هل ننتظر نصرة الأمم المتحدة ومجلس الخوف ؟!!!

عبدالله عبدالعزيز السبيعي

عبدالله عبدالعزيز السبيعي

كلهم لا يريدون النصر والغلبة للإسلام وأهله حيث الأعداء المتربصون بالأمة على السواء، وكما قال خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية-حفظه الله- بكل أسف وخيبة أمل في أولئك القوم!: (أن ثقة العالم في الأمم المتحدة اهتزت بعد استخدامروسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين سوريا. وقال جزاه الله خيرا «مع الأسف الذي صار في الامم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة غير محمودة أبدا». وأضاف «كنا نعتقد أن الامم المتحدة تنصف وتجمع ولا تفرق وما يتأمل منها إلا كل خير... لكن الحادثة التي حدثت لا تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت, وأن الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً أبداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها).... وروسيا أو الصين أو حتى هيئة الأمم المتحدة التي خذلت العرب والمسلمين! هل ننتظر من هؤلاء كلهم أن يحقنوا دماء المسلمين في سوريا أو أي مكان آخر يُضطهد فيه المسلمون الأبرياء المغلوبون على أمرهم...؟!، شعب بأكمله يباد لا يؤبه له ولا ينظر في أمرهأما أن يصاب كلب ضال أو إنسان واحد بمرض أو يموت في بلاد الغرب فإن الدنيا عندهم تقوم ولا تكاد تقعد، وذلك الذي يحسب له ألف حساب وتجند الجنود والطاقات من أجله.. لكن ها هو شعب بنسائه ورجاله، وشيوخه وأطفاله يباد ويضطهد، مذابح جماعية مؤلمة لأن المغلوب على أمره هو الشعب المسلم الأبي الذي قال ربي الله، حقاً إن الشعوب المسلمة لا بواكي لها فهي مضطهدة ومنتهكة حقوقها ظلماً وعدواناً.. هل جريمة هذا المؤمن أنه يعتنق الإسلام وكتابه القرآن الكريم حتى أصبح لدى دول العالم مجرماً؟، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف

إن هذه الدعوة الربانية التي هي الدعوة إلى عبادة الله إنما هي سبيل المؤمنين المتوكلين على الله حق توكله، لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة وخرج كثير من المسلمين في بلاد الكفر والاستعمار والاضطهاد. خرجوا من النفق المظلم، ذلك النفق الذي كتب عليهم أن يعيشوا فيه سنوات عديدة كانوا خلالها مضطهدين. لا يستطيعون إظهار إسلامهم كما يجب.

لذا، فإن واجبنا تجاه مثل هؤلاء من إخواننا المسلمين أن ندعو الله لهم ونسعى لتعليمهم العقيدة الصحيحة حتى لا يأتي من يشوش على فكرهم ومعتقدهم السليم. ليكن مسلكنا ونهجنا هو ذلك النهج الرباني والنبوي الشريف في الوقوف إلى جانب إخواننا اخوةالعقيدة والدين في سوريا وفي كل مكان، فنؤدي الأمانة على قدر ما نستطيع في تبليغ هذه الرسالة الايمانية والدينية إلى الناس... يجب أن يكون للمسلم موقف شرعي صحيح مما يحدث هنا وهناك في البلاد الإسلامية والعربية؛ خاصة ما يتعرض له اخوانناالمسلمون والأبرياء من أحوال لا تسر المؤمن؛ سواء كانت هذه الأحداث حروب أو مجاعات أو تقتيل وتشريد... الخ.. حيث الاحتلال والانتهاكات القانونية والدينية والاجتماعية وغيرها دونما رادع يردع أو قانون يمنع. لذلك ينبغي لكل أفراد الأمة الإسلامية أن يعوا جميعاً ما يحدث ويدور في عالمنا الإسلامي والعربي من أحداث مؤسفة ومؤلمة.

قال سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - حول موقف المؤمن من الفتن:

الفتن نعوذ بالله من شرها - بين النبي صلى الله عليه وسلم خطرها وشرح ما يجب حولها عليه من ربه الصلاة والتسليم. ما الفتنة؟ الفتنة كلمة مشتركة تقع على معان كثيرة تقع على الشرك وهو أعظم الفتن، كما قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِأي حتى لا يكون شرك... لهذا فإن مواجهة هؤلاء أمر ديني حتمي لا ينكره عاقل وصاحب غيرة على دينه وأمته وأهله وإخوانه المسلمين الذين يُنكل بهم هذا العدو أشد تنكيلا في كثير من بلاد المسلمين, فمن لجراحات إخواننا في كل مكان؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلماً في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته) رواه أبوداود.

نصر الله المسلمين المجاهدين والمظلومين وغيرهم من أهل السنة والجماعة في كل مكان.. اللهم آمين.