الذي خان وطنه وشعبه وجاء محمولأ على ظهر دبابات الغزاة المحتلين وبالعربة نظام " آيات الفتن والشر وراعي للإرهاب" العجم الإيراني .
فما يزال السؤال الأكثر إلحاحاُ هو: لماذا ومن سمح بإقامة وتشييد المباني التي لا تحترم المواصفات ومن راقب وغض النظر عن كل النقائص والعيوب التي ستكون كارثية على حياة البشر ليست هذه أول محنة يعيش على وقعها العراق؟ هل من المعقول أن يتحول العراق إلي بلد الحرائق والمصائب والكوارث؟ وهو الوحيد الذي تنتشر فيه الحرائق بأرقام خيالية من مصادر حكومية حيث بلغت فقط خلال الفترة المنصرمة من عام 2023 أكثر من23 ألف حريق وآخرها المفجع المرعب الذي هز العالم كله وإهتزت المشاعر والتف العراقيين مع بغديدا الحمدانية راينا تعاطف شعبي كبير لضحايا الحادثة، بالألم المشترك.أن عدم الالتزام بتعليمات السلامة في تشييد هذه المباني والفساد الممنهج المستشري في كل القطاعات وخاصة قطاعي البناء والنقل وذلك لكسب المال، هي حالة سائدة في العراق المحتل في ظل الحكم الطائفي والعرقي الذي لا يكترث بأمن وسلامة المواطنين.
السؤال الأبرز هو، هل إدانة مسؤولين محليين صغار في كل مرة قد حقق العدالة لأهالي الضحايا؟ أم جرت التضحية بهم ككبش فداء لحماية مسؤولين أكبر، وزراء ورئيس وزراء وزعماء ميليشيات وأحزاب وكتل سياسية؟ فمنذ عام 2003 وحتى اليوم عرف العراقيون أياما سودا وحوادث جللا، أزهقت فيها أرواح مئات الآلاف من الأبرياء، وغيب فيها آلاف من المظلومين، وانتهكت فيها حرمات وممتلكات، وحتى اليوم لم تتحقق العدالة في هذا البلد، بل ما زال السارق يتولى منصب حماية أموال العراق، والمجرم يتولى منصب تحقيق العدالة بين الناس، والخائن يتولى صيانة الأمن الوطني،فعلى مدى أكثر من عشرين عاما لم يقدم أي منهم أمثلة على أنهم وطنيون جاءوا لخدمة أبناء شعبهم ورفع راية بلدهم.هل يقتصر واجب للعميل محمد شياع السوداني وغيره على حضور مجالس العزاء على ضحايا كما يفعلون؟ أم أن الواجب هو أن يستقيلوا ويتركوا المسؤولية لأن الحوادث أثبت أنها ليس على قدرهم؟
والكارثة الأكبر هي أن كل ذلك يجري أمام أعين السلطات المختلفة المركزية والمحلية، أو بصورة أدق بسبب فشل هذه السلطات وإنصرافها إلى الفساد وسرقة المال العام وتقاسم المغانم والأموال الكبيرة التي تخصص في كل عام لهذه المحافظة، كل المحافظات العراقية الأخرى، الفساد العام الذي ينتشر في كل العراق من شماله إلى جنوبه، ولولا هذا المستشري لما وصل العراق إلى هذا الدرك الذي لم تصله دولة في عالم اليوم، والمشكلة الأكبر ان الفساد والنهب المنظم لموارد الدولة أصبح ثقافة عامة.
في ظل الحكومات الطائفية والعنصرية المتعاقبة،منذ عام 2003 ولغاية اليوم، التي تنتج المآسي والويلات بفقدان دماء متواصلة ومستمرة تنزف برخص لا مثيل له من حساب الشعب العراقي الصابر .
وكأن ما حدث في مراكش الحمراء بعد الزلزال المدمر وما خلفه من جروح لم يكن يكفي، وكأن ما حدث ويحدث في درنة الليبية من جروح ومآسي قد لا تتضح تداعياتها قبل عقود وكأن كل الكوارث الطبيعية من حرائق وزلازل وفياضانات وكذلك مآسي وحرائق ومصائب في العراق المنهوب المسلوب .
نحن في اللجنة المركزية، وفي الوقت الذي تعتصر قلوبنا لهذه الفاجعة المؤلمة، ونشارك العائلات التي فقدت أحبتها آلامها ومآسيها ونتمنى التعافي للجرحى، نضع المسؤولية في وقوع هذه الكارثة على عاتق السلطات الحكومية التي ولدت من رحم الاحتلال الصهيو الأمريكي البريطاني والفارسي الإيراني ونعتبرها السبب الرئيسي وراء وقوع هذه الفاجعة وغيرها من آلاف الفواجع في عراقنا المنهوب المسلوب وذلك لعدم اكتراثها في تطبيق أدنى وأبسط معايير السلامة والأمان وكيف نطالب منهم الكشف عن أسبابها ومعاقبة المتورطين فيها وتعويض الضحايا وهم السبب الرئيسي وراء وقوع كل الفواجع بحق وطننا وشعبنا منذ 9 نيسان 2003 ولغاية اليوم؟ دولة الكارتونية الفاسدة الفاشلة والتي تخضع لسلطات المليشيات العميلة المجرمة، لن ينتج منها سوى الكوارث والقتل ونهب لثروات الوطن وتخدم أجندة المحتلين الأمريكي الغربي والإيراني، هذا هو (العراق الجديد) الذي أسسه المحتلين وعملائه الأشرار في منطقة الغبراء في بغداد المحتلة.
ليس هناك سبيل للخلاص من الوضع الحالي سوى تقوية صفوف شعبنا وتوحيد نضاله نحو ثورة شعبية واسعة لإسقاط حكومة الاحتلال في منطقة الغبراء في بغداد المحتلة.
أن حزبنا، حزب الشيوعي العراقي يناضل بحزم وثبات في خندق هذا النضال الوطني والطبقي جبناُ إلى جنب مع جماهير شعبنا الصامد من العمال والكادحين والشباب والشابات والمضطهدين لتحقيق الرفاهية للجميع، ولبناء عالم خال من الطبقات تسوده الحرية والمساواة والعدالة، وسيعود العراق وينهض من كبوته ليستعيد موقعه ويتحرر من قبضة حثالة العملاء والخونة واللصوص وكل المكائد والنكبات التي فرضت عليه.
وأننا، في الوقت الذي تحيي الذكرى السنوية الرابعة لإنتفاضة تشرين الباسلة تؤكد بإن أخلصْ وفاء لشهداء تشرين ولضحايا فاجعة الحمدانية هو إستمرار النضال لتحقيق أهداف الإنتفاضة بإسقاط حكومة العملية السياسية التدميرية اللصوصية الإرهابية ونظامها المحاصصي المقيت الذي تدمر العراق وشعبه الصامد الأبي .
ندعو إلى فعالية جماهيرية حاشدة فى ذكرى إحياء ثورة تشرين الباسلة بأن دمنا واحد وشعبنا واحد ووطننا واحد حيثما كنا ونضالنا واحد أينما كنا وسنواجه حكومة الاحتلال في منطقة الغبراء ببغداد المحتلة موحدين بأننا شعب واحد نناضل من أجل دحر الأحتلال الأمريكي الغربي والإيراني وأقامة حكم وطني يحمي ثروات وسيادة وحدود بلد الرافدين العظيم.
تتقدم اللجنة المركزية بأصدق المواساة والتعازي الحارة لعوائل الضحايا، متمنين للجرحى الشفاء العاجل والأمن والسلام لأهالي بغديدا ولشعب العراق بشكل عام .
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي
27-9-2023
بغداد المحتلة
وسوم: العدد 1052