مواقف مخزية من الجيش المصري

الموضوع جزء من مسودة كتاب لي تحت عنوان

"مصر المفترق الأخطر في التاريخ المعاصر"

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

لم نسمع صوتا من الجيش المصري عندما قُتل الضابط المصري البطل "أيمن حسن" ، الذي أطلق نيران رشاشة على الجنود الصهاينة سنة 1990، فقتل منهم 21 ضابطاً وجنديا ، وكذلك الشهيد عبدالقادر عودة الذي كان أحد القضاة في مصر ، والذي استشهد على حبل المشنقة ،  وسليمان خاطر ذلك الشهيد الذي دافع عن كرامة مصر ... هذه هي عقلية العسكريين الذين يحكمون مصر من خريجي الملاهي الليلية ، والكباريهات ، والمسارح ، وبيوت الدعارة  ، والخمارات . 

هذه هي العقيدة القتالية للجيش المصري ، والتي ممنوع عليها أن ترفع السلاح في وجه عدوها المتواجد على الحدود ، وترفع السلاح على شعبها ، وكأنه عدوها في الميادين والطرقات والمساكن والمدارس والجامعات ، وأنَّى لتلك العقيدة أن ترفع السلاح في وجه أعدائها ، وهي قائمة على الظلم والوحشية والتبعية !؟ .

فى عام 1955 ضربت إسرائيل غزة وقتلت 39 عسكريا مصريا ، وأصابت 33 آخرين فى هجوم على مركز قيادة الجيش المصري ، وفى 1956 احتلت إسرائيل سيناء بدون أن تطلق طلقة واحدة ، ووصلت إلى قناة السويس ، والمقاومة الشعبية في بورسعيد هي التي شرفتنا ورفعت لواء كرامتنا ، كما حدث في مدينة السويس سنة 1973 والقائد البطل الشيخ حافظ سلامة وأبناء المحافظة الشرفاء ، وكما حدث من قبل سنة 1948 حيث تطوع الكثيرون من شرفاء مصر في صد العدوان عن فلسطين ، والذي انتهى إلى ضياع فلسطين بسبب خيانة القادة العرب ، بينما كان الجيش المصري بعتاده وآلياته ورجاله يهرب عن طريق شاطئ بحر غزة ، هذا هو جيش أكبر دولة عربية ، أسد على شعبه وفي الحروب نعامة .

وهذا هو المشير عبد الحكيم عامر قائد هزيمة سنة 1956 وسنة 1967، وحبيب الفنانة وردة ، يتمسك به صهره وصديقه جمال عبد الناصر ، فيرسله حاكما إلى دمشق زمن الوحدة المصرية السورية ، وكان من أهم أسباب انفصال سوريا عن مصر ، وظل عبد الناصر متمسكا به حتى تسبب فى كارثة 1967 ، بينما كانت قيادة الجيش تلهو بلياليها الحمراء التي شكلت عقيدتها مع الراقصات والمغنيات في ليلة الخامس من حزيران ، على الرغم من علم عبد الناصر بالمعركة ( لاحظوا ) فقد قال لهم : إنه لديه معلومات بهجوم إسرائيلي صباح الاثنين الخامس من يونيه !! ، وأعلن المجاهد البطل ، والقائد الفذ المغوار المشير عامر !!! انسحاب القوات فورا من سيناءوفقدت مصر 80% من معدات الجيش ، ودمر الصهاينة الطائرات المصرية على مرابضها ، وتسلت الطائرات الإسرائيلية في قتل الجنود المنسحبين ، وتسلى جنود العدو بقتل الأسرى المصريين ، فهل يخجل الانقلابيون الآن على أنفسهم عندما يضربون شعبهم بالطائرات والقنابل الحارقة ، ويسمحون للطيران الإسرائيلي بضرب المصريين ، والتحليق فوق العريش ، ومشاركتهم حصار غزة ... هذه هي عقيدة السادات التي أعلن من حلالها أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب . 

المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي

قال المفكر الأمريكي نعوم تشومسكى : من الخطأ أن يعتقد مؤيدوا الانقلاب ، بأن الجنرالات سيتحركون لبناء دولة ديمقراطية علمانية...هذا غالبا لن يحدث ، لأن قادة الجيش سيتصرفون كما يتصرف العسكريون عادة ، وكما تصرفوا في مصر دائما. وأضاف تشومسكى خلال ندوة بمدينة نيويورك ، هذه التصرفات ستتمثل في سعي القادة العسكريين إلى فرض سيطرتهم على النظام السياسي ، والاحتفاظ بمملكتهم الاقتصادية ، وسحق المعارضين ، والعصف بحقوق الإنسان ، قائلاً : أوجه رسالة إلى أصدقائي من العلمانيين والليبراليين واليساريين الذين رحبوا بالانقلاب العسكري : ستتحولون عما قريب إلى ضحايا لهذا الانقلاب، فهذا "هو ديدن الأنظمة العسكرية على مر العصور".  يتبع بإذن الله .