رئيس وزراء الكيان الصهيوني يحبط القائلين عندنا كلنا إسرائيل بحمل خريطة للعالم العربي ظهرت فيها صحراؤنا مبتورة
رئيس وزراء الكيان الصهيوني يحبط القائلين عندنا كلنا إسرائيل بحمل خريطة للعالم العربي ظهرت فيها صحراؤنا مبتورة وذلك في حوار أجرته معه قناة فرنسية
كم أطلق المؤيدون للتطبيع مع الكيان الصهيوني ألسنتهم في الرافضين له، وهم يزايدون عليهم في الوطنية ، ويربطون بتعسف بين هذا التطبيع المقيت ، وبين ما سموه اعترافا من الكيان الصهيوني بوحدتنا الترابية التي لا تحتاج إلى اعتراف من أحد مهما كان، خصوصا إذا كان كيانا فاقدا للشرعية ، مغتصبا لأرض فلسطين ، ودمويا ، وعنصريا كالكيان الصهيوني الذي صارت كل شعوب العالم تذمه ، وتندد به أشد التنديد يوميا في مسيرات مليونية اضطرت معها بعض الأنظمة الأوروبية إلى الإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطين .
لقد كان الرافضون للتطبيع يرفضون بشدة الربط التعسفي بينه وبين وحدتنا الترابية التي هي إرادة وقرار الشعب المغربي وحده ، بينما كان المؤيدون للتطبيع يصرون على هذا الربط ، وقد ذهب بعضهم بعيدا في التصهين إلى حد التفوه بعبارة " كلنا إسرائيل " بكل صلف ووقاحة ، وتحد لإرادة الشعب الرافض عن بكرة أبيه للتطبيع . واقد أثبت أحداث طوفان الأقصى أن الرافضين للتطبيع كانوا محقين ، وبرهنت وحشية الكيان الصهيوني فيما ارتكبه من جرائم إبادة جماعية أن التطبيع معه كان زلة قدم .
وبالأمس وجه رئيس الكيان الصهيوني صفعة قوية للذين دافعوا عن التطبيع ، وزايدوا على الرافضين له في الوطنية ، حين ظهر على شاشة تلفزة فرنسية أجرت معه حوارا، وهو يحمل بين يديه خريطة العالم العربي، وقد بترت منها صحراؤنا المغربية ، وكان ذلك إحباطا لمن رفعوا شعارا " كلنا إسرائيل " وانقلب سحرهم على سحرتهم، فصاروا محل اتهام بسبب فعلة مجرم الحرب الصهيوني المتهورة والمقصودة عمدا، وعن سبق إصرار، لأن اللون الذي ظهرت به ربوع صحرائنا في تلك الخريطة ، كان مغايرا ومختلفا تماما عن لون باقي ربوع وطننا ، وكأنه أراد بذلك الشماتة بالشعب المغربي الذي يندد ويدين بجرائمه ، وفي نفس الوقت عبر عن احتقاره ،استخفافه بمن رفعوا شعار " كلنا إسرائيل " وهم يباهون بذلك ، ويزايدون على الرافضين للتطبيع ، وكادوا يطالبون بمحاكمتهم بتهمة ملفقة لهم مفادها أن من رفض التطبيع ، فهو ضد الوحدة الترابية ، بزور صارخ وبهتان عظيم .
ها قد سقط في أيديكم أيها المغردون بالتطبيع ، وبالانتماء إلى الصهيونية وهي رافضة لكم ومستخفة بكم ، ولن يرض عنكم المجرم نتنياهو حتى إن لعقتم جزمته القذرة ، فهل ستتوبون إلى ربكم من بائقتكم ، وتتنكرون لهذا السفاح كما تنكر لكم بالأمس ، وهو يحاول لعب ورقته الأخيرة للمتاجرة بمقولته المتهافتة والممجوجة " معاداة السامية " التي طالما جنى منها الكثير على حساب جيوب شعوب الدول الغربية لصنع رفاهيته ، ولاقتناء أسلحة الدمار الشاملة التي يستعملها في إبادة الشعب الفلسطيني المظلوم ، والتي لم تعد كل شعوب العالم تصدقها ،وقد سقط قناع الصهيونية، وتأكد لمن كانوا غافلين أنها حركة عنصرية دموية إرهابية ترفضها شرائح عريضة من يهود ، وتتبرأ منها أمام أنظار العالم . فهل ستتبرءون منها يا معشر المغردين بالتطبيع ؟ أم أنكم ستستمرون في غيكم وضلالكم ، ومكابرتكم ، ومزايدتكم في الوطنية على أحرار وطنكم الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قبل كل شيء عهدا وموثقا مع الله عز وجل، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم .
وسوم: العدد 1082