معادلات

" وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ (156) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ (157)" / البقرة .

سنَّة من الخلَّاق قد جرت في عباده وعبيده، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا. فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط. واليوم نجد جُلَّ أهلينا في غزة حمَّادين راضين شاكرين، ومتكاثرين.

منذ أمد الآمدين؛ والعدو الصهيوني يخاف من الانفجار السكاني الفلسطيني بشكل عام، والانفجار الغزيِّ بشكلٍ خاصٍ. ومشردو غزة - برغم الحصار والدمار والنار- فإنهم مصرون على التفريخ .... والنوم متلاصقين، إما لضيق الخيمة، أو للتكاثر، ولن يضرهم هذا التكاثر فيحسبوا على ما جاء النهي عنه في وصف من ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر؛ فتكاثرهم محمود ... لا مذمومٌ

آخر الإحصائيات السكانية الفلسطينية الغزاوية تشير إلى أن أعداد المواليد في غزة لم تنخفض، وظلت في مستواها الطبيعي، وهي في حدود خمسين ألفاً؛ خلال العشرة شهور الأخيرة من الحرب المنصورة المباركة. فيما يُقدر عدد الشهداء بأربعين ألف حيٍّ؛ عند ربهم يُرزقون.

" وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ (32) مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ (33) ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ (35)"/ ق.

لن يسطع أذناب يهود منع أبواب الجنة من استقبال المزيد من الشهداء الأبرار، بل لعل المولى سخر هؤلاء البغاة أدواتٍ شريرة ليملأ جناته من أُحيبابه المتقين. هكذا يفهم المسلمون معادلاتهم الدنيوية / الأخروية. فيما نرى انتحاب اليهود على فطائسهم المنتنة، واليوم أم الشهيد تزغرد ولا تنتحب، وأهل الشهيد يقيمون عرساً له لا مأتماً، ويقبلون التهاني لا التعازي؛ وبذا فإن كل المعادلات الفيزيوكيميائية للبشر غير الطبيعيين في فلسطين قد استحالت إلى قنابل نووية في وجه "إلياهو"؛ الوزير الصهيوني الذي اقترح التخلص من غزة وسكانها بقنبلة نووية شريرة!

وعوداً على بدء؛ ففي تفسير الآية الكريمة : " (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)؛ فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده، فتارة بالسراء، وتارة بالضراء من خوف وجوع. (بشيء من الخوف والجوع) أي: بقليل من ذلك؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك. (ونقص من الأموال) أي: ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق، وضياع، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة، وقطاع الطريق وغير ذلك. (والأنفس) أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه، (والثمرات) أي: الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر، ببرد، أو حرق، أو آفة سماوية من جراد ونحوه. (وبشر الصابرين) أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب."

وسوم: العدد 1089