أم محمودٍ
بعد انقطاع أكثر من ستة شهور، ومنذ بدايات الحرب الأثيمة على غزة؛ كتبت الأسيرة المحررة الغزية أم محمود (فاطمة الزُّق)، على صفحتها للفيس بوك:
"لكلِّ من يسألُ وسألَ واستحالَ بيننا وبينهم التواصلُ،
نُعلِمُكُم أنّنا تحت مظلّةِ الله وكنفِهِ ومعِيّتِهِ ولا ندري كم بقِيَ لنا من الحياةِ قبلَ أن يدركَنا الأجل..
ورغمَ استمرارِ النزيفِ بفقدِ الأحبةِ وشدةِ الألمِ وعمقِ الجراحِ ممّا لا نعرفُ مصيرَهُم من الأحبابِ، لم تَضْعُفِ النفسُ لحظةً أو تستكينْ..
ماضونَ في رحابِ اللهِ، والحمدُ للهِ على الثباتِ.. ما هُنَّا ولن نهون..
كلُّنا تحتَ أقدارِ اللهِ، فإنْ عشنا فبعزةٍ ونصرٍ وتمكين، وإن مِتنا فشهادةٌ وكرامةٌ ونعيمٌ عندَ جوارِ الله..
ونِعمَ الجوارُ جوارُ من نحبّ، اللهمَّ إنّا نُحِبُّ لقاءَك فأحِبَّ لقاءَنا..
الجرحُ واحدٌ، وأجرُنا وأجرُكُم عند اللهِ عظيم!!!"
وفاطمة الزق كانت معتقلة في عامي 2008- 2009 في سجن هاشارون الأثيم بفلسطين المحتلة، ثم منَّ الله عليها وابنها يوسف الذي ولد في السجن بالفرج؛ في الصفقة الأولى الجزئية (لشاليط).
اعتقلت فاطمة على خلفية نشاطها المقاوم وكانت حاملاً، ثم ولدت يوسف في سجن الظالمين؛ وهي مقيدة اليدين والرجلين!
لله درُّكُمُ يا أهل غزة... والله إننا لنستحي من صورنا وأشكالنا حين تُذكرون .. لكأنكم من فضاءات أخرى بعيدة على كوكب آخر غير كوكبنا .. أو أنكم من جيل الصحابة الكرام؛ مع النبيين والصديقين والصالحين... وحسُن أولئك رفيقاً.
وأضافت أم محمود في رسالة ثانية أمس؛ على الفيس بوك: "والله إنها ساعات كساعات يوم الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر وزُلزل الناس زلزالاً شديدًا وظنوا بالله الظنونا
يا رب إن هذه الأرض أرضك، والبلاد بلادك، والعباد عبادك، قلوبنا بين يديك فالطف واستر واحنن .... واغفر واجبر مصابنا
إن الله لا يخيب عبداً تفاءل به خيراً
تفاءلوا بالله.... "
والله إني لأخجل أن أزيد على أحرفها الباسمات المجاهدات حرفا واحداً؛ لأنني لست أهلا للكلام؛ فإنْ قالت حَزامِ فصدِّقوها.
وسوم: العدد 1079