نتائج تلك العقيدة الفاسدة

الموضوع جزء من مسودة كتاب لي تحت عنوان

"مصر المفترق الأخطر في التاريخ المعاصر"

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

وبسبب تلك العقيدة الفاسدة ، كان مقتل آلاف الجنود المصريين في حرب الكونغو و اليمن ، ومقتل آلاف المصريين في العدوان الثلاثي على سيناء ومدن القناة ، وفي حرب سنة 1967 ، حيث اعترف قادة العدو أنفسهم ومن أصدقاء مبارك بقتل المئات منهم في واقعة واحدة ، وقتل الجنود والمواطنين المصريين على حدود رفح بسلاح الاحتلال الصهيوني ، والذين بلغ عددهم ثلاثة وثمانين مواطنا وجنديا مصريا منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء حتى اليوم ، وعدم المطالبة بمدينة أم الرشراش ( إيلات ) ، ثم يرددون أخيرا : نحن شعب وانتو شعب والنا رب والكم رب – ويرددون : الله والسيسي وبشار وبس ، فقد أبت النذالة أن تفارق أهلها ،  كما خاض الجيش المصري ثلاثة حروب مع العدو الصهيوني خسرها جميعا ، منها حرب النكسة سنة 1967 – التي يحلو لهم تسميتها بذلك ؛ من أجل التخفيف من إيقاعها المعنوي - ودور الإعلامي فيها محمد سعيد صبى عبد الناصر الذي كان يقول : أسقطت قواتنا الباسلة 500  طائره إسرائيلية ، و توغلنا داخل الأراضي الإسرائيلية ، و كانت سيناء قد سقطت في يد اليهود .. هذه هي عقيدة أم كلثوم معكم في المعركة ... وتحولت أنشطة الجيش المصري بعد عار اتفاقية كامب ديفيد ، وبتوجيهات أمريكية ، إلى دمية بيد الإمبريالية الأمريكية ، فالمشاركة في حرب الكويت ، ولعب دور الشرطي في البوسنة وفي الصومال ، وإرسال قوات إلى تيمور الشرقية لرعاية انفصال المسيحيين عن إندونيسيا المسلمة ، والمشاركة في دارفور ، كانت كلها بتعليمات أمريكية . وكذلك من قبل إعدام سيد قطب المفكر الاسلامي بسبب اختلافه مع عبد الناصر . وإعدامه في سنواته الأولى عددا من كبار قادة الإخوان ، وتشكيل محكمة عابدين للأمور المستعجلة بالقاهرة ، وتقرر حل جمعية الإخوان المسلمين وحظر نشاطها ، واعتقال معظم قادتها ، وتدمير مؤسساتها ، وكيفَ تخلّص عبد النّاصر من معظم رفاقه ممّن سمّوا أنفسهم «الضّبّاط الأحرار»، مرّة بالنّفي ، ومرّة بالقتل ، ومرّة بالسّجن ، ومرّة بتحديد الإقامةِ ، وإعدام عبد الناصر للفقيه الدستورى عبد القادر عوده ؛ بسبب طلبه من عبد الناصر تسليم السلطة لرئيس مدني ، والسجل الأسود ممتلئ وحافل بالعار ، كما لا ننسى السجن الحربي و أباطرته الذين ذهبوا إلى مزابل التاريخ ، شمس بدران ، و حمزة البسيونى ، الذين تسببوا في سحل و تعذيب النساء العفيفات ، مثل زينب الغزالي ، ومثل العلماء الأجلاء كمحمد الغزالي ، و الشيخ كشك رحمهم الله جميعا ، وجعل أرواحهم لعنة تطارد كل هؤلاء الخونة ، وكيف تم حظر الإخوان في عهد النقراشي من قبل ، وفى ثورة 1919 صدرت أحكام بالجملة بالإعدام على قادة الإخوان المسلمين ولم تنفذ ، بل حصل أصحابها سريعا على العفو ، وكيف تم استبعاد الإسلاميين تماما في مصر قبل الثورة في انتخابات 2005 ، وسقوط المئات من القتلى والجرحى في صفوفهم في ذلك الوقت على أيدي عبيد مبارك ، وبقيت الحركة متجذرة في عقول وقلوب الشعب المصري ؛ حتى فازت بأكثر من 76 بالمائة من مقاعد البرلمان ، واليوم يعذب الضباط الجنود الرافضين للانقلاب في معسكرات للجيش المصري ، كما شاهدنا بالفيديو الذي انتشر على وسائل الإعلام ، والطريقة اللا إنسانية التي يتم من خلالها إذلال الضباط والجنود الأحرار ، ذلا سيظل لعنة تطارد هؤلاء الضباط ، كما لعنت من قبلهم في فترات الخمسينات والستينات ،  ولكن على الباغين ستدور الدوائر بإذن الله .

 ولا يزال الإخوان المسلمين يواجهون أقسي حملة أمنية علي مدار تاريخهم ، منذ خمسة وثمانين عام ، وكذلك محاربة الجيش المصري للجماعات الإسلامية المسلحة في الصعيد ، وغير ذلك كثير ولكنه غير مُعلن ، وتفتخر المخابرات الحربية المصرية اليوم أنها تحكم سيناء ، ويزداد التعاون مع إسرائيل عمقا واتساعا ، خاصة داخل سيناء ضد المجاهدين ، وقبل واقعة قتل المجاهدين الخمسة ثاني أيام العيد بطائرة إسرائيلية بدون طيار علي مسمع ومرآي من الجيش المصري ، وذكر شهود عيان من سكان العريش ورفح والشيخ زويد بشمال سيناء ، أنهم شاهدوا ثمانية عشر طائرات حربية صهيونية من نوع  أف 16 ، وهى تحمل علم إسرائيل ، و تخترق الأجواء المصرية ، وتحلق في سماء مدن العريش ورفح والشيخ زويد ، وذلك في الساعة الثامنة والنصف من مساء الاثنين 14/10/2013م . بارتفاعات منخفضة ، مما سهل لهم التأكد من رؤيتهم للطائرات الصهيونية بوضوح ، بل التأكد من عداد الطائرات. بل نفى الجيش المصري – جيش كامب ديفد - بنذالة وانحطاط أن تكون إسرائيل فعلت ذلك ، وإسرائيل نفسها تؤكد ذلك من خلال إعلامها وقادتها . ورداً على مزاعم الجيش المصري بأنه هو من قام بتصفية الخلية الجهادية . "وبكره تشوفوا مصر".

 قال أرئيل كهانا : أن هذا الأمر غير قائم ، لأنه حسب اتفاقات كامب ديفيد ، يحظر على الجيش المصري الاحتفاظ بطائرات ذات قدرات هجومية ، تحديداً في المنطقة التي تمت فيها الغارة . 

والمحلل العسكري لصحيفة إسرائيل هيوم (عمير رابوبورت ) يكشف النقاب عن إن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات كثيرة في قلب سيناء ، والقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي قالت : الجيش المصري هو الذي قام بتحويل معلومات لإسرائيل مكنتها من تنفيذ الهجوم على مجموعة جهادية . 

وعلى القناة العبرية الأولى : سماح السيسي بالهجوم الإسرائيلي على سيناء ، جاء لإقناع المنظمات اليهودية للوقوف إلى جانبه ، ضد ضغوط بعض ممثلي الجمهوريين في الكونغرس. 

- واليوم يتولى اللواء نادر العصار، الذي يشغل منصب قائد شعبة العمليات في المخابرات المصرية مهمة التنسيق الأمني مع إسرائيل ، واستمرار توافد الوفود الأمنية الإسرائيلية السرية إلى الانقلابيين ، والتي بدأت بعيد عزل مرسي مباشرة ، ولقائهم بعدد من العسكريين ورجال الأمن في مصر ، حيث ذكرت صحيفة اليوم السابع المصرية الناطقة باسم الانقلاب الدموي ، أن وفدا إسرائيليا أمنيا سيصل القاهرة في 25-9-2013 ، ومن الطبيعي أن يكون قدوم هذا الوفد وفي هذا الظرف بالذات ؛ من أجل متابعة القبضة الحديدة ، وتقديم النصائح والتوصيات لمزيد من قمع الشعب المصري ، والخريطة التي سربها اللواء بجهاز المخابرات العامة أحمد عبد الفتاح لأحد الصحفيين ، وهي خريطة خطة حبل الأشواك” لأحد الكتاب الصحفيين المعروفين برفضهم للانقلاب العسكري ، وذلك بعد أن تسلمها أحد القيادات العسكرية من الوفد الأمني الإسرائيلي الذي زار القاهرة مؤخرًا . هذه هي مهمات الوفود الإسرائيلية إلى مصر ،  ليس من أجل توزيع الحلوى والورود ، فاليهود هم اليهود ، والعدو هو العدو ، وكذلك كثافة تحليق الطيران الإسرائيلي فوق العريش ، وتحليق الطيران المصري فوق غزة ، وقد كنا نتمنى أن يمنع الطيران المصري قصف اليهود للنساء والأطفال والآمنين في غزة .. فيا للعار !!. وكيف أشاد قائد عسكري في الجيش الصهيوني بالإجراءات الأمنية التي ينفذّها الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء ، في إطار ما أسماه "الحرب ضد الإرهاب"، معتبراً أن هذه الإجراءات من شأنها "خدمة المصالح الصهيونية" . 

- وأعلنت إسرائيل عن تنسيق واضح مع السيسي ، عندما نقلت لها مصر معلومات عن قيام جهاديين بإطلاق صواريخ علي مطار ايلات ، وتم غلق المطار ثم افتتاحه بعد ترتيب عملية اغتيال المنفذين ، للتأكيد مجددا على العقيدة القتالية للجيش المصري ، كما انه سبق وأن قامت مروحية مصرية تابعة لقوات الجيش يوم 12 يوليه الماضي 2013 بالتحليق – لأول مرة منذ احتلال إسرائيل لغزة عام 1967 - في أجواء مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة بشكل مفاجئ ، في ظل حملة تقوم بها السلطات الأمنية منذ تنحية الرئيس محمد مرسي  لهدم الأنفاق ، وحامت فوق أحياء البرازيل ، والسلام ، والبراهمة ، وتل السلطان ، وحي الجنينة ، بمدينة رفح الفلسطينية ، ولم تعترضها الطائرات الإسرائيلية ، رغم أنها اعترضت من قبل طائرة مصرية ضلت الطريق في عهد مبارك ، ما يعني أن هناك تنسيقا أمنيا مصريا إسرائيليا في هذا المجال . وعلقت إسرائيل بنود اتفاقية كامب ديفيد العسكرية ، بما يسمح بدخول قوات ومعدات وطائرات أباتشي مصرية لسيناء ؛ لمطاردة الجماعات الجهادية ، وسمحت بنشر قوات ومعدات إضافية للجيش المصري ، كما سمحت بدخول كتيبتين مصريتين إلى رفح والعريش ، وهو تعاون ما لم يحدث حتى في عهد مبارك ، وسبق هذا تنسيق أمني في عملية حماية مطار ايلات ، أعلنته إسرائيل صراحة وقالت : أن مصر أبلغتها بمعلومات عن اعتزام جهاديين إطلاق صواريخ علي مطار ايلات ، وأنه لهذا الغرض تم إغلاق المطار ثم فتحه بعد رصد هذه المجموعات واستهدافها ، وأكد هذا المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي القناة الاولى (أمير بار شالوم) الذي قال : (كثير من التفاهمات بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري حول التعاون العسكري والأمني في سيناء ، وان معلومة إغلاق مطار ايلات جاءت بعد تنبيه الجيش المصري للإسرائيليين عن نية مجموعة مسلحة ، ستقصف مطار ايلات بصواريخ مطورة تحمل على الكتف ، وبناء عليه تم إغلاق مطار ايلات مدة ساعتين ، وأنهم تلقوا المعلومات من الجيش المصري ... جيش خير أجناد الأرض ، جيش الكنانة ، جيش مصر أم الدنيا !!! .هذه هي عقيدة قادة الجيش المصري اليوم ، التي تحمي العدو وتدافع عنه ، من خلال السقوط في وحل الخيانة ، بدلا من دفاعهم عن شعبهم وحدودهم ، ووطنهم وكرامتهم ، فهذه هي العقيدة الحقيقية لمفهوم النضال الوطني لدى جيش كامب ديفد ، وهكذا يفهمون حماية مصر وشعبها وأرضها ، وكيف لا ؟ ، وواجهة المؤسسة العسكرية المصرية ، المتحدث العسكري المصري جذاب النساء ، وفقا لوصف السيسي له ، وما يحمل هذا المعنى من إهانة إلى كل شهداء مصر ، الذين سقطوا في تاريخها من اجل كرامة مصر والعرب ، وإهانة لكل أحرار مصر ، ولكل نساء مصر ، وكأن المؤسسة العسكرية المصرية تحولت إلى ملهى ليلي لرقص العاهرات . "وبكره تشوفوا مصر"  .

 وقال المفكر الكاتب فهمي هويدي في مقال له تحت عنوان (( خوف على سيناء وليس منها )) أنه تلقى رسالة  من الحقوقي الصحفي القادم من سيناء إسماعيل الاسكندراني كتب فيها : أن أحد المساجد في سيناء قصفته الطائرات المصرية مرتين ، وامرأة مسنة  قتلها الجنود برصاص خارق للجدران ، وسيارات محروقة ، وبيوت أشعلوا بها النار ، فقضت على كل ما فيها من أثاث ، وسرقة حلي النساء ، وتجريف أشجار ، وتدمير أبراج حمام ، وقتل المواشي ، وحرق العشش والخيام ، ثم قال هويدي : ينتابني شعور بالخزي حين يخطر لى أن إسرائيل هي المستفيد ، وصاحبة المصلحة الحقيقة من خنق القطاع وتجويعه ، وهى المستفيدة من المنطقة العازلة التي لم يستطع نظام مبارك المضي فيها قبل خمس سنوات (عام 2008) فأوقفها توقيا لغضب الأهالي  ( انتهى ) . هذه هي العقيدة القتالية للجيش المصري . 

"وبكرة تشوفوا مصر " .

وبينما يستمر الاحتلال الاسرائيلي بقتل الفلسطينيين ، أشار العقيد احمد محمد علي المتحدث العسكري الجاذب للنساء - في حوار لقناة العربية إلى إن الولايات المتحدة ساعدت الجيش المصري في هدم الأنفاق قائلا :"الولايات المتحدة أمدتنا بأجهزة للكشف عن مثل هذه الأنفاق في الماضي ، ومازلنا نعمل بها حتى الآن ، وأن الاتصالات بين الجانبين شبه يومية ... لقد صدق المتحدث العسكري ، فالجيش المصري اليوم ليس أكثر من شرطي مطيع ومدلل في آن واحد ، وينبغي عليه إطاعة الأوامر وإرضاء أسياده ، والأدلة على ذلك ظاهرة لمن ملك نصف عين . 

 الدلوعة نوال المتحدث العسكري المصري

في الوقت الذي يتباهى فيه يعلون وزير الحرب الصهيوني ، بأنه كان يقتل العرب كما يتخلص من الذباب ، وزميله بنات يتساءل في " عفوية " في جلسة للحكومة : ما المشكلة في قتل العرب ، لقد قتلت في حياتي الكثير منهم ، ورئيس المخابرات الأسبق عامي أيالون يقول : قتلت بيدي من العرب ما لم تقتله حركة حماس من اليهود منذ انطلاقتها . 

ويبدو أن فكر قيادة الانقلاب يتجانس تماما مع فكر أكثر الحركات الدينية اليهودية تشددا ، هي حركة شاس التي تزعمها الحاخام عوباديا يوسف ، الذي وصف العرب بالصراصير ، وهذا هو محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي ، يصف أنصار الشرعية بالصراصير أيضا ، عندما استقبلونه بهتافات (( يسقط يسقط حكم العسكر )) فور وصوله قاعة كلية الفنون الجميلة ، المخصصة لإقامة احتفال الكلية ، بذكرى مرور أربعين عامًا على حرب أكتوبر . فقام المحافظ بالرد على هتافات طلبة الإخوان قائلاً : " إنتوا شوية صراصير ، شوفوا عددكم قد إيه ، وانتوا تعرفوا إنكم أقلية بالنسبة لباقي الطلبة ، وهو ما قاله أيضا يوسي ميلمان ، معلق الشؤون الإستراتيجية ، وما نُشر مؤخرا على موقع النسخة العبرية لصحيفة " الجيروسلم بوست "، من مقال لموشي دهان أحد قادة حركة شاس حيث وصف العرب بالصراصير ... ينسجم تماما مع وصف الشيخ الدموي أحمد كريمة على قناة التحرير مشايخ السلفية في مصر بالخوارج والجراثيم ، مع ضرورة القضاء عليهم ، وعدم التعامل برأفة وعطف معهم ... ليشارك بهذا الوصف الحاخام عوباديا يوسف والقادة الصهاينة ، فهذا هو الفكر الصهيوني المشترك ، وها هم المتصهينون العرب من تلاميذ مدرسة التوراة ، ومن علماء السلطان !. وكذلك شيخ الضلالة والفتنة على جمعة الذي يدعو علانية لقتل انصار الشرعية والديمقراطية ...لقد تطابقت الأفكار كما تطابقت التصريحات والمواقف ، شبرا بشبر، وذؤاعا بذراع ، وجحرا بجحر ... " وبكرة تشوفو مصر !! " 

 هكذا شكل الانقلاب بعلاقته المتميزه مع أسرائيل ، خاصة بعد قصفها للمجاهدين ، نقلة نوعية ومتميزة فى طبيعة التنسيق الأمني ، والتعاون الاستخباراتي والميداني بين مصر ودولة الكيان ، بل في عقيدته القتالية ، حيث المرة الاولى منذ أكثر من أربعين عاما ، تقوم اسرائيل بقصف هدفا داخل الاراضي المصرية ، وهي نقلة استراتيجية جديدة ونوعية وخطيرة ، بين مصر ودولة الكيان ، والتي تظهر بوضوح أيضا من خلال مشاركة الانقلابيين للاحتلال الاسرائيلي في حصار غزة ، وشيطنة الفلسطينيين ، واتباع نفس أساليب الاحتلال في قتل الشعب المصري ، وتدمير ممتلكاته ، بل ربما أشد تنكيلا وهمجية ، ولتظهر بشكل أكثر وضوحا عقيدة الجيش المصري جيش كامب ديفد . 

لقد تجلت عقيدة الجيش المصري بوضوح ، تلك العقيدة التي تم تشكيلها ليس فقط منذ كامب ديفيد ، بل منذ أن قال عبد الناصر لجنوده : أم كلثوم معكم في المعركة سنة 1967 ، ومنذ أن تجرعت مصر الهزيمة تلو الهزيمة على أيدي الجيش الصهيوني في حروبها الثلاث ، وعندما يخاطب ضابط مصري جنوده الذين سألوه عن سبب تدمير البيوت في سيناء قال حرفياً : دول سبب نكسة مصر سنة 1967 ، والبيون اللي انتو شايفينها ده اليهود اللي بنوها لهم ، دول يهود ، وذلك نقلا على لسان الشيخ إبراهيم المنيعي رئيس اتحاد قبائل سيناء ، ومن سكان قرية المهدية ، وهو شيخ وقور له ثقله الاجتماعي ومصداقيته .

 سيناء ، والتي توازي مساحتها مساحة جمهورية آيرلندا تقريبا ، تتعرض اليوم للعبث والتدمير على أيدي الانقلابيين ، بحجة مكافحة الإرهاب ، سيناء مصدر سياحي هام من مصادر الدخل القومي المصري .. سيناء بجمال طبيعتها الساحرة ومناظرها الخلابة ، تتحول اليوم إلى خربة .. إلى خوف .. إلى ثكنة عسكرية .. إلى رعب لم يسلم منه أحد .. إلى قتل طائش أهوج طال حتى الأطفال والنساء والشيوخ ... يتبع بإذن الله.