إشراقة ( ملحمة الخلود )

د. فوّاز القاسم / سوريا

في الملحمة التاريخية الكبرى التي يسطّرها أسود التوحيد على أرض الشام المباركة أود أن أسجل الموقف النهائي الذي أفهمه كما يلي :

1. هذه المعركة من المعارك الفاصلة في تاريخ سورية والمنطقة ، وهي من أهم ما مرّت به سوريّة والمنطقة منذ الفتوحات الإسلامية للشام .

2. هذه الملحمة تعتبر أهم تهديد للمشروع الفارسي الامبراطوري التوسعي في المنطقة العربية ، ولذلك يستميت الفرس للدفاع عن مشروعهم ، ويسخّرون له كل إمكاناتهم العسكرية والبشرية والمالية ، فالقضية عندهم هي قضية حياة أو موت .

3. على أهل السنة في لبنان أن ينتهزوا هذه الفرصة التاريخية في دعم الثورة السورية بكل ما يستطيعوا ، ليتخلّصوا من عدوّين في وقت واحد ، النظام النصيري ، وحزب الشيطان ، الذي اختطف لبنان وشعبه وسامهم الذل والهوان .

4. على حكام العرب ، وأخص حكام الخليج ، وحكام السعودية بالذات أن يدعموا الثورة السورية بكل أشكال الدعم المطلوبة بشكل سرّي إن لم يتمكنوا من ذلك بالشكل العلني ، لأنها الفرصة التاريخية لهم لإجهاض وإفشال المشروع التوسعي الفارسي الذي يهددهم ويهدد وجودهم وكراسيّهم ،، فإذا قصّر الحكام لأي سبب من الأسباب ، فعلى أهل التوحيد من شباب الأمة ، ومفكريها ، ورجال المال فيها ، أن يغتنموا هذه الفرصة التاريخية في دحر المشروع الصفوي الرافضي على أرض الشام ، بدعم الثورة السورية المباركة بكل أشكال الدعم المتاحة ، بالرجال والمال والسلاح ، لأن نجاح المشروع الصفوي الرافضي لا سمح الله أخطر بألف مرّة من المشروع الصهيوني ، وهو يوشك أن يقتلع الكعبة المشرّفة ، وتحويل المسجد الحرام إلى وكر للبغاء والمتعة ...!!!

5. أما أمريكا والغرب فلا مصلحة لهم في دعم الثورة ، بل مصلحتهم في إطالة أمد الأزمة ، فهم يضعفون إيران والإسلاميين والقاعدة معاً ، ويدمّرون البنية التحتية للدولة السورية ، وهذا أفضل ما يتمناه الأمريكان والروس والغرب والكيان الصهيوني ، ولذلك فهم متفقون جميعاً على ذلك ، وإن اختلفت أدوارهم المسرحية في الإخراج .

6. بقي أن أطمئن المجاهدين فأقول : أنتم الرقم الأصعب في هذه الملحمة التاريخيّة الكبرى ، فالأرض أرضكم ، والشعب معكم ، وشرفاء الأمة معكم ، والزمن معكم ...

وهذه هي فرصة العمر لكم لاقتلاع جرثومة النصيريّة من أرض الشام المباركة ، ودحر المشروع الصفوي الاستعماري الذي يهدد وطن الأمة ووحدتها ، وقبر الدين الرافضي الشوفيني التكفيري الدموي البغيض الذي يهدد عقيدة الأمة ووجودها ...

 وماذا عليكم أيها الأبطال (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون )). صدق الله العظيم .

فأنتم على أرضكم ، وبين شعبكم ، تأكلون من خيرات أرضكم ، وتقاتلون بسلاح عدوّكم الذي تغتنمونه كل يوم بالأطنان ، وتزدادون خبرة وحنكة بفنون القتال والحرب يوماً بعد يوم ، والكثرة العددية لكم فأنتم الأغلبية في الأمة ، وعدوّكم الأقلية ، وشهيدكم في الجنّة ، وقتلى أعدائكم في النار ...

ولنفرض جدلاً ، أن كل نصيري ورافضي قتل سنيّاً في سورية قبل أن يُقتل ، فكم هم عدد الرافضة القادرين على حمل السلاح ، مائة ألف ، مائتي ألف ، مليون ...!!!؟

فلتدفع الأمة مليون شهيد على طريق حريّتها ، وتحرير شامها ، واستعادة كرامتها ، وحفظ دينها وعقيدتها ، وقبر المشروع الصفوي الرافضي الذي يهدد عقيدتها ووجودها كما ذكرت ... وهذا من باب افتراض الأسوأ لا سمح الله ...!!!

أيها الأبطال المجاهدون في أرض الشام المباركة ، يا تاج رأس الأمة ، ويا أسياد العرب ، ويا مجددي دين الأمة ، ويا مفجّري ثورتها ، ويا باعثي همّتها ، ويا حداة ركبها ...

أنتم اليوم أمل الأمة بعد الله ، في حفظ العقيدة ، وإعزاز الدين ، وانتزاع الحقوق ، وإنجاز الحريّة والتحرير ، وعودة الكرامة ، واستمرار الأمل ...

فلا تهنوا ، ولا تحزنوا ، ولا تضعفوا ، ولا تيأسوا ، ولا تنكصوا ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ...

وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو ، بأنكم لمنتصرون بإذن الله ، ما استمسكتم بدينكم ، واقتفيتم أثر نبيّكم ، والنصر مع الصبر ، فاصبروا ، وصابروا ، ورابطوا ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ...