هل يعني جنيف بلا شروط غير المراوغة
وهل لدينا وقت لها ؟!
زهير سالم*
يؤسفنا أن نقرر إن الإبراهيمي الذي ما فتئ يستضعف الشعب السوري وقواه المعارضة ، فيلقي عليهم عبء عجزه وعجز من يمثلهم في مقاربة المشهد السوري الراعف ببعض ما يستحق من جدية ومصداقية . وحسب ما أوردته سي . ان . أن الأمريكية فإن الإبراهيمي ( قد اعتبر شروط المعارضة السورية لحضور جنيف 2 مستفزة ) . واستمع إليه العالم أجمع وهو يفسر عدم الاتفاق على موعد لجنيف 2 إلى خلافات المعارضة السورية الكبيرة ..
الحقيقة التي يتهرب منها الإبراهيمي هي أن طبخة جنيف 2 الذي ما زال يدير قدرها مع من يمثلهم هي طبخة بحص . وهي لم تكن لتكون كذلك لولا دخوله في متاهات المراوغة والمناورة مع المراوغين والمناورين ، وإن كان على حساب دماء ومعاناة من يجب أن يكونوا أبناء عمومته في سورية .
وإذا لم تكن لعبة المراوغة مستغربة من كيري أو من لافروف فإن لنا كسوريين وانطلاقا من حسن ظن مسبق في الإبراهيمي خاب رجاؤه فيه ، ان نظل نؤكد على الموقف المريب للشيخ الحكيم ..
وعندما يأتي كيري للسعودية ليقول للسعوديين إن اختلافنا في سورية تكتيكي فقط فهو يعني أن كل هذا الخوض في باطل جنيف وتداعيته هو مطاولة مع الروس الذين لا تريد الولايات المتحدة أن تتحمل مسئولية قول : لا لهم ، فيستمر مريرهم في الأخذ والرد المفتوح على الزمن الذي يدفع السوريون ثمنه دماء ودمارا ومعاناة .
والمراوغة والمناورة في اصل الدعوة إلى المؤتمر العجيف الذي أطلقوا عليه مؤتمر جنيف2 هي في تهرب الإبراهيمي ومن يمثلهم من استحقاق أرضه وسقفه فقالوا : بلا شروط ..
وبوقفة سياسية فاحصة أمام شرط بلا شروط التي يختبئ وراءها الروسي والأمريكي ندرك أي دعوة يتبناها الشيخ الحكيم الإبراهيمي لإيجاد حل – يزعم – لما يجري في سورية ..
أي حل في هذا الذي تساءل عنه سمو الأمير تميم بن حمد أمير قطر عندما قال : ( إنه يستغرب أن يدعى الشعب السوري ، الذي يخوض اليوم معركة الدفاع عن وجوده وليس عن مطالبه ، إلى مفاوضات غير مشروطة لا تقود إلى شيء !! )
إن الشرط ( بلا شروط ) هو محاولة للهروب إلى الإمام من استحقاقات موقف دولي يضع حدا لمشروع إبادة الشعب السوري المستمر منذ ثلاثة أعوام ..
وهو أي العنوان بلا شروط هو الذي يسمح لوزير الإعلامي الأسدي عمران الزعبي ، والذي لا يجرؤ الشيخ الحكيم أن ينال منه ولو بكلمة ، أن يصرح وبالفم الملآن : لن نذهب إلى جنيف لتسليم السلطة . ولن نذهب إلى جنيف لتشكيل هيئة حكم انتقالية . السيد الإبراهيمي لا يعتبر هذا رفضا لجنيف !! ولا تمردا عليه ولا يعتبر هذا التصريح الرسمي التفافا معلنا على المؤتمر المعمّى الذي ما زال متحمسا إليه ..
وهو أي العنوان بلا شروط هو الذي يعطي الحق لبثينة شعبان مستشارة من يسمى رئيسا أن تعلن وهي والسيد الإبراهيمي لا يريد أن يسمعها : سنذهب إلى جنيف لوقف الإرهاب ومنع التسليح . وتكرر في مقابلة لأقل من خمس دقائق ، كلمة الشعب السوري أكثر من عشر مرات . في الجواب على كل سؤال : القرار ( للشعب ) السوري وليس لجنيف ولا للمجتمعين فيه . و مفهوم الشعب السوري عند المستشارة الضاحكة هم هؤلاء الذين يذبحون السوريين ويدمرون بيوتهم بالطائرات ويخنقون أطفالهم بالكيماوي ..
جنيف بلا شروط تعني جنيف بلا معنى . بل ربما يكون دورة من الدروس الخصوصية يلقي فيها القادمون بلا شرط دروسا المعلومات الوطنية وتدريبات في مهارات الخضوع .
إن جنيف بلا شروط لعبة مراوغة دولية بين خليين لا يهمهم من أمر الشعب السوري شيء .والمسترسلون في لعبة المراوغة هذه هم فقط الذين سيكونون هناك .
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية