الخبزُ المُذلُّ

من تعلق بأذيال عدوه ذلَّ، ولقد أنشأت منظمةَ "الأونوروا" منظمة الأمم المتحدة التي تقوم عليها عصابة قذرة من دول الاستحمار المستكبرة، وإن أي شخص يتباكى اليوم على قرار الكينيست الإسرائيلي اللعين بتذبيح هذه المنظمة المذلة من أراضي فلسطين المحتلة لَهو يتملق عدوه ليرمي له كِسرة خبز متعفن لا يرضي به – حتى ألكسندر فَيلِمِنج- لصناعة البنسلينات!

لقد تابعت جِلسة الكينسيت أول أمس وكيف انتصر الليث الضاري – عضو الكينيست العربي- أحمد الطيبي لمداولات أبناء القردة والخنازير قبيل إقرارهم إلغاء خدمات الأنوروا في فلسطين المحتلة بعد تحنُّنها خمسة وسبعين عاما مذلاً للاجئين الفلسطينيين؛ وخاصة تلكمُ المشادة بين الطيبي وكبيرهم في التطرف إيتمار بنغفير الكشوح. وكذلكم زميلته النائبة في الكينيست عن الكتلة العربية؛ " عايدة توما سليمان"؛ إذ لم تقصر في تقريع كهنة اليهود الصهاينة المتطرفين.

وإذا ما جاء بعد أسبوع ترمب إلى سدة الحكم، فسيثبت قرار الصهاينة النازيين في حكم الإعدام على الأنوروا الفلسطينية، وأنا أكرر أنني لست حزينا ولا خائفا على زوالها؛ ففي السماء رزقكم وما توعدون، وربَما يفتح الله أبواباً أخرى خيرا مما سيقفله بنغفير وترمب وأمثالهما من النماريد المَرَدة.

فثمَّة ملايين اللاجئين المشردين من سوريا والسودان وغيرهما، ولا بواكي لهم، ولا أنوروا مذلة تطعمهم شروى نقير... ولا قطمير، وهل سنظل نتملق يهود وأذنابهم والمنظمات الأممية الكِذاب، وقد قال الله تعالى عن يهود وجشعهم وبخلهم: " أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)"/ النساء؟!

   منذ أن أضَرم اليهود الحرب في لبنان قبل شهر اضطُر مئات الآلاف من السوريين النازحين في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات للرجوع إلى دنيا القهر والإذلال في بلدهم التي هُجِّروا منها قسراً؛ سوريا ... ولا أحد يورد أخبارهم في أية أخبار عربية أو أجنبية، وكثير منهم يتعرضون للملاحقة والاعتقال من السلطات السورية .. اللهم إلا بعض المنظمات الإنسانية أوردت عنهم أخبارا خجولة، وبعض الفضائيات السورية المعارضة لنظام القتل في سوريا ... ولم تكُ أنوروا ما تطعمهم في لبنان، ولا في رجوعهم القسري إلى سوريا؛ حيث محاكم التفتيش؛ فهؤلاء الطواغيت يُذبّحون الأبناء، ولا يستحيون النساء!!

   منذ فترة طويلة وقد بُحَّ صوت الزعيم التركي إردوغان معبرا عن استنكاره للجبروت والطواغيت؛ أنه يجب تغيير معادلة "الخمسة الكبار" الذين يتحكمون في مصائر الشعوب في منظمة الأمم المتحدة؛ التي وُضع لها سقف من القلق والتنديد والشجب.. وووو.... فقط لاغير!!!

يقول الإمام الطبري عن بخلهم ولو بالنقير من النواة: "  إن الله وصف هؤلاء الفرْقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكًا وأهلَ قدرة على الأشياء الجليلة الأقدار"؛ هذا في تفسير الآية الثالثة والخمسين من سورة النساء؛ فكيف وهم يملكون اليوم كل مفاصل الحكم في العالم؟!

وسوم: العدد 1101