نديم العروضيين المجلس السادس تفريغ مريم الصاوي ومراجعة أميرة ناصف

سلام عليكم!

وعليكم السلام!

طبتم مساء -يا أبنائي!- وطاب مسعاكم إلينا! باسم الله -سبحانه وتعالى!- وبحمده، وصلاة على رسوله، وسلاما، ورضوانا على صحابته وتابعيهم حتى نلقاهم!

كيف حالكم؟ كيف أمسيتم؟

بخير، الحمد للٰه!

بارك الله فيكم، وشكر لكم، وأحسن إليكم، ويسر لنا ولكم كل عسير، وسهل كل صعب!

في لقائنا السابق، انتقلنا إلى ممارستنا هذه الثالثة، التي نعالج فيها من خلال قصيدة كاملة للشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني، قالها في يوليو من سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف الميلادية، ولابد أنه قالها في ظروف خاصة، لأن القصيدة سياسية واضحة، وكثير من شعره سياسي. كان شعره ممنوعا من دخول بعض البلاد العربية، وله شعر شديد الوطأة على السياسيين. في مرة، في ذلك العام الذي حضر إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، دعاه طلاب كليتي دار العلوم من جامعة القاهرة -وكنت عندئذ، كما قلت لكم في الجيش، في مدة التجنيد، كنت جنديا في الجيش- فخرجت في إجازة، فذهبت إلى المعرض، وعدت -كنت أخرج أواخر الأسابيع أحيانا، أخرج الأربعاء مثلا لأعود صباح السبت- لكن عرفت فيما بعد أن الطلاب دعَوه إلى الكلية، وأنه حضر في مدرج علي مبارك باشا أكبر المدرجات، وأنشدهم، وأشعل حماستهم، ولاسيما بقصيدته "اجتماع طارئ للحشرات"، التي قالها في اجتماع من اجتماعات القمة العربية، سماه "اجتماع طارئ للحشرات"، أرأيتم! وقال في أول القصيدة:

"أَعْلَنَتْ سُلْطَانَةُ الْقَمْلِ اجْتِمَاعَا رُؤَسَاءُ الْبَقِّ لَبَّوْهَا سِرَاعَا

وَإِلَيْهَا أَقْبَلَ الْأَقْطَابُ مِنْ مَمْلَكَاتِ السِّلِّ مَثْنَى وَرُبَاعَا

جَاءَ شَيْخُ الدُّودِ فِي حُرَّاسِهِ زَارِدًا بَحْرًا وَمُعْتَمًّا شِرَاعَا

مَلِكُ الذُّبَّانِ وَافَى نَافِشًا تَاجَهُ كَيْ يَمْلَأَ الْجَوَّ الْتِمَاعَا

طَارَ سُلْطَانُ الْبَرَاغِيثِ عَلَى نَمْلَةٍ فَازْدَادَتِ الْأَرْضُ اتِّسَاعَا

اَلزَّنَابِيرُ تَوَالَتْ مِثْلَمَا هَدَّ مِرْحَاضَيْنِ مِرْحَاضٌ تَدَاعَى

شَدِّدُوا كُلَّ الْحِرَاسَاتِ امْنَحُوا كُلَّ زُنْبُورٍ ثَلَاثِينَ ذِرَاعَا

أَحْرِقُوا كُلَّ كِتَابٍ فِي حَشَا أُمِّهِ نَحُّوا عَنِ الْمَهْدِ الرِّضَاعَا

أَغْلِقُوا أَبْوَابَ أُمِّ الرِّيحِ لَا تَأْذَنُوا لِلصُّبْحِ أَنْ يُبْدِي شُعَاعَا

أَدْخِلُوا كُلَّ عُيُونِ الشَّعْبِ مِنْ سَمْعِهِ كُونُوا رُؤَاهُ وَالسَّمَاعَا"!

... إلى ثمانية وخمسين بيتا! قيل: فكان الطلاب معه كالنار المشتعلة! كَسَّر الدنيا كما يقولون! هذا عبد الله البردوني، وهذه قصيدته "سندباد يمني في مقعد التحقيق"، بعد أن درسنا قصيدته «مغن تحت السكاكين»!

كما ترون يسقط على المفارقات، مواضع المفارقة، مواضع العجب، التي تقتضي العجب؛ هذا مغن تحت السكاكين، كيف يغني تحت السكاكين! وهذا سندباد، أي حر، طيار في الآفاق، كيف يقيد في مقعد التحقيق! أضداد، مفارقات، مفارقات. وكنا قد فرغنا من قراءتها وتخريجها في علم اللغة، وعلقنا عليها، وعشناها كما ينبغي، ولم نجد لإقرائكم وقتا، ولكننا نبهناكم في آخر المحاضرة على أن قراءتها تحتاج إلى شخصين: من يؤدي كلام المحقق، ومن يؤدي كلام السندباد، ورأينا أن الأشبه بالمحقق الأم في البيت، تؤدي كلامه الطالبة (أم المستقبل) -إن شاء الله!- لأنها التي لا تكف عن التحقيق، تحقق مع زوجها وأولادها، من أين جئت، وإلى أين تذهب؟ ها!- وأن الأشبه بالسندباد الأب المسكين يؤدي كلامه الطالب (أبو المستقبل) -إن شاء الله!- لأنه طيار في الشوارع وفي المؤسسات، يبحث عن رزقه! وتطوعت سالمة وأحمد، لكن قبل أن نبدأ نعيد عليهما: تنافسان، أم تقرآن مجانا؟ ها! تقرآن مجانا أم بخمس درجات؟

بخمس درجات.

بخمس درجات؟ مجانا أم بخمس درجات؟

بخمس درجات، ولكنني لا أعرف تقسيم الحوار!

لحظة! لا، لن أقول شيئا، نحن فرغنا من هذا، مجانا أم بخمس درجات؟ ولن أحاسب على الخطأ في تمييز الأشخاص؛ لم نتفق عليه، سأحاسب على الأخطاء اللغوية، وإن التمييز من اللغة طبعا! من أهم التمييزات اللغوية أن تميزي كلام الناس: هذا كلام فلان، أما هذا فكلام فلان؛ هذا طبعا لغة وفهم وإحساس، لكن لا بأس سنتجاوز عنه، تجاوزت عنه في المحاضرة السابقة، وسأتجاوز عنه هنا. لكنكما قبلتما المنافسة، فأي خطأ بطرد أو بحذف خمس درجات من المجموع، إذا ما أخطأت في "شئتَ" مثلا فقلت: "شئتُ" مثلا -وليس كما ترى غير تحويل فتحة إلى ضمة- خيرتُك بين الطرد وحذف خمس الدرجات، ها! تقبلان المنافسة؟

نعم.

تقبلان؟ سالمة تقبلين؟

نعم.

طيب، باسم الله! تفضلا.

أحمد:

كَمَا شِئْتَ فَتِّشْ أَيْنَ أُخْفِي حَقَائِبِي

سالمة:

أَتَسْأَلُنِي مَنْ أَنْتَ أَعْرِفُ وَاجِبِي

أَجِبْ لَا تُحَاوِلْ عُمْرُكَ الْإِسْمُ كَامِلَا

كاملًا، لا يقال في وسط البيت "كاملَا"، خطأ.

نهاية حوار.

لا، لا، خطأ؛ لا يوقف في أثناء البيت بتحويل التنوين إلى مد كما نفعل في النثر، لا يجوز هذا، لكن سنتغاضى عنه، وهو خطأ؛ هذه طريقة النثر لا الشعر، فهمتم؟ لا يجوز أن تقولي: عمرك الإسم كاملَا، فصيحة -ما شاء الله!- تقفين على المفتوح المنوَّن بإبدال نون تنوينه ألفا! هذا في النثر لا الشعر، ولكنه خطأ شائع، شائع تسمعه من بعض الشعراء أنفسهم، أن يقفوا في الشعر مثل وقوفهم في النثر، خطأ صريح بشع -وإن كان من الشعراء- لا، بل نقف على الكلمة في أثناء البيت كما هي، متحركةً منونةً، وإن لم ينكسر الوزن؛ فإن يفسد طبيعة الشعر، ويغري بما يوقع في الكسر، تمام؟ لا بأس، "عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه"؛ ! صدق الله العظيم! ها!

أَجِبْ لَا تُحَاوِلْ عُمْرُكَ الْإِسْمُ كَامِلًا

ثَلَاثُونَ تَقْرِيبًا مُثَنَّى الشَّوَاجِبِي

نَعَمْ

أَيْنَ كُنْتَ الْأَمْسَ 

كُنْتُ بِمِرْقَدِي

مِرْقَدِي! برا، مِرْقَدِي!

بِمَرْقَدِي

لا، لن أقبل؛ إما أن تخرج -يا أحمد- وإما أن أحذف منك خمس درجات!

احذف خمس درجات!

انظروا كيف قال! قال: احذف خمس درجات! أنا أُكْبِرُ هذا، حذفنا خمس درجات. هذا كلام الكبار -يا أحمد- هذا كلام الكبار، هذا اختيار الكبار، أحييك على هذا الاختيار! أحمد الناصري ناقص خمس درجات! طيب! ماذا قلنا؟ كنت بمرقدي، ها!

كُنْتُ بِمِرْقَدِي

يبدو أن الدرجات ستنتهي!

وَجُمْجُمَتِي فِي السِّجْنِ فِي السُّوقِ شَارِبِي

رَحَلْتَ إِذَنْ فِيمَ الرَّحِيلُ

أَظُنُّهُ جَدِيدًا أَنَا فِيهِ طَرِيقِي وَصَاحِبِي

إِلى أَيْنَ مِنْ شَعْبٍ لِثَانٍ بِدَاخِلِي مَتَى سَوْفَ آتِي حِينَ تَمْضِي رَغَائِبِي

جَوَازًا سِيَاحِيًّا حَمَلْتَ

جِنَازَةً حَمَلْتُ بِجِلْدِي فَوْقَ أَيْدِي رَوَاسِبِي

مِنَ الضِّفَّةِ الْأُولَى رَحَلْتُ مُهَدَّمًا إِلَى الضِّفَّةِ الْأُخْرَى حَمَلْتُ خَرَائِبِي

هُرَاءٌ غَرِيبٌ لَا أَعِيهِ

وَلَا أَنَا

مَتَى سَوْفَ تَدْرِي

حِينَ أَنْسَى غَرَائِبِي

تَحَدَّيْتَ بِالْأَمْسِ الْحُكُومَةَ

والله! منتظرة أن يقول: مجرم؟

هههه!

منتظرة أن يقول: مجرم؟ أن يقول للشرطي: مجرم!

تَحَدَّيْتَ بِالْأَمْسِ الْ

لكننا اتفقنا على ألا نعاقب على هذا، لكن هذا عبث، يا سالمة!

تَحَدَّيْتَ بِالْأَمْسِ الْحُكُومَةَ مُجْرِمٌ

رَهَنْتُ لَدَى الْخَبَّازِ أَمْسِ جَوَارِبِي

مَنِ الْكَاتِبُ الْأَدْنَى إِلَيْكَ

ذَكَرْتُهُ لَدَيْهِ كَمَا يَبْدُو كِتَابِي وَكَاتِبِي

لَدَى مَنْ

لَدَى الْخَمَّارِ يَكْتُبُ عِنْدَهُ حِسَابِي وَمَنْهَى الشَّهْرِ يَبْتَزُّ رَاتِبِي

قَرَأْتَ لَهُ شَيْئًا

كُؤُوسًا كَثِيرَةً وَضَيَّعْتُ أَجْفَانِي لَدَيْهِ وَحَاجِبِي

ها الله ها الله!

قَرَأْتَ كَمَا يَحْكُونَ عَنْكَ قَصَائِدًا مُهَرَّبَةً

بَلْ كُنْتُ أَوَّلَ هَارِبِ

أَمَا كُنْتَ يَوْمًا طَالِبًا

كُنْتُ يَا أَخِي وَقَدْ كَانَ أُسْتَاذُ التَّلَامِيذِ طَالِبِي

قَرَأْتُ كِتَابًا مَرَّةً صِرْتُ بَعْدَهُ حِمَارًا

واضح واضح!

حِمَارًا لَا أَرَى حَجْمَ رَاكِبِي

أعد، أعد، أقنعني، أقنعني!

هاي ما أول مرة أعرف!

يعني اقتنعت، ها! أعد!

قَرَأْتُ كِتَابًا مَرَّةً صِرْتُ بَعْدَهُ حِمَارًا

واضح واضح، أعد!

هههه!

حِمَارًا لَا أَرَى حَجْمَ رَاكِبِي

ها!

أَحَبَّيْتَ

لَا بَلْ مِتُّ حُبًّا

يا سلام!

مَنِ الَّتِي

أَحَبَّيْتُ حَتَّى لَا أَعِي مَنْ حَبَائِبِي

وَكَمْ مِتَّ

مَرَّاتٍ كَثَيرَةً كَعَادَاتِي

كثيرة! كعاداتي! هذه أسوأ عادات، هذه أسوأ عادات! يا مسكين، خمس درجات أخرى!

نخلّص؟

نخلّص، ناقص عشر درجات، بعدين بيكون لينا عندك درجات -ههه!-: فَأَخَذَ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، حَتَّى إِذَا مَا انْتَهَتْ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ها! في الموقف العظيم -عافانا الله وإياكم!- يأتي من له حق على الشخص -ها!-: لي عليك حق، ضربتني، أكلت مالي، كذا كذا -والعُمْلة يومئذ الحسنات والسيئات فقط، هه! لا فلوس، ولا أرض، ولا سيارات، ولا كذا!- أنا مظلوم، أنت ظلمتني، فنقف في يوم الموقف، بين يدي الجبّار -سبحانه، وتعالى!- العدل، الحكم العدل، نصفي ما بيننا، أخذتُ من حسناتك أخذت أخذت، ثم أفلستَ من الحسنات -وربنا الحكم العدل- فأُخِذَ من سيئاتي، فطُرِحت عليك -لا حول ولا قوة إلا باللٰه!- فإذا الشخص لا حسنات، بل ركام، جبال من السيئات، فطرح في النار، عافانا الله وإياكم! من يحب هذا الموقف! لا أحد، لا نحب أن نحاسب أصلا، من نوقش الحساب عُذِّب؛ فاللهم لا تناقشنا أصلا! طيب! فإذا حذفنا من أحمد عشر درجات تُخرِج الميت من الحي لا الحي من الميت -ها!- هذه تخرج الميت من الحي، هو في الأصل يسعى إلى الألِف، ضاعت عشر درجات فنزل الآن إلى الباء تمام؟- سننزل إلى الحضيض بعد قليل، ها! أعد، أعد، أعد، وصوب، وأكمل، ها، ابدئي أنت!

وَكَمْ مِتَّ

مَرَّاتٍ كَثِيرَةً كَعَادَتِي

كثيرة؟

مكتوبة كثيرة!

كَثِيرًا.

كَثِيرًا -ها!- كَثِيرًا!

والله! خمس أخرى!

والله نفس الخطأ.

أم هي نفس الخطأ؟

هي نفس الخطأ.

"عَفَا اللٰهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللٰهُ مِنْهُ"!

خلاص، انتقمت من أول!

أحمد هذا شيطان لا تحسنوا به الظن، هذا شيطان من الشياطين! ها! وكم مت...

وَكَمْ مِتَّ

مَرَّاتٍ كَثِيرًا كَعَادَتِي

تَمُوتُ وَتَحْيَا

تِلْكَ إِحْدَى مَصَائِبِي

وَمَاذَا عَنِ الثُّوَّارِ حَتْمًا عَرَفْتَهُمْ

نَعَمْ حَاسَبُوا عَنِّي تَغَدَّوْا بِجَانِبِي

وَمَاذَا تَحَدَّثْتُمْ

طَلَبْتُ سِجَارَةً أَظُنُّ وَكِبْرِيتًا بَدَوْا مِنْ أَقَارِبِي

بخبر الوالد

هههه!

ها!

شَكَوْنَا غَلَاءَ الْخُبْزِ قُلْنَا سَتَنْجَلِي ذَكَرْنَا قَلِيلًا مَوْتَ سَعْدَانَ مَارِبِي

ها اللٰه ها اللٰه ها اللٰه!

وَمَاذَا

وَأَنْسَانَا الْحِكَايَاتِ مُنْشِدٌ إِذَا لَمْ يُسَالِمْكَ الزَّمَانُ فَحَارِبِ

الله أكبر!

وَحِينَ خَرَجْتُمْ أَيْنَ خَبَّأْتَهُمْ بِلَا مُغَالَطَةٍ

خَبَّأْتُهُمْ فِي ذَوَائِبِي

لَدَيْنَا مِلَفٌّ عَنْكَ

شُكْرًا لِأَنَّكُمْ تَصُونُونَ مَا أَهْمَلْتُهُ مِنْ تَجَارِبِي

لَقَدْ كُنْتَ أُمِّيًّا حِمَارًا وَفَجْأَةً ظَهَرْتَ أَدِيبًا

مُذْ طَبَخْتُمْ مَآدِبِي

خُذُوهُ

خُذُونِي لَنْ تَزِيدُوا مَرَارَتِي

دَعُوهُ

دَعُونِي لَنْ تَزِيدُوا مَتَاعِبِي

رأيتم كيف يقرأ؟

-الطالب كفيف!-

جميل!

يقرأ من الجهاز -ها!- يقرأ من الجهاز، وسترون كيف يقرأ ويعزف وكذا، يفعل كل هذا في وقت واحد، ومع هذا نقصنا منه عشر درجات، أما سالمة فستأخذ خمس درجات.

دكتور!

هل أخطأت في شيء؟

عادي أعطيه الدرجات؟

هههه! على طريقة الموقف العظيم نأخذ من درجاتها ونطرح عليه، لا لا يا سالمة، تستحقين خمس درجات. سالمة الغدانية زائد خمس درجات، ممتازة! كان عندها وقت فرصة للمراجعة. أحمد ممتاز كذلك -ما شاء الله!- ممتاز بلا شك، لكننا شرطا، و"الشَّرْطُ أَمْلَكُ، عَلَيْكَ أَمْ لَكَ"! بارك الله فيكم جميعا! ما شاء الله! مستويات بديعة عالية! والقصيدة فعلا مثيرة مدهشة! دائما أحب أن أدرسها، دائما، كنت أدرس غيرها، ثم قلت: كيف أترك هذه! هذه متعة، هذه القصيدة متعة، والبردوني هو وحده أقدر المعاصرين على إدارة الحوار في العمودية، هو الذي يستطيع وحده إدارة حوار في البيت بين عدة أشخاص، مستحيل، شيء مستحيل هذا، لا يقدر عليه أحد كما يقدر عليه البردوني، وقد كتبت عنه هذا. جاءني الطلاب مرة قديما حينما كان في الجامعة خميس قلم وعلي الرواحي وكذا وكذا، فقال لي خميس: ألا تحب البردوني؟ قلت: بلى أحبه. قال: فحاضرنا فيه، حاضرنا محاضرة فيه! فقلت: لا بأس. فكَرَبَنِي، وجلست أفكر ماذا أقول؟ فكتبت فيه محاضرة، ورأيت أن أقدم للمحاضرة بأداء مسرحي، كهذا الذي حدث، لكن بقصيدة "وردة من دم المتنبي"، وقدمنا في الأداء طالبين وطالبة، ما زلت أذكر الطالبة صائبة الدرعية، وهي الآن أستاذة كبيرة بنزوى -ها!- وقدمنا كذلك أظن يوسف الزدجالي -وأخوه الدكتور سعود الآن دكتور كبير، ومثقف عماني شهير- ولا أذكر الثالث، لكن هذه الأشياء عندكم في أرشيف جماعة الخليل، فقد كنت المسؤول عنها قديما، قبل أكثر من عشرين سنة، طيب! هكذا كنا نفعل، كنا نحاضر المحاضرة، وقبلها أداء مسرحي، حتى الشباب من الجماعة الإسلامية حينما دعوني إلى محاضرة، قلت: كيف أفعل هذا؟ فحاضرت في "قرابة الأدب"، وطلبت من المنشد «حسن العميري» الذي يسمي نفسه أبا المهند العميري، أن يؤدي أداء إنشاديا في الأول، فحاولنا أن نحافظ على الشكل العام، محاضرة وقبلها أداء مسرحي، وكان شيئا بديعا! وكل هذا عندكم في الأرشيف، أعمال كثيرة جدا عملناها وهي عندكم في الأرشيف. طيب! الآن سنأخذ بيتين من هذه القصيدة لنخرّجهما على السبورة التي لا تحتمل إلا هذا، سآخذ الأول والثاني، لعلمي بأن الأبيات كلها تجري مجرى البيت الأول ولا مفاجآت، لا مفاجآت. لكن البيت من هذا النمط طويل يحتاج إلى أن تكتبوا على الصفحة بالعرض، حاولوا أن تكتبوا بخط النسخ. باسم الله! وكأن هذا بالنسخ! سأحاول -لم أتعود- لكن سأحاول.

كَمَا شِئْتَ فَتِّشْ أَيْنَ أُخْفِي حَقَائِبِي أَتَسْأَلُنِي مَنْ أَنْتَ أَعْرِفُ وَاجِبِي

خط النسخ هذا نعمة؛ في الإمارات أجبرت الوزارة المدرسين على أن يكتبوا بالنسخ، قرار هذا قرار، ملزم.

أَجِبْ لَا تُحَاوِلْ عُمْرُكَ الْإِسْمُ كَامِلًا ثَلَاثُونَ تَقْرِيبًا مُثَنَّى الشَّوَاجِبِي

لا تحاول أي: لا تحاول...

الإنكار.

الإنكار، "عُمْرُكَ"، أي...

كم عمرك؟

ما عمرك؟ كم عمرك؟ سأحاول أن أكتب بالنسخ -ماذا أفعل!- خطي أصلا مهرجان من الخطوط. "عُمْرُكَ الْإِسْمُ"، وهذه "الإسم" إثم! هذا قطع ما ينبغي أن يوصل، هذه همزة وصل، المفروض أن يقول: "عُمْرُكَ الِاسْمُ"، لكن هذا يكسر الوزن؛ فهذه ضرورة شعرية، أي مخالفة لطريقة اللغة من أجل تسليم الوزن أو من أجل الإدهاش، هو يحافظ على هذا الوزن من أجل أن يؤثر فيه. "أجب لا تحاول عمرك الإسم كاملا"، فيقول له: ثلاثون تقريبا؛ مسكين لا يذكر على الدقة، تقريبا "مثنى"، "مثنى" هذه كذلك كان ينبغي أن تكون "مُثَنًّى الشَّوَاجِبِيّ"، كما تقول: أنا محمدٌ العمانيُّ، كذلك هذا أنا مُثَنًّى الشَّوَاجِبِيُّ، فلا قال: مثنًّى، ولا قال: الشواجبيّ، قال: مُثَنَّى الشَّوَاجِبِي، كل هذه التغييرات يسمونها الضرائر، لكنها في اصطلاح المعاصرين من لغة الشعر، لا يستعملون كلمة "ضرورة"، يقولون: لغة الشعر. طيب! كتبنا، هذا الإملاء؛ فلنضف التشكيل، ولنتقرب إلى الله بحسن التشكيل، أو بدقة التشكيل، كما تقربنا بحسن الإملاء، وشعارنا التشكيل التام...

أو الموت الزؤام!

كَمَا شِئْتَ، استمتعوا يا جماعة، في الوقت نفسه تنطق وتشكل "كَمَا شِئْتَ"، لكيلا تخطئ، "فَتِّشْ أَيْنَ أُخْفِي حَقَائِبِي أَتَسْأَلُنِي مَنْ أَنْتَ أَعْرِفُ وَاجِبِي"، يا سلام! متعة! "أَجِبْ"، وعلى الجهاز كذلك أستمتع بالتشكيل، وإن كان طبعا بطريقة أخرى، وأنا أشكل سريعا، لم أر في حياتي شخصا يشكل على الجهاز أسرع مما أشكل، لكنني رأيت من يكتب أسرع مما أكتب، رأيت هؤلاء، رأيت في عمان وفي مصر من يكتب أسرع مما يتكلم! عندكم -ها!- معاوية الرواحي، يقول: أكتب أسرع مما أتكلم! ما شاء الله! جبار! لكن لم أر أحدا يشكل أسرع مني في العالم، لكن لا أستطيع هذا إلا في التشكيل، أما في الكتابة فأنا مثلك، لا أستطيع. "أَجِبْ لَا تُحَاوِلْ عُمْرُكَ"، "عُمْرُكَ" على أساس أن هذا خبر مبتدأ محذوف، "عُمْرُكَ الْإِسْمُ"، هذه ضرورة، تسمعون الكبير يقول: الجملة الإسمية! خطئوه! هي الجملةُ الِاسْمية، أما "الْإِسْمُ" هذه فمن لغة الشعر. "كَامِلًا"، وهنا على ما قبل الألف نضع الفتحتين، لا على الألف، هنا لا هنا، وضعها على الألف الآن خطأ من الأخطاء الشائعة، وإن كان وجها قديما! "ثَلَاثُونَ تَقْرِيبًا"، ولا نشكل المد نفسه، لا نضع سكونا كما يفعل بعضكم على المد نفسه. "مُثَنَّى الشَّوَاجِبِي"، هذه التي كان ينبغي أن تكون "مُثَنًّى"، لكنه هنا عاملها بلغة الشعر. "الشَّوَاجِبِي"، وكذلك هذه التي كان ينبغي أن تكون "الشَّوَاجِبِيّ" قال: "الشَّوَاجِبِي"! طيب! الآن نغني استنانًا بسنة شاعر الرسول -عليه الصلاة، والسلام!- من شاعر الرسول؟ الذي كان يقول له: قُلْ وَرُوحُ الْقُدُسِ مَعَكَ؟ حسان بن ثابت، ماذا يقول سيدنا حسان؟ ماذا يقول؟ يقول:

تَغَنَّ بِالشِّعْرِ...

كتبتم هذا من قبل في الملفات، سنقرؤه لكم في الملفات.

"تَغَنَّ بِالشِّعْرِ إِمَّا كُنْتَ قَائِلَهُ إِنَّ الْغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُ"!

ما معنى مضمار؟ مجال ركض، مجال منافسة، مجال مسابقة، ثم يضيف البيت الثاني ويوضح:

"يَمِيزُ مُكْفَأَهُ عَنْهُ وَيَعْزِلُهُ كَمَا تَمِيزُ خَبِيثَ الْفِضَّةِ النَّارُ"!

يا سلام! كلام بديع! كأنه يقول: الغناء التغني هو المقياس هنا، تغن بالشعر، بالتغني بالشعر ينكشف لك، ينكشف لك اتزانه أو انكساره، "تغن بالشعر إما كنت قائله"، وعبارة "إما كنت قائله" هذه، تحتمل أن يريد الشاعر عند الإبداع، وأن يريد المنشد عند الإنشاد، تحتمل هذا وذاك. "تغن بالشعر إما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار يميز" أي هذا الغناء يميز مكفأه أي مزاله عن جهته. "يميز مكفأه عنه ويعزله" -يقول لك: هذا فاسد، ضعه جانبا!- "كما تميز خبيث الفضة النار" -إذا رميت في النار السبيكة عزلت لك المعادن بعضها من بعض -ها!- عزلت لك بعضها من بعض- "كما تميز خبيث الفضة النار"؛ فلنغن إذا، وسأعلمكم اللحن.

كَمَا شِئْـ

ـتَ فَتِّشْ أَيْـ

ـنَ أُخْفِي 

حَقَائِبِي

أَتَسْأَ

لُنِي مَنْ أَنْـ

ـتَ أَعْرِ

فُ وَاجِبِي

أَجِبْ لَا

تُحَاوِلْ عُمْـ

ـرُكَ الْإِسْـ

ـمُ كَامِلًا

ثَلَاثُو

نَ تَقْرِيبًا

مُثَنَّى الشْـ

ـشَوَاجِبِي

هذا الغناء القديم -يا جماعة!- هذا الغناء القديم: "دخل إسحاق الموصلي على أبي النضير، فوجده يغني مثل ما أغني أنا الآن، فقال له: ما هذا؟ -و«الموصلي» هذا زعيم المغنين والموسيقيين- فقال له: هذا الغناء القديم". هذا الحوار في "الأغاني" للأصفهاني -من أراد أن يعثر عليه فليراجعه- ثابت، موجود، هذه وثيقة. قال له: "هذا الغناء القديم". يغني على طريقة العروضيين، طبعا كما قلت لكم في مقال "لولا الغناء لم يكن الشعر ولولا المغني لم يكن الشاعر"، طيب! فلنضع الخطوط حتى نحدد الحدود، ونحتاج إلى غناء من أجل وضع الخطوط، لكيلا ننسى:

كَمَا شِئْـ| ـتَ فَتِّشْ أَيْـ| ـنَ أُخْفِي| حَقَائِبِي| أَتَسْأَ| لُنِي مَنْ أَنْـ| ـتَ أَعْرِ| فُ وَاجِبِي

أَجِبْ لَا| تُحَاوِلْ عُمْـ| ـرُكَ الْإِسْـ| ـمُ كَامِلًا| ثَلَاثُو| نَ تَقْرِيبًا| مُثَنَّى الشْـ| ـشَوَاجِبِي

... ويساعدنا النسخ "مُثَنَّى الشَّـ" أين؟

في الشدة.

في الشدة، في الحرف، من الأعلى إلى الأسفل، أما الذين يخطون الخطوط مما تحت السطر -ها!- فهؤلاء صفر من العلم، لا يعرفون شيئا، نصّابون، هؤلاء نصابون. من أين جاءت دلالة كلمة "نصاب" على الاحتيال وخداع الناس؟ جاءت من نَصْب الفِخَاخ، أي المصايد، من هنا جاءت، طيب!

السبب الخفيف.

السبب الخفيف.

ومم تتكون "مفاعيلن"؟ مما كانت تتكون منه في الهزج.

من "مفا" الوتد المجموع، و"عي" السبب الخفيف، و"لن" السبب الخفيف.

لا فرق، لا فرق. وهنا يسرني أن أقول لكم: إن الشاعر الذي جاء إلى المتقارب "ددن دن ددن دن ددن دن ددن دن"، فطوره إلى الهزج "ددن دن دن ددن دن دن"- هو الذي جاء هنا، فأدخل الهزج على المتقارب، فقال: "ددن دن ددن دن دن ددن دن ددن دن دن"، أي زاد الأمر تعقيدا تركيبا، كان الأمر سهلا: "ددن دن ددن دن ددن دن ددن دن". فزاده خطوة: : "ددن دن (دن)، ددن دن (دن)". ، ثم جاء إلى هنا فأدخل بعضهما في بعض: "ددن دن، ددن دن (دن)، ددن دن، ددن دن (دن)". هذا عندي أحرى بالفهم والقبول في العقل مما يقال في نشأة الأوزان، هذا باب من العلم: نشأة الأوزان، تكلم فيه العرب والعجم، كيف نشأت أوزان الشعر العربي؟ تكلم في هذا العرب، كابن رشيق في "العمدة" مثلا، وتكلم في هذا العجم كجُويار في كتابه "نظرية العروض"، وكفايل في مادة "عروض" من "دائرة المعارف الإسلامية"، وهي دائرة إنجليزية -يا عبد الرحمٰن- وضعها الإنجليز، وللعروض فيها مادة كتبها مستشرق اسمه "فايل"، أَعْرَضَ الدعوى، وأثار الناس وكذا. أهم ما يمكن أن يقال هنا: أن الشاعر ولد الأوزان بعضها من بعض، بطريقة زيادة التركيب؛ يكون جالسا هكذا يضرب كما تكون على المكتب كما قلت لكم من قبل: "ددن دن| ددن دن| ددن دن| ددن دن"، وفجأة مثلا يحرك عضوا آخر مع هذا، فيتركب اللحن "ددن دن (دن)| ددن دن (دن)"، ثم يزداد تركيبا "ددن دن| ددن دن (دن)| ددن دن| ددن دن (دن)"، وهكذا، كما تسمع مثلا صوت سيارة، وفجأة يدخل صوت سيارة أخرى في خلال الصوت الأول، يزداد الصوت الذي تسمعه تركيبا، وتدخل ثالثة، وهكذا. ذهب واحد إلى المطبخ، فقال: نعمل عصيرا -إن شاء الله!- فأضاف قليلا من المانجو إلى المياه؛ فأخرج عصير مانجو، ثم دخل أخوه، فأضاف إلى عصير المانجو الفراولة فزاده تركيبا، ثم دخل ثالث، فزاد الأناناس إلى الفراولة والمانجو فأخرج شيئا ثالثا، وربما أفسد ما سبق، المهم أنه...

أضاف.

في إجازة المنتصف هذه، ذهبت إلى مطعم -وكنا جماعة- فقال لي صاحبه: سأسقيكم عصيرا من اختراعي، فقدم لنا شيئا يعني ليمونا بالنعناع عليه فراولة. لا، أعجبنا الصراحة أعجبنا، لكن كان شيئا جديدا -فصدق الرجل- كان شيئا جديدا مثيرا! هكذا -يا جماعة!- تطورون تخلطون، وتركبون، وتزيدون الأمور جدة حداثة بهذا الشكل، طيب!

هذا بحر الطويل، ملك البحور، ملك، تعرفون الملك؟ الملك السيد المطاع المسود، بحر الطويل هذا هو ملك البحور المسوَّد عليها تَسويدا -من السِّيادة، لا السَّوَاد!- هو ملك البحور، هكذا هو. ولهذا الملك أخ ووزير، سيأتي في حينه ذكره، لكن المقام الآن لبحر الطويل ملك البحور، من أين جاءه المُلْك؟ بالوراثة، ها؟ جاءه بكثرة الاستعمال؛ فهو أكثر بحور الشعر العربي استعمالا على مدار التاريخ، ادخلوا! لو كان معي جهازي لفتحت لكم الموسوعة الشعرية، ولدخلنا فاطلعنا على الإحصائيات العروضية، ولوجدنا أنه أكثرها على الإطلاق، على الإطلاق، بينه وبين الذي بعده فرق. عندنا أربعة أبحر هي أكثر البحور استعمالا، هذا أولها وسيدها، تعجب أنه ما زال جديرا، ما زال حيا يرزق هذي الأيام، تعجب حين تجد نزار قباني ينظم من هذا البحر في الغزل! تقول: كيف والغزل محتاج إلى شيء صغير هكذا، لطيف! لا، بل استعمله في الغزل، ولو كان معي جهازي لذكرت لكم مما قال ما يؤكد نجاح هذا البحر، وأن تسميته بحرا تسمية موفقة؛ فلم ينفد على كثرة المغترفين، وتسمية الطويل واضحة؛ فهو طويل كما ترون، طويل، طويل له.

دون البحور...

دون البحور...

فضائل

فضائل -نعم!- ومن فضائله هذا الطول نفسه، نعمة كما هو نقمة؛ إذا كان عندك ما تقوله فهو نعمة، وإذا لم يكن عندك ما تقوله فهو نقمة! تبدأ في البيت -ها!- تبدأ، عندك مادة للكلام تكمل، إذا لم يكن عندك انتهيت ها؟ فماذا تفعل فيما بقي؟ ماذا تفعل؟ تلصق أي شيء.

تنتقل للبسيط!

لا، لا؛ بل ستلصق أي شيء -ها!- فتقع عند العلماء، كما قال الشاعر:

"أَلَا حَبَّذَا هِنْدٌ وَأَرْضٌ بِهَا هِنْدُ وَهِنْدٌ أَتَى مِنْ دُونِهَا النَّأْيُ...

وانقطع هنا -يا رب، يا رب!- فقال: والبعد! طيب! والنأي هو البعد! فوقع! سأعلمكم حينما نصل إلى القافية عجائب من هذا، أحفظ منها أشياء كثيرة جدا، ومنها لطائف شديدة نقلتها عن "الأغاني" للأصفهاني، هذا الكتاب يستحق القراءة، سماه هنري جورج فارمر هذا الفرنسي المتعصب للعرب، المتعصب للعرب لا عليهم، سماه "كتاب الحضارة العربية الإسلامية العظيم"، وفي هذا الكلام نظر قطعًا، لكن هكذا قال. نعود، ها!

دكتور!

نعم.

شيء ناقص في "مثنى الشواجبي".

طيب!

طيب! الآن ننتقل، شدوا دساتين أعوادكم، -ما الدساتين؟ مفاتيح العود التي يبدأ العازف بإحكام ربطها، لشد الوتر، لشد...

الوتر.

الوتر؛ حتى إذا ما ضرب عليه خرج النغم صافيا. شدوا دساتين أعوادكم، وأحموا...

طبولكم ودفوفكم.

طبولكم ودفوفكم، كيف تحمونها؟

في النار.

تضعونها على هواء ساخن، أحموا طبولكم ودفوفكم حتى تشتد الجلود، وتصفو أصواتها، واشربوا، واطربوا، لماذا تشربون وتبتهجون؟ ماذا تشربون أصلا؟ نشرب الخمر الحلال -من شرب الخمر في الدنيا مُنِعها في الآخرة، هذا جزاء من جنس العمل، - نشرب من خمر العارفين، من خمر الصالحين، إن من البيان لسحرا، هذا خمرنا، هذا سكرنا:

"وَفِي حَانِ سُكْرِي حَانَ شُكْرِي لِفِتْيَةٍ بِهِمْ تَمَّ لِي كَتْمُ الْهَوَى مَعَ شُهْرَتِي"!

هذا كلام سلطان العاشقين.

الله!

أبي حفص عمر بن الفارض، الذي كان يعيش بالقريب من بيتي، كان يعيش قريبا من بيتي -هم!- وهذه تائيته الكبرى، هذه التائية التي قلدها أبو مسلم شاعركم الأعظم، وقلدها فلان وفلان من المشارقة والمغاربة، طيب! شدوا دساتين أعوادكم، وأحموا طبولكم ودفوفكم، واشربوا واطربوا لتبتهجوا، اشربوا واطربوا، ولا يتقدمن عازف...

عن عازف

عازفا -لا- عازفا، لا يتقدمن عازف عازفا، أنا لا أقول: "عن" هذه، "عن" هذه زيادة كزيادة الأديم! ولا يتقدمن عازف عازفا، فإن ظن أنه يحسن...

فهو

فإنه -أنا لا أقول: فهو- فإنه يسيء، واجعلوا النغمة...

أكثر زرقة!

أكثر زرقة!

ها، ها!

كَمَا شِئْـ

ـتَ فَتِّشْ أَيْـ

ـنَ أُخْفِي 

حَقَائِبِي

أَتَسْأَ

لُنِي مَنْ أَنْـ

ـتَ أَعْرِ

فُ وَاجِبِي

أَجِبْ لَا

تُحَاوِلْ عُمْـ

ـرُكَ الْإِسْـ

ـمُ كَامِلًا

ثَلَاثُو

نَ تَقْرِيبًا

مُثَنَّى الشْـ

ـشَوَاجِبِي

نَعَمْ أَيْـ

ـنَ كُنْتَ الْأَمْـ

ـسَ كُنْتُ

بِمَرْقَدِي

وَجُمْجُـ

ـمَتِي فِي السِّجْـ

ـنِ فِي السُّو

قِ شَارِبِي

رَحَلْتَ 

إِذَنْ فِيمَ الرْ

ـرَحِيلُ

أَظُنُّهُ

جَدِيدًا

أَنَا فِيهِ

طَرِيقِي

وَصَاحِبِي

إِلى أَيْـ

ـنَ مِنْ شَعْبٍ

لِثَانٍ

بِدَاخِلِي

مَتَى سَوْ

فَ آتِي حِيـ

ـنَ تَمْضِي

رَغَائِبِي

ما شاء الله! تقلبون الصفحة! تنتظرون حتى تقلبوا الصفحة! يا للعار! هل سمعتم بعازفين يمهلون الجمهور: لحظة -يا جماعة- نقلب الصفحة! إذن لقتلوهم في اللحظة! فماذا يفعلون؟ أراهم يجهزون قلب الصفحة بسرعة، فورا يقلبون الصفحة، يجهزون ثم يقلبون فورا، من دون أن ينتبه الجمهور، أما أن يتوقفوا حتى يقلبوا الصفحة فهذا عار، عار الزمان هذا! نعيد الخامس، ها!

إِلى أَيْـ

ـنَ مِنْ شَعْبٍ

لِثَانٍ

بِدَاخِلِي

مَتَى سَوْ

فَ آتِي حِيـ

ـنَ تَمْضِي

رَغَائِبِي

جَوَازًا

سِيَاحِيًّا

حَمَلْتَ

جِنَازَةً

حَمَلْتُ

اعزف!

بِجِلْدِي فَوْ

قَ أَيْدِي

رَوَاسِبِي

مِنَ الضِّفَّ

ها، ها، ها! أكملت الفاء. خطأ!

مِنَ الضِّفْـ

لا، مِنَ الضِّفَّـ

ـفَةِ الْأُولَى

رَحَلْتُ

مُهَدَّمًا

إِلَى الضِّفْـ

ـفَةِ الْأُخْرَى

حَمَلْتُ

خَرَائِبِي

هُرَاءٍ

غَرِيبٍ لا

هراءٌ، "هراءٍ" طبعا مثل "هراءٌ"، ومثل "هراءً"؛ كلها في الوزن سواء، لكن الصبر على هذا الخطأ يؤدي في النهاية إلى الكبائر، إلى البشائع، لا طبعا، لا، لا نصبر على الخطأ -مهما كان هينا!- نعيد.

هُرَاءٌ

غَرِيبٌ لَا

أَعِيهِ

وَلَا أَنَا

مَتَى سَوْ

فَ تَدْرِي حِيـ

نَ أَنْسَى

غَرَائِبِي

لحظة! بمناسبة "أنا"، نحن في "أنا" في العادة لا ننطق لها هذه الألف إلا عند الوقف عليها:

"أَنَا مَنْ أَهْوَى وَمَنْ أَهْوَى أَنَا"،

آخر الصدر يجوز الوقف عليه شيئا ما؛ ولهذا فعل هنا: "ولا أنا"؛ فالألف موجودة، لكن لو كانت في وسط الكلام لغلب عليها الحذف، لكن يحدث أحيانا أن يحافظ عليها في وسط الكلام وكأنه واقف عليها، للدلالة على الأنانية:

"أَنا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي حَمِيدًا قَدْ تَذَرَّيْتُ السَّنَامَا"،

وبها قرئ القرآن كذلك: "أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"، بإثبات الألف في بعض القراءات. أما في حفص فلا نثبتها. لكن لربنا -سبحان من له الكبرياء والعظمة والجبروت- أن يعظم نفسه كما يشاء، فيقول في بعض القراءات: "أَنَا رَبُّكُم"، بإثبات الألف، وكذلك قال الشاعر: "أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ". أما العادة فلا تثبت: "أَنَا مَنْ أَهْوَى وَمَنْ أَهْوَى أَنَا"، حتى إن سيبويه في "الكتاب" -وهذا قرآن النحو- رأى أن الضمير هو الهمزة والنون فقط، وهذه الألف ناشئة عند الوقف فقط. فترى ماذا يقول حين يجد الناس يستعملونها في وسط الكلام بالألف؟ سيقول: هذا إجراء للوصل مجرى الوقف، إلى آخر ما يخرِّجون به. طيب! في التاسع سنعكس ستبدأ الفتيات ويثني الفتيان، ها!

تَحَدَّيْتَ

طبعا تحتاجون إلى مايسترو إلى القائد، رأيتم أهمية القائد الآن؟ مهم فعلا، لكن في بعض الأحيان يعمل أحد العازفين -وهو كبيرهم- وظيفة القائد، فيضرب مثلا ضربات معينة: يا جماعة، كذا كذا كذا، ويبدؤون، لا بد من قائد، ها!

تَحَدَّيْتَ

تَحَدَّيْتَ؟ خطأ!

تَحَدَّيْـ

الذي قال: "تَحَدَّيْتَ"، نسي الغناء، يبدو أن كثرة الكلام أنست الغناء، ها، أعيدوا!

تَحَدَّيْـ

ـتَ بِالْأَمْسِ الْـ

حُكُومَـ

ـةَ مُجْرِمٌ

رَهَنْتُ

لَدَى الْخَبَّا

زِ أَمْسِ

جَوَارِبِي

مَنِ الْكَا

تِبُ الْأَدْنَى

إِلَيْكَ

ذَكَرْتُهُ

لَدَيْهِ

كَمَا يَبْدُو

كِتَابِي

وَكَاتِبِي

لَدَى مَنْ

لَدَى الْخَمَّا

رِ يَكْتُـ

ـبُ عِنْدَهُ

حِسَابِي

وَمَنْهَى الشَّهْـ

ـرِ يَبْتَزُّ

رَاتِبِي

لا لا، عندنا خطأ، أعيدوا، أعيدوا، أو لحظة! سأسألكم فردا فردا! فرغنا من الأداء الجماعي، ومن عكس الأداء، ننتقل إلى الأداء الفردي. الحارثية؟ الخيَارية أم الخيّارية؟ الخيَارية؟ بالتخفيف؟ الخياريَة؟ طيب! اقرئي -يا منال!- اقرئي الحادي عشر، كان فيه خطأ -ها!- طمئنيني أولا على القراءة!

لَدَى مَنْ

اقرئيها أولا، اقرئي البيت أولا هكذا قراءة عادية -ها!- لدى من...

لَدَى مَنْ لَدَى الْخَمَّارِ يَكْتُبُ عِنْدَهُ حِسَابِي وَمَنْهَى الشَّهْرِ يَبْتَزُّ رَاتِبِي

جميل! هيا خَرّجيه!

لَدَى مَنْ

لَدَى الْخَمَّا

رِ يَكْتُـ

ـبُ عِنْدَهُ

حِسَابِي

وَمَنْهَى الشَّهْـ

ـرِ يَبْتَزُّ

لا

لا، هي عارفة، هي تعرف، أعيدي من الأول!

لَدَى مَنْ

لَدَى الْخَمَّا

رِ يَكْتُـ

ـبُ عِنْدَهُ

حِسَابِي

وَمَنْهَى الشَّهْـ

ـرِ يَبْتَزْ

ـزُ رَاتِبِي

لكن غنيها كما نغنيها: "ر يبتزْ"، أنت غنيتها "ر يبتزُّ"، يعني اطربي، لماذا أقول: اشربوا واطربوا؟ من أجل هذا الموقف!

عشان تسكر!

ـرِ يَبْتَزْ، بعضكم يتعجل، فيبدو الأمر كأن الكلام مكسور، "ـرِ يَبْتَزْ" بطرب، اطربي اطربي، لا بأس عليك، إن شاء الله!

ـرِ يَبْتَزْ

ـزُ رَاتِبِي

أحسنت، يا منال! بديع جميل! ثم من؟ من؟ خديجة. من أية قبيلة؟ البوصافية. خديجة -ها!- اقرئي الثاني عشر أولا!

قَرَأْتَ لَهُ شَيْئًا كُؤُوسًا كَثِيرَةً وَضَيَّعْتُ أَجْفَانِي لَدَيْهِ وَحَاجِبِي

أداء جميل! يبشر بخير، خرجي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

ها، آه! أولا هي "قرأتَ" لا "قرأتُ"، ثانيا: أسقطت ضربة من التفعيلة الثانية، أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

ها أسقطت ضربة مرة ثانية؛ فعلا تحتاج إلى حرص هذه، قَرَأْتَ| له، أنت تبدئين من الثانية "ـه شيئا" هكذا، لا، (لَهُ شَيْئًا)، أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

ها، مرة ثالثة! لماذا؟ هذا راجع إلى آلة العزف، هي تعزف بالقلم بالعرض، بالعرض هكذا، هذا صعب أصلا، بالعرض، فطبعا صعب عليها أن تتحرك سريعا، لا، عليك بالطرف بالطرف: قَرَأْتُ| لَهُ شَيْئًا، أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

مصرة، هي طبعا خائفة على القلم، اضربي بغير القلم -ها!- خديجة: قَرَأْتُ| لَهُ شَيْئًا، أعيدي.

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

لا، أسقطت ضربة: لَهُ شَيْئًا، أعيدي معي!

ددن دن دن

أحسن.

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

ها، أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

لا، أعيدي!

قَرَأْتُ

لَهُ شَيْئًا

أحسنت.

كُؤُوسًا

كَثِيرَةُ

ها! كثيرة.

كَثِيرَةً

أحسنت!

وَضَيَّعْـ

ـتُ أَجْفَانِي

ها! كذلك، أعيدي!

وَضَيَّعْـ

ـتُ أَجْفَانِي

لَدَيْهِ

وَحَاجِبِي

أحسنت! أعرف أنك تعرفين لكن هذه مسألة تحتاج إلى ممارسة فقط. ثم من؟ ثم من؟ مروان!

نعم.

أنعم الله عليك! اقرأ الثالث عشر.

قَرَأْتَ كَمَا يَحْكُونَ عَنْكَ قَصَائِدًا مُهَرَّبَةً بَلْ كُنْتُ أَوَّلَ هَارِبِ

همم!

قَرَأْتَ

كَمَا يَحْكُو

نَ عَنْكَ

قَصَائِدًا

مُهَرَّ

ما لك!

مُهَرَّ

بَةً بَلْ كُنْـ

ـتُ أَوَّ

لَ هَارِبِ

أحسنت! أحمد، وعلى الباغي تدور الدوائر!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

أحسنت!

لِبًا كُنْتُ

خطأ، خطأ!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

خطأ! أفسدت الغناء؛ فوقعت في الخطأ. سأعيد عليك الثالث عشر ولتقلدني!

قَرَأْتَ

كَمَا يَحْكُو

نَ عَنْكَ

قَصَائِدًا

مُهَرَّ

ما لك!

مُهَرَّ

بَةً بَلْ كُنْـ

ـتُ أَوَّ

لَ هَارِبِ

ها!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

خطأ!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

خطأ! "لِبًا كُنْـ"، رأيت؟ أتدرون كيف أدى؟ سمعتم؟ "لِبًا كُنْتُ"؛ فأخطأ، "لِبًا كُنْـ"، هو غناها ؟ "لِبًا كُنْتُ"، وهي "لِبًا كُنْـ". يا جماعة اشربوا واطربوا، هو لم يشرب ولم يطرب -آه!- ما يشرب القهوة، هذه مشكلة، تدرون لو يشرب قهوة؟ ما كان الحال بهذه الطريقة، هو بيشرب ديو.

لا!

ولا الديو؟ لا حول ولا قوة إلا باللٰه! طيب نجيب سجاير؟ ها!

خمر العارفين!

خمر العارفين! أعد!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

والله! لِبًا| كنـ| ت! أعد!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

لا، لِبًا| كُنْـ ،اطرب اطرب اطرب، أعد!

أَمَا كُنْ

معا معا!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

أحسنت!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

أَمَا كُنْتَ -ها!- هذا من كلام سالمة (كلام الشرطي)!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

لا لا، غيرت اللحن! على رغم أن أحمد يعني شديد الاهتمام بالأداء، ها!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

أحسنت! هكذا، أعد!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْتُ

غيرت غيرت!

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

لا، لِبًا كُنْـ| ـتُ يا أخي. أعد!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

لا، "لِبًا"، اشرب اشرب، واطرب، اهتز، تمايل، تمايل! لِبًا كُنْـ/ ـتُ يَا أَخِي!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

أعد!

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

أخيرا! أشهد أن لا إله إلا الله! أكمل!

وَقَدْ

ها!

وَقَدْ كَا

نَ أُسْتَاذُ التْـ

ـتَلَامِيـ

ذِ طَالِبي

ها اللٰه ها اللٰه ها اللٰه! نحن حسدناه أصلا، يعني هذا الذي أصابه شيء من الحسد، والحسد معروف، وله أسلوب، طيب. مسعد يا تنور يا مجمع الزينات، مسعد يا تنور، ها!

قَرَأْتُ

مسعد هذا حفظ القصيدة الأولى وسمَّعها لي في المكتب، قلت له: حفظت؟ أنا نسيت أن أعمم المسابقة، نسيت. يبدو أنه لابد أن أكتب رسالة عامة ليشارك الطلاب جميعا، لم أذكر هذه المسابقة إلا لكم تقريبا، لا لا، لابد أن نعمم، وأخبروهم -يا جماعة!- حتى أعمم الرسالة!

قَرَأْتُ

كِتَابًا

والله!

قَرَأْتُ

كِتَابًا مَرْ

حسدناه كذلك!

كِتَابًا مَرْ

ها!

قَرَأْتُ

كِتَابًا

مَرْ

لا لا، أعيد عليك ما سبق:

أَمَا كُنْـ

ـتَ يَوْمًا طَا

لِبًا كُنْـ

ـتُ يَا أَخِي

وَقَدْ كَا

نَ أُسْتَاذُ التْـ

ـتَلَامِيـ

ذِ طَالِبي

على هذا الأساس.

قَرَأْتُ

كِتَابًا

مَرْ

لا، قَرَأْتُ| كِتَابًا مَرْ.

كِتَابًا مَرْ

أَعِدْ.

قَرَأْتُ

كِتَابًا مَرْ

رَةً صِرْ

رَةً صِرْ

هكذا بهذا الطرب.

رَةً صِرْ

تُ بَعْدَهُ

لا، هكذا بالطرب: تُ بَعْدَهُ

تُ بَعْدَهُ

ها!

حِمَارًا

حِمَارًا لَا

أهم شيء الاعتراف بالحق، الاعتراف بالحق فضيلة، لا، وقالها مرتين! ها!

حِمَارًا لَا

أرَى حَجْـ

ـمَ رَاكِبِي

أعد أعد أعد. أقنعنا أقنعنا! والله -يا أخي- الحمار هو المظلوم في الموضوع ده، صدقني هو المظلوم، مسكين! يقول لك: حمار حمار حمار. وهو من أذكى الحيوانات. كان «شوبنهاور» إذا ما أراد أن يسب هذا الكلب أو الحمار قال له: يا إنسان، يا إنسان يا ابن الإنسان! والله! هكذا كان يفعل، إن أراد أن يسبه سبه بأنه إنسان لا العكس، ها!

قَرَأْتُ

كِتَابًا مَرْ

رَةً صِرْ

تُ بَعْدَهُ

تُ بَعْدَهُ

تُ بَعْدَهُ

حِمَارًا

حِمَارًا لَا

أرَى حَجْـ

ـمَ رَاكِبِي

عندك بعض الخلل. نعيد معا، معا معا:

قَرَأْتُ

كِتَابًا مَرْ

رَةً صِرْ

تُ بَعْدَهُ

حِمَارًا

حِمَارًا لَا

أرَى حَجْـ

ـمَ رَاكِبِي

- الدكتور: أحسنت! عمر، طمئنا على القراءة، هذا البيت صعب لما فيه من عامية، ها؟

أَحَبَّيْتَ

أَحَبَّيْتَ لَا بَلْ مِتُّ حُبًّا

لَا بَلْ مِتُّ حُبًّا

هكذا يقول بالنص.

مَنِ الَّتي أَحَبَّيْتُ

مَنِ الَّتِي

أَحَبَّيْتُ حَتَّى لَا أَعِي مَنْ حَبَائِبي

ما شاء الله! دنجوان! طيب، خرج، واضرب على الخشب!

أَحَبَّ

لا لا، هذا هذه الأداة غير صالحة، ها!

أَحَبَّ

أَحَبَّيْـ

أَحَبَّيْـ

تُ لَا بَلْ مِتْـ

تَ لَا بَلْ، أَحَبَّيْتَ، لَا أَحَبَّيْتُ، اسمعوا، اسمعوا ها السمعة: أَحَبَّيْـ| ـتَ لَا بَلْ مِتْـ| ـتُ حُبًّا، أعد، ما لك؟ لا المسألة في الحركات والسواكن.

أَحَبَّيْـ

تَ لَا بَلْ مِتْـ

 ـتُ حُبًّا

مَنِ الَّتِي

أحسنت!

أَحَبَّيْـ

ـتُ حَتَّى لَا

أَعِي مَنْ

حَبَائِبي

أحسنت! فيصل، وكم مت -يا فيصل!- طمئني على البيت.

وَكَمْ مِتَّ مَرَّاتٍ كَثِيرًا كَعَادَتِي تَمُوتُ وَتَحْيَا تِلْكَ إِحْدَى مَصَائِبِي

جميل!

وَكَمْ مِتْ

ـتَ مَرَّاتٍ

كَثِيرًا

كَعَادَتِي

تَمُوتُ

وَتَحْيَا تِلْـ

ـكَ إِحْدَى

مَصَائِبِي

تقطيع الثاني أحسن من الأول، أو عزف الثاني أحسن من الأول، بارك الله فيك! تزيد؛ في عزف الأول كنت تزيد ضربات، لكنك في الثاني أحسنت! أمل التي جاءت متأخرة، عندها أعمال مهمة كانت تنتهي منها، ها طمئنينا على الأداء!

وَمَاذَا عَنِ الثُّوَّارِ حَتْمًا عَرَفْتَهُمْ نَعَمْ حَاسَبُوا عَنِّي تَغَدَّوْا بِجَانِبِي

يا سلام!

وَمَاذَا

عَنِ الثُّوَّا

رِ حَتْمًا

عَرَفْتَهُمْ

نَعَمْ حَا

سَبُوا عَنِّي

تَغَدَّوْا

بِجَانِبِي

تَغَدَّوْا

بِجَانِبِي

أعيدي البيت م الأول.

وَمَاذَا

عَنِ الثُّوَّا

لا لا، لا تسرعي، عَنِ الثُّوَّا عَنِ الثُّوَّا عَنِ الثُّوَّا !

وَمَاذَا

عَنِ الثُّوَّا

رِ حَتْمًا

عَرَفْتَهُمْ

نَعَمْ حَا

سَبُوا عَنِّي

تَغَدَّوْا

بِجَانِبِي

الله! ميسون، ميس، ميس الريم!

وَمَاذَا تَحَدَّثْتُمْ طَلَبْتُ سِجَارَةً أَظُنُّ وَكِبْرِيتًا بَدَوْا مِنْ أَقَارِبِي

ها!

وَمَاذَا تَحَدَّثْتُمْ

أعيدي.

وَمَاذَا تَحَدَّثْتُمْ

ها! أسقطت ضربة، أعيدي!

وَمَاذَا تَحَدَّثْتُمْ

تَحَدَّثْتُمْ

طَلَبْتُ

سِجَارَةً

أَظُنُّ

وَكِبْرِيتًا

ها!

وَكِبْرِيتًا

أعيدي!

وَكِبْرِيتًا

طيب!

بَدَوْا مِنْ

أَقَارِبِي

جميل! لكن يعني حسّني هذا أكثر! انتصار لم تقرأ لنا من قبل، ولم تخرج، ها اقرئي العشرين!

شَكَوْنَا غَلَاءَ الْخُبْزِ قُلْنَا سَتَنْجَلِي ذَكَرْنَا قَلِيلًا مَوْتَ سَعْدَانَ مَارِبِي

لو سمعتم انتصار وهي تؤدي الشعر لسمعتم شيئا عجبا، خرّجي.

شَكَوْنَا

غَلَاءَ الْخُبْـ

ـزِ قُلْنَا

سَتَنْجَلِي

ذَكَرْنَا

قَلِيلًا مَوْ

آه! أسقطت ضربة. أنا عندي -ما شاء الله- الحسد واصل في اللحظة، قصف مباشر في اللحظة، فاحذروا، احذروا أن أثني عليكم! ها، أعيدي من الأول!

شَكَوْنَا

غَلَاءَ الْخُبْـ

ـزِ قُلْنَا

سَتَنْجَلِي

ذَكَرْنَا

قَلِيلًا مَوْ

تَ سَعْدَا

نَ مَارِبِي

ها اللٰه ها اللٰه! جميل جميل جميل! ثم من؟ ما اسمك؟

لميس.

لميس تنظر في أي مكان؛ لكيلا أراها. ها لميس، لميس اسم جميل، ها!

وَمَاذَا وَأَنْسَانَا الْحِكَايَاتِ مُنْشِدٌ إِذَا لَمْ يُسَالِمْكَ الزَّمَانُ فَحَارِبِ

طيب!

وَمَاذَا

وَأَنْسَانَا الْـ

اضربي على الخشب وهو ساخن!

وَمَاذَا

وَأَنْسَانَا الْـ

ـحِكَايَا

تِ مُنْشِدٌ

تِ مُنْشِدٌ

تِ مُنْشِدٌ

تِ مُنْشِدٌ

وَمَاذَا

ها! لا لا لا، أنا أربكتك، يبدو أنني أخطأت.

تِ مُنْشِدٌ

آه! لا لا، بالغت في الضربات. سامحيني أنا أربكتك، أعيدي من الأول، بهدوء بهدوء -ها!- اهدئي!

وَمَاذَا

وَأَنْسَانَا الْـ

ـحِكَايَا

تِ مُنْشِدٌ

إِذَا لَمْ

يُسَالِمْكَ الزْ

ها! يُسَالِمْكَ الزْ.

يُسَالِمْكَ الزْ

فَحَارِبِ

أحسنت! في الآخر من؟

مروة.

مروة، ها!

وَحِينَ خَرَجْتُمْ أَيْنَ خَبَّأْتُهُمْ بِلَا

ها! أَيْنَ خَبَّأْتَهُمْ بِلَا مُغَالَطَةٍ

خَبَّأْتُهُمْ فِي ذَوَائِبي

الله! أي صرت أرى رأيهم وأعتقد عقيدتهم. ها، خرجي!

وَحِينَ

خَرَجْتُمْ أَيْنَ

خَبَّأْتَهُمْ

ها، ها، ها! لا لا؛ ددن دن| ددن دن دن| ددن دن | ددن ددن| ددن دن| ددن دن دن| ددن دن| ددن ددن، هكذا، ها، أعيدي!

وَحِينَ

خَرَجْتُمْ أَيْنَ

خَبَّأْتَهُمْ

لا لا، خَرَجْتُمْ أَيْ| نَ خَبَّأْتَهُمْ، وقفنا على الياء لنأخذ النون ونتابع، ن خببأ.

تَهُمْ بِلَا

تَهُمْ بِلَا

مُغَالَطَةٍ

مُغَالَـ

من الأول، وحين...

وَحِينَ

خَرَجْتُمْ أَيْـ

ـنَ خَبَّأْ

لا، نسيت كذلك، نَ خَبَّأْ.

ـنَ خَبَّأْ

تَهُمْ بِلَا

ـنَ خَبَّأْ

ها!

ـنَ خَبَّأْ

تَهُمْ بِلَا

مُغَالَ

نَ خَبَّأْ| تَ هُمْ بِلَا| مُغَالَـ.

مُغَالَـ

طَةٍ خَبَّأْ

تُهُمْ فِي

ذَوَائِبِي

أحسنت! ثم من؟ ثم من؟ رحمة. يكاد المريب -يا رحمة- يقول خذوني، "يَكَادُ الْمُرِيبُ يَقُولُ خُذُونِي" تنظر من تحت لتحت، ها! "يَكَادُ الْمُرِيبُ يَقُولُ خُذُونِي"، هذا مثل شعري جميل جدا، مناسب! ترى الطالب ينظر إلى الأسفل يمينًا ويسارًا، ها! خذه فَوْرًا! ها، اعزفي على الخشب برأس القلم!

لَدَيْنَا مِلَفٌّ عَنْكَ شُكْرًا لِأَنَّكُمْ تَصُونُونَ مَا أَهْمَلْتُهُ مِنْ تَجَارِبِي

ها!

لَدَيْنَا

مِلَفٌّ عَنْـ

ـكَ شُكْرًا

لِأَنَّكُمْ

تَصُونُو

نَ مَا أَهْمَلْـ

ـتُهُ مِنْ

تَجَارِبِي

ها، آه هي تعثرت، هي أحست، عرفت!

لَدَيْنَا

مِلَفٌّ عَنْـ

ـكَ شُكْرًا

لِأَنَّكُمْ

تَصُونُو

نَ مَا أَهْمَلْـ

ـتُهُ مِنْ

تَجَارِبِي

أحسنت، يا رحمة! مسعود، ها!

لَقَدْ كُنْـ

ـتَ أُمِّيًّا

حِمَارًا

وَفَجْأَةً

ظَهَرْتَ

أَدِيبًا مُذْ

طَبَخْتُمْ

مَآدِبِي

أي منذ استوليتم على السلطة، وقُدْتُمونا، فخربتم البلاد، وأفسدتم العباد! من مسك الختام؟ ها؟ من؟ ها، اقرئي الأخير!

خُذُوهُ خُذُونِي لَنْ تَزِيدُوا مَرَارَتِي دَعُوهُ دَعُونِي لَنْ تَزِيدُوا مَتَاعِبِي

جميل، خرجي!

خُذُوهُ

خُذُونِي لَنْ 

تَزِيدُوا

مَرَارَتِي

دَعُوهُ

دَعُونِي

لَنْ تَزِيدُوا 

مَتَاعِبِي

خفت أن أحسدها بكلمة مسك الختام، لكنها أحسنت! يبدو أن البيت ساعدها على الإحسان: "خذوه" مستقلة، "خذوني لن" مستقلة، "تزيدوا مستقلة، "مرارتي"،  "دعوه"، "دعوني لن"، "تزيدوا"، "متاعبي"، من هنا جاء الإحسان. ما اسم هذه الظاهرة؟ التقطيع، سميتها لكم من قبل. حين ينظم الشاعر بيته على هذا النحو الذي تؤدي فيه كل كلمة، أو كل كلمتين معا تفعيلة كاملة، هذا يسمى تقطيعا. فإذا التزم القوافي سمي ترصيعا، كتبتم؟ ما التقطيع إذن؟ أن يؤدي الشاعر تفعيلات بيته بالكلمات المتفاصلة، فإذا التزم مع هذا تشابه القوافي من الداخل فهذا الترصيع، كأنه مرصع بالجواهر. كما قالت السيدة الخنساء -رضي الله عنها!- وهي سيدتنا صحابية:

"شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ لِلْجَيْشِ جَرَّارُ"!

أو كما نسب إلى امرئ القيس -وهو غريب!-:

"أَفَادَ فَجَادَ وَشَادَ فَزَادَ وَقَادَ فَذَادَ وَعَادَ فَأَفْضَلْ"!

أحكي لكم قصة طريفة، كان المتنبي في حضرة سيف الدولة، فأراد أن يطلب منه مطالب من دون أن ينتبه الحاضرون، فماذا فعل؟ جهَّز في القصيدة بيتا مثيرًا، كله أفعال:

"أَقِلْ أَنِلْ أَقْطِعِ احْمِلْ عَلِّ سَلِّ أَعِدْ زِدْ هَشَّ بَشَّ تَفَضَّلْ أَدْنِ سُرَّ صِلِ"!

البيت كله؟

أفعال.

أفعال؛ فتركه الناس، وانتبهوا لهذا البيت الذي كله أفعال؛ فلما رآهم اشتغلوا به، أراد أن يزيد اشتغالهم عنه، حتى يصفو له وجه سيف الدولة، ففك لهم فعلين من الداخل بأربعة:

"أَقِلْ أَنِلْ أُنْ صُنِ احْمِلْ عَلِّ سَلِّ أَعِدْ زِدْ هَشَّ بَشَّ هَبِ اغْفِرْ أَدْنِ سُرَّ صِلِ"!

فازدادوا انبهارا، فقدم لهم بيتين، في أحدهما أربعة وعشرون فعلا، وهذا البيت نفسه أداؤه صعب، أظن أنني جلست سنين من أجل أن أحفظه:

"عِشِ ابْقَ اسْمُ سُدْ قُدْ جُدْ، مُرِ انْهَ رِ فِ اسْرِ نَلْ صِبِ احْمِ اغْزُ رُعْ زَعْ دِ لِ اثْنِ نُلْ"!

باسم الله!

هو فعلا باسم الله! قال فيه ابن رشيق: "هذا رقية العقرب"! أي لو قرئ على ملدوغ لشُفي -إن شاء اللهَ- فعلا قيل فيه هذا نصا! كله أفعال كبيت القصيدة الأول، لكنه كثرت فيه أفعال الحرف الواحد، فازداد صعوبة، فاشتغلوا به عنه، وصفا له وجه سيف الدولة، فطلب ورقة القصيدة، وجعل يقرأ الفعل ويكتب تحته إجابته، يقول في "أقل": قد أقلناك، وفي "أنل": قد أعطيناك كذا، يوقع بإجابة المطلوب تحت كل فعل، والجماعة؟ مشغولون برقية العقرب! والطريف أنه استعمل في آخر الصدر "نَلْ"، وفي آخر العجز "نُلْ". نُلْ: من نال ينول، بمعنى: أعطى. ونَلْ: من نال ينال، بمعنى: أخذ. عندنا نال ينول، بمعنى: أعطى يعطي. ونال ينال، بمعنى: أخذ يأخذ. و"نُلْ" عندكم في العامية العمانية، كم نُولك (أجرتك)؟

نولك.

آه! ناله ينوله أي: أعطاه يعطيه. أما ناله يناله، فمعناها: أخذه يأخذه. طيب، جميل! بارك الله فيكم!

قبل أن نتفرق نعود إلى البيت الأول، ما قافيته؟

واجبي.

ها!

واجبي.

لماذا كانت واجبي؟ لماذا؟ على أي أساس، يا فيلسوف! قدمنا لك ما تريد، ما الذي أريد؟ أريد آخر ساكنين مع ما بينهما من متحركات، ومع المتحرك الذي قبلهما. ما آخر الساكنين؟ الألف بعد الواو...

والياء.

والياء بعد الباء، وبينهما؟ الجيم المكسورة، والباء المكسورة، وقبلهما؟

الواو.

إذا واجبي، وقافية الثاني؟

واجبي.

وقافية الثالث؟

صاحبي.

وقافية الثالث

شاربي.

وقافية الرابع؟

صاحبي.

وقافية الخامس؟

غائبي.

وقافية السادس؟

واسبي.

وقافية السابع؟

رائبي.

وقافية الثامن؟

رائبي.

وقافية التاسع؟

واربي.

هه!

واربي.

فرغنا منها، ها!

كاتبي.

ها!

راتبي.

وجدت الأرقام ستتزايد، فقلت أتركها إلى "ها!"، أسهل أسهل، راتبي. ها!

حاجبي.

ها!

هارب.

هارب، ها!

طالبي.

ها!

راكبي.

ها!

حبائبي.

حبائبي؟

بائبي.

بائبي، ها!

صائبي.

صائبي، ها!

جانبي.

جانبي، ها!

قاربي.

قاربي، ها!

ماربي.

ماربي، ها!

حارب.

حارب، ها!

وائبي.

وائبي، ها!

جاربي.

جاربي، ها!

آدبي.

آدبي، ها!

تاعبي.

تاعبي، أحسنتم! ها! ما أقوى الحروف المكررة؟

الباء.

الباء طبعا. تكررت الألف؟ نعم تكررت. وتكررت الياء؟ نعم تكررت. لكنْ كلا الألف والياء انطلاق هواء، انطلاق هواء (ااااا ييييي)، هكذا. أما الباء فمتحيزة، متحيزة، تسمونها في علم الأصوات صوتا شديدا (انفجاريا). فكيف تسوي بين الباء والألف والياء! لا، الباء أقوى المكررات هنا. ما حركته؟

الكسرة.

هل قبله ألف أو واو أو ياء ساكنات؟

نعم نعم.

لا لا، هذا قبل الذي قبله. دققوا، يا جماعة! السؤال: هل قبله ألف أو واو أو ياء ساكنات؟

لا.

هل قبل الذي قبله ألف؟

نعم.

طيب! ما الذي بعده؟

الياء.

ياء. إذا الآن نستطيع أن نضع بيانات التخريج، هذي القصيدة...

طويلية.

طويلية الأبيات، التامة أو الوافية؟

الوافية.

الوافية. لماذا؟

لأنها...

استوفت أعداد التفعيلات التي أخرجتها الدوائر النظرية، لكن تفعيلات البيت غير متساوية في الحقوق والواجبات؛ فعندك تفعيلات يجب قبضها، أوجب الشاعر على نفسه قبض الرابعة والثامنة، ولم يجر على شيء من هذا فيما سوى هاتين التفعيلتين. ليس هناك من حكم بالوجوب، وجوب سلامة أو وجوب تغير، في أية تفعيلة غير الرابعة والثامنة؛ فالتفاعيل إذا غير سواسية، فالبيت واف لا تام. هذه القصيدة إذن طويلية الأبيات الوافية، المقبوضة العروض والضرب. طيب، ننتقل، ها!

بائية القوافي.

بائية القوافي.

المكسورة.

المكسورة.

المجردة.

لا، خطأ!

المؤسسية.

المؤسسة. ما التجريد؟ التجريد: عدم إرداف، وعدم تأسيس. ما الإرداف؟ ألف أو واو أو ياء ساكنات قبل الروي. ما التأسيس؟ ألف قبل الذي قبل الروي. طيب! ولا يجتمع التأسيس والإرداف، إما هذا وإما ذاك، ثم إنه يستحيل أن تكون مؤسسة أو مردفة ونصفها بالتجريد أو التجرد، خطأ، مستحيل! فهذه القافية إذن بائية، مكسورة، مؤسسة. والتأسيس لا يكون إلا بالألف؛ لهذا يكفي أن نقول: مؤسسة. أو نقول: هذه القصيدة كذا كذا بائية القوافي المكسورة المؤسسة الموصولة...

بالياء.

بالياء. الآن انتهينا، أعيدوا! هذه القصيدة...

طويلية الأبيات.

طويلية الأبيات.

الوافية.

الوافية.

المقبوضة العروض والضرب.

المقبوضة العروض والضرب.

بائية القوافي.

بائية القوافي.

المكسورة.

المكسورة.

المؤسسة.

المؤسسة.

الموصولة بالياء.

الموصولة بالياء.

بارك الله فيكم! وشكر لكم! وأحسن إليكم! والسلام عليكم!

وعليكم السلام!

وسوم: العدد 1096