ما السر وراء إصدار مرشد الثورة الإيرانية فتوى تحرم على الشيعة لعن وسب الصحابة
ما السر وراء إصدار مرشد الثورة الإيرانية فتوى تحرم على الشيعة لعن وسب الصحابة وقذف أزواج النبي أمهات المسلمين ؟ ولماذا تأخرت حتى اليوم ؟
وافني اللحظة أخ فاضل بفيديو فيه تسجيل لجانب من نشرة أخبار قناة المنار الشيعية التي مقرها لبنان زقد نقلت خبرا مفاده إصدار مرشد الثورة الإيرانية فتوى حرم فيها على الشيعة لعن وسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حرم عليهم قذف أزواجه أمهات المسلمين . ونقلت نفس القناة ترحيب إمام الأزهر بهذه الفتوى راجيا أن تكون سببا في وضع حد للفتنة بين المسلمين سنة وشيعة ، واستبشر بها خيرا ، وتمنى أن يكون لها دور في إخماد نار الفتنة الطائفية ، كما رحب بها مفتي طرابلس لبنان وشماله ، وكذا إمام مسجد القدس في صيدا ، كما أشاد بها سامي خضرا أحد علماء الشيعة في لبنان .
والسؤال الذي يفرض نفسه هو : ما السر وراء إصدار مرشد الثورة الإيرانية هذه الفتوى في هذا الظرف بالذات ، ولماذا تأخرت حتى البوم ؟ علما بأنها توجد قنوات شيعية لا هم ولا شغل لها سوى لعن وسب الصحابة خصوصا الصديق والفاروق ، وذو النورين ومعاوية رضي الله تعالى عنهم جميعا ، كما أنها تقذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا حفصة وعائشة رضي الله عنهما.
و معلوم أن لعن وسب الصحابة وقذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مما يلقن لعامة الشعية من طرف مراجعهم الدينية القائمين بأمر التشيع من خرجي الحوزات ، و هو ما يعتبر هؤلاء العامة من الواجبات الدينية حسب ما يعتقدونه ، وهو أمر جار به العمل عندهم منذ قرون خلت ، كما انه مثبت في بعض مصادرهم وفتاواهم قدماء ومحدثين ومعاصرين . فكيف يمكن لفتوى المرشد أن تغير ما لقن لعوام الشيعة طيلة قرون خلت ، وقد تلقاه خلفهم عن سلفهم ، كما أن كثيرا من أهل السنة الذين تشيعوا صاروا بدورهم يلعنون ويسبون الصحابة ، ويقذفون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كانوا قبل أن يفتنوا وهم سنة يوقرونهم ، ويترضون عليهم ؟
ومعلوم أن المعروف عن أهل السنة أنهم لا يقابلون لعن وسب الشيعة الصحابة وقذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالإساءة إلى آل بيت الرسول الأعظم عليهم السلام، بل يصلون ويسلمون عليهم في تشهد كل صلاة ، وكلما ذكروا ، ويرضون عليهم ، وهم لا يردون باللعن والسب إلا على من يلعنون ويسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقذفون أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات من أمثال الرافضي الحقود المدعو ياسر الحبيب على سبيل المثال لا الحصر ، وإلا فما أكثر الفتانين الذين يسبون ويلعنون الصحابة ، ويلقنون ذلك للعوام ، ويحرضونهم على ذلك .
ونعود إلى فتوى المرشد لنقول لا يمكن أن يوجد سني واحد عاقل يعترض عليها أو لا يرحب بها شريطة أن تصح ويصدق من صدرت عنه ، وألا تكون مجرد ذر للرماد في العيون من أجل غرض غير معلن أو من أجل مصلحة ، علما بأن من عقائد الشيعة ما يسمونه تقية ، وهي إخفاء أمور عن السنة ليس من مصلحتهم الإعلان عنها . فهل فتوى المرشد محض تقية اقتضها الظرف الحالي بسبب تهديد الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكي لدولة إيران التي تُتوعد إن هي أقدمت على الانتقام من الكيان الصهيوني الذي انتهك سيادتها، واغتال الشهيد الفلسطيني إسماعيل هنية فوق ترابها تحديا لها ؟ أم أن المرشد صادق النية في تغيير اعتقاد شيعي خطير هو السبب الرئيسي في الفتنة بين الشيعة والسنة ؟
ومعلوم أن هذه الفتوى تتضمن اعترافا من المرشد بأن لعن وسب الصحابة وقذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إثم كبير ، وإساءة إلى شخص النبي الكريم.
وهل سيكون لهذه الفتوى تأثير في عموم الشيعة عامتهم وخاصتهم خارج إيران ؟ ، وهل سيندمون على ما كانوا عليه من إساءة لمشاعر السنة بلعنهم وسبهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقذفهم أزواجه الطاهرات ؟ وهل سيتوبون من ذلك إلى الله تعالى ؟ وهل سيندمون على استباحتهم دماء السنة في العراق وسوريا وغيرهما ؟ وهل سيتوقفون عن ذلك مستقبلا ؟ وهل سيسمحون للسنة الذين هُجّروا من ديارهم بالعودة إليها؟
فإذا تحقق كل ذلك المؤمل والمرجو، فإن ففتوى المرشد ستكون فتوى تاريخية لها ما بعدها ، لذلك استبشر بها إمام الأزهر ، واستبشر بها غيره من أهل الفتوى السنة في لبنان ، ولا شك أن عموم علماء السنة سيستبشرون به شريطة أن تكون صادقة أريد بها رأب الصدع بين السنة والشيعة ، وإطفاء نيران الفتن بينهم التي استمرت لقرون ، وأزهقت بسببها أرواح لا يحصيها إلا الله عز وجل ، وسالت بسببها الدماء أنهارا ، وقطعت بسببها الأرحام ، وبترت بسببها الأوصال ، واستفحلت الأحقاد والضغائن والعداوات بين الطائفتين ، وتوارثها الأخلاف عن الأسلاف ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولنا عودة إلى هذا الموضوع إذا ما صح خبر قناة المنار ، وكان بالفعل خبر الساعة ، ولم يكن من اختراع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، وقد كثرت في هذا الزمان أراجيفها.
وسوم: العدد 1091