رشيدةُ
منذ أكثر من قرنٍ والعُرْب يبحثون عن رجلٍ رشيدٍ يؤمُّهم؛ وقد لفُّوا المداين – كما فعلها وليد توفيق- ولمَّا يجدوه، فظلُّوا عاكفين على الآية: "أليسَ منك رجلٌ رشيدٌ"؟!
لقد كَنُهَ التاريخ عظيماتٍ كبلقيس ملكة سبأ- وقد جاء ذكرها في القرآن- وهنالكم شجرة الدر، وغيرهما كثير، ممن أثَّرْن في عجلة التاريخ.
وعندما فازت الأمريكية من أصل فلسطيني "رشيدة طليب" نائبا في الكونجرس الأمريكي في دورته الحالية عن ولاية ميشيغان؛ تقالَّ كثيرون ما ستفعله، وغمز كثيرون متشائمون في شكلها، وهمز بعض آخر آيسٌ في مضامينها!
وجاءت ساعة الصفر .... وحلَّ النتن – ياهو ضيفا عزيزاً دجالاً مسيلميَّاً على الكونجرس المتصهين؛ يشرح للعالم "المتحضر" نظريته القردية المتخنزرة في ذبح الفلسطينيين؛ وكأنهم خراف العيد، والجميع وكأن على رؤوسهم الطير أصغوا منصتين....
وفجأة ظهرة لهم بَرْزةٌ؛ رافعةً يافطة بمضمونين، فعلى الوجه الأول كتبت: (مجرم حرب)، وعلى الآخر (مذنب تطهير عرقي)؛ فأُسقط في يدي الصهيونية الأنجلوسكسونيَّة؛ بينما كانوا ينتشون ثملين بخطاب الكراهية من "البيبي" القذر ... الأشِر!!
عقمت أرحام الأمة عن أن تلد رجلاً رشيداً يحمل همَّ الأمة إلى الشُّقر ذوي العيون الزرقاء المتبلدة، فولدت ميتشيغان رشيدةً تقف عكس التيارات؛ في كثير من الأزمنة الكونجريسية، متحدية الأغلبية الساحقة الماسحة لأحذية الصهيونية العميقة في الغرب المتصهين!!
ولقد علق عليها دونالد طرمب بأنها مجنونة؛ ولقد قيل عند سيدنا نوح – عليه السلام- : "وقالوا مجنون وازدُجر".... ولكنها في الحقيقة أمة تبدو في امرأة، وهي في الوقت ذاته امرأة بمليون مليون رجل!!!
تلكم الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، وهذه كانت نقطة من بحر زاخر سوف يقتلع الداروينية الصهيونية من أسِّها، وهذه رشيدة من ملايين الرشيدات اللاتي سوف يتصدين للبغي مهما عتا، وللظلم مهما تجبَّر، ولعلَّ في الأرحام رشيداً سوف تتمخَّضه الأمة؛ التي كدنا نقول إنها عقيمة..........
وسوم: العدد 1089