سلسلة من أيامي 18.. التسجيلات الجامعية

التّسجيلات سابقا:

شاركت منذ سنوات وطوال سنوات في التسجيلات الجامعية بجامعة سيّدتنا الشّهيدة حسيبة بن بوعلي بالشلف رحمة الله، ورضوان الله عليها.

تقام التسجيلات لاستقبال، وتوجيه الطلبة الحاصلين على شهادة التّعليم الثّانوي من الشلف، والولايات المجاورة لها، وولايات أخرى.

فترة التسجيلات ممتدّة خلال شهري جويلية، وأوت من كلّ عام. وخلال أيّام معدودة، ومحدّدة. مايعني أنّها تقام تحت حرارة مرتفعة جدّا، وظروف صعبة لمن يعرف حرارة الشلف.

كانت كلّ الأعمال المتعلّقة بالتّسجيلات تقام يدويا وتحت حرارة لاتطاق.

لاأعرف أنّ ملفا واحدا ضاع. ولم يشكو أبدا، ومطلقا أيّ طالب، أو ولي فقدان ملف.

رغم الوسائل البدائية -يومها- قام جميع الطلبة بتسجيل أنفسهم، وتحقيق أغلب رغباتهم، وأبدوا ارتياحا لما تلقوه من حسن المعاملة، وخدمة متقنة، وأداء جيّد.

وإذا حدثت بعض التّصرفات الخاطئة فتدرج ضمن ضريبة العمل، وطبيعة التّسجيلات. ولا يضير ذلك من الأهداف العليا المرجوّة، وأمانة القائمين على عملية التّسجيلات الجامعية.

وكان هناك تطور كلّ سنة لكنّه بطئ لايلفت الانتباه.

كانت مطوية التّسجيلات مرهقة لقراءتها لطولها، وعرضها، وصعوبة تمييز اختصاصاتها. والتي استبدلت فيما بعد بكتاب يجمع تلك التّخصّصات. ورغم ذلك بقيت الصّعوبة، والإرهاق، وتضييع الوقت، وهدر الجهد.

الأوراق، والكتاب، وأوراق ملء الرّغبات تستهلك أموالا باهظة أرهقت الخزينة العمومية، وأرهقت آلات السّحب، والعاملين عليها.

التّسجيلات الجامعية سنة 1446هـ -2024 من خلال نجاح ابنتي ملاك:

التّسهيلات التي لمسها الطّالب، والأستاذ، والأولياء وهم يتابعون التّسجيلات الجامعية لهذا العام 1446هـ -2024 كانت كبيرة جدّا مقارنة بالعقود التي تمّ وصفها في الأعلى:

يتمّ التّسجيل في البيت، وعبر الحاسوب الشخصي.

ويتمّ تأكيد الاختيارات بسهولة، ويسر، وسرعة.

ولكلّ طالب اختياراته المناسبة لمعدله الطبيعي، أو المعدل الموزون، ولا يشاركه أيّ طالب في اختياراته الشّخصية.

ولحدّ -الآن- لم يطلب من الطّالب أيّة وثيقة. ولتبيان أهمية هذه النّقطة أضيف: زرت البارحة بلدية الشرفة بالشلف صباحا لاستخراج وثيقة. وفوجئت وعلى غير العادة أنّها تخلو من الزوار إلاّ عدد قليل جدّا مقارنة بالأعوام الماضية حيث الاكتظاظ، والصّراخ، والقلق، واستغلال الظّروف، وهدر الوقت والجهد والمال. وبعد مدّة من الزّمن علمت أنّ قلة المتعاملين مع البلدية مردّه إلى التّسجيلات الجامعية التي تتمّ عبر الخطّ الإعلامي والحاسوب. وهذه إحدى النّتائج الملموسة، والمرئية لانتقال التّسجيلات الجامعية -كمثال- من عالم الورق، والاكتظاظ، والصّراخ، والعرق، والجهد، والحرارة إلى زرّ الحضارة، وأمان الخطّ الإعلامي، وسرعة الحاسوب.

قد يقول قائل من الشباب الذي يتنعّم بالجديد، والسّريع، والآمن أنّ هناك تأخّرا مقارنة بدول أخرى في مجال استعمال الإعلامي الآلي، والحاسوب الشخصي.

أجيب: نتحدّث عن ماضي عشناه، وحاضر نلمسه، ومستقبل نرجوه أن يكون الأفضل. ومن لم يقارن لايعرف طعم التّغيير، ولا معاناة من سبقوه، ولا لذّة التّطور التي بين يديه والذي يرجى أن يكون الأفضل والأحسن في الغد.  

التّسجيلات الجامعية الحالية -كمثال- لم تستهلك وقتا، ولا جهدا، ولا مالا، ولا تبذيرا، ولا قلقا.

نتقدّم بالثّناء على كلّ من سهر للتّخفيف على الطّالب، والأولياء. راجين أن يكون القادم أفضل، وأكثر فاعلية، وأقلّ أخطاء ممّا كان.

وسوم: العدد 1089