تقرير عن نتائج التحقيق في غرق مركب يحمل لاجئين سوريين

تقرير عن نتائج التحقيق

في غرق مركب يحمل لاجئين سوريين

فهد المصري

القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري

إدارة الإعلام المركزي

النتائج الأولية حول التحقيق في قضية غرق قارب  يحمل لاجئين سوريين وفلسطينيين بتاريخ 11.10.2013 قبالة الشواطئ الإيطالية والمالطية

المقدمة :

كلفت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري المتحدث الإعلامي ـ مسؤول إدارة الإعلام المركزي فهد المصري بالسفر إلى مالطة للتحقيق الرسمي في قضية غرق قارب  يحمل لاجئين سوريين وفلسطينيين بتاريخ 11.10.2013 قبالة الشواطئ الإيطالية والمالطية والإطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين والفلسطينيين الناجين من الحادثة.

استمر التحقيق في مالطة أربعة أيام من صباح يوم الاثنين 28.10 وحتى صباح يوم  الخميس 31.10 من الشهر الماضي وقامت  القناة الوطنية في التلفزيون الياباني بإعداد  وتصوير ريبورتاج وتوثيق شهادات أيضاً من اللاجئين.

شمل الاستطلاع والتحقيق الذي قامت به القيادة توثيق شهادات أغلب اللاجئين السوريين والفلسطينيين الناجين من غرق المركب ومن مختلف الفئات العمرية وتم التركيز على عدة حالات شملت الأطفال وأسرهم إلى جانب استطلاع الواقع الإنساني والمعيشي في مخيم هالفار في مالطة وطريقة أسلوب تعامل القائمين على المخيم مع اللاجئين واختتمت الزيارة بلقاء مع الدكتور إيمانويل ماليَا وزير الداخلية والأمن المالطي  .

معطيات أساسية ودوافع وأسباب :

ـ تم التوثيق  بالصوت والصورة شهادات 45 لاجئاًسورياً وفلسطينياً  ومن كلا الجنسين.

ـ جميع الشهادات أكدت سوء المعاملة التي تعرضوا لها على الأراضي الليبية وأن عدداً من السوريين  والفلسطينيين المسجلين بشكل رسمي كلاجئين تعرضوا  للقتل، للضرب ، للقمع ، للتضييق في سبل العيش من قبل بعض الليبيين ومن بعض  المسلحين .

سوء المعاملة وسوءالأوضاع المعيشية دفعت بعضاً من اللاجئين للعمل( مياومة) بأقل وأبخس الأجور لتحصيل رغيف الخبز.

ـ إن تعرض اللاجئين السوريين والفلسطينيين للقمع والاضطهاد والتضييق على الأرضي الليبية وعدم قيام السلطات الليبية بواجباتها والتزاماتها القانونية و الأخلاقية والإنسانية في تقديم الحماية والرعاية اللازمة وتأمين ما يسمى في القانون الدولي "الحماية المؤقتة"عند تدفق مجموعات بشرية بسبب الصراعات يمثل ويعتبر انتهاكاً صارخاً من السلطات الليبية للاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين لعام 1951 التي تلزم الحكومات المضيفة، بصفة أساسية، مسؤولية حماية اللاجئين.

ـ تم توثيق حرمان السلطات الليبية عدد من أبناء اللاجئين السوريين مسجلين رسمياً كلاجئين من حق التعليم والتسجيل في المدارس واشتراط إحضار وثائق أصلية  من سورية وهو أمر غير ممكن في ظل الظروف الراهنة على اعتبار أن سورية تعيش حالة حرب .

إن حرمان أطفال اللاجئين من حق التعلم في ليبيا ومن حقوقهم كلاجئين ووضع الشروط والعقبات أمامهم لمتابعة التعليم الإلزامي للأطفال يعتبر أيضاً انتهاكاً واضحاً للمادة 22 من الفصل الرابع والمادة 25 من الفصل الخامس من اتفاقية حماية اللاجئين وحقوقهم ويعتبر ذلك ايضا انتهاكاً واضحا وخطيراً لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 والمواد 2 ـ3 ـ4 ـ 6  ـ 16 الفقرة 1 والمادة 22 الفقرة1 والمادة 27 الفقرة 1 والمادة 28 الفقرة 1 والمادة 29 والمادة 38 الفقرة1.

ـ  أكثر من نصف اللاجئين السوريين والفلسطينيين الموجودين في مالطة حالياً عبروا أكثر من دولة للوصول إلى ليبيا.

ـ القسم الأكبر من اللاجئين غادروا الأراضي السورية إلى لبنان (قسم منهم بقي في لبنان أشهر وغادره نتيجة سوء المعاملة) ثم مصر(قسم كبير أيضا بقي في مصر شهور متعددة وغادرها نتيجة الأوضاع الأمنية و بعض المضايقات)ثم وصلوا إلى ليبيا اعتقاداً منهم أن الأوضاع الاقتصادية والأمنية  ستكون أفضل في ليبيا.

ـ قسم لا بأس به من اللاجئين السوريين وصل ليبيا براً عبرالأراضي المصرية وكان خروجهم من سورية عبر الأردن الذي غادروه بسبب الغلاء الفاحش للأسعار والظروف المعيشية القاسية.

ـ عدد محدود وصل ليبيا عبر الأراضي المصرية قادماً من تركيا وجلهم من أبناء قرى وبلدات ومدن الشمال السوري.

ـ أغلب اللاجئين السوريين والفلسطينيين اختاروا الهجرة غير الشرعية نحو أوربا نتيجة سوء المعاملة والاضطهاد و الأوضاع الأمنية في ليبيا.

ـ عدد من اللاجئين اضطروا للعمل شهورا طيلة لتأمين مبلغ هروبهم عبر المتوسط إلى أوربا.

ـ عدد من اللاجئين الشباب السوريين كانوا مقيمين أساساً في ليبيا منذ عدة سنوات واختاروا الهجرة لذات الأسباب والعوامل (تمكنا من توثيق حالة واحدة ـ لاجئ سوري وأسرته  من مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة).

ـ الشريحة الواسعة من اللاجئين هم من جيل الشباب من الفئة العمرية 16 ـ30 سنة

ـ الطابع الغالب على اللاجئين المهاجرين غير الشرعيين هو الطابع الأسري عدد كبير من الأسر بأكملها أطفال ونساء وشباب وعدد محدود من رجال متقدمين في السن.

ـ كل اللاجئين أجمعوا أن هدفهم من الهجرة وتحمل كل مخاطر المغامرة بركوب البحر وانعدام أدنى شروط السلامة هو بهدف الحصول على حياة آمنة ـ كريمة وتأمين التعليم لأطفالهم.

ـ كل اللاجئين أكدوا أنهم تعرضوا لخديعة من مافيا  شبكة التهريب التي تعاملوا معها تم جمعهم في مكان تنعدم فيه الحد الأدنى لاحترام بشرية اللاجئين في مدينة زوارة الليبية .

ـ كل اللاجئين أكدوا دفع مبلغ 1300 دولار أمريكي عن الشخص الواحد للمهرب الليبي لقاء الوصول إلى إيطاليا.

ـ كان اتفاق اللاجئين مع المهرب الليبي أن تكون الوجهة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

ـ قسم من اللاجئين ظنوا أنه بمجرد وصولهم للأراضي الإيطالية سيتمكنوا فورا من العبور إلى دول أوربية أخرى للالتقاء بأقارب أو أصدقاء يمكن أن يمدوا لهم يد العون والمساعدة.

ـ قسم كبير من اللاجئين لا يمتلك صلة قربى أو صداقة مع أحد في أوربا وهؤلاء اختاروا قبيل مغادرة الأراضي الليبية أن تكون السويد وجهتهم النهائية لتقديم طلب اللجوء وقسم كبير من هؤلاء زاروا السفارة السويدية في لبيبا لطلب اللجوء بشكل رسمي في السويد وبالتالي مغادرة ليبيا والهجرة إلى أوربا بطريقة شرعية لكنهم جميعا قوبلوا بالرفض وكان الجواب أن السويد لا تعطي حق اللجوء إليها إلا لمن يصل أراضيها فكان خيارهم ركوب البحر للوصول للسويد.

ـ سبب اختيار السويد من اللاجئين (وأغلبهم من العائلات) هو ماسمعوه عن السويد ووصول أعداد من السوريين اللاجئين هناك والتسهيلات التي يمكن أن يحصلوا عليها من سكن ومساعدات وتعلم للغة وتأمين تسجيل أبنائهم في المدارس، إضافة إلى كونها دولة آمنة ومستقرة ومن البلدان الاسكندنافية الأكثر رفاهية في أوربا.

ـ الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الموجودين في مالطة لا يريدون التقدم بطلب اللجوء في مالطة.

ـ عدد من الشبان اللاجئين يتراوح عددهم بين 3 إلى 5  لم يتسن معرفة هويتهم وجنسيتهم  تمكنوا من الفرار من المخيم  في مالطة والوصول إلى إيطاليا عبر البحر من جديد مقابل دفع مبالغ مالية لمهربين محليين في مالطة تتراوح بين 1000 و1500 دولار للشخص الواحد.

ـ يوم الجمعة 01.11.2013 ألقت السلطات الأمنية المالطية القبض على عدد من الأشخاص بتهمة القيام بعمليات تزوير لوثائق سفر وبطاقات هوية لبعض اللاجئين من عرب وأفارقة ولم يتسن بعد معرفة إن كان هناك أحد اللاجئين السوريين أو الفلسطينيين قد تعاملوا مع شبكة التزوير.

ـ المخيم في منطقة هالفار في مالطة لا يقدم سوى وجبة طعام واحدة يومياً للاجئ ولا تعتبر الوجبة كافية ولا تعبر عن حاجة الأطفال من الغذاء اللازم وتغطي حتى الآن هذا العجز والتقصير في الغذاء اللازم للاجئين مبادرات وجهود فردية من بعض المتطوعين وأصحاب النوايا الحسنة مثل المتطوع الناشط السوري المقيم في مالطة عمر آدم.

ـ جميع اللاجئين أكدوا عدم اهتمام أي فريق من المعارضات السورية بحالتهم الإنسانية وغياب أي دور في المساعدة والإغاثة أو حتى السؤال فقط عنهم من المجلس الوطني السوري والائتلاف رغم أن المجلس والائتلاف لديهم مكاتب للإغاثة ومتفرغين لهذه القضية وميزانيات مالية كبيرة تلقوها من دول لإغاثة اللاجئين.

تفاصيل ومجريات الحادث:

ـ يؤكد كل من تم استجوابهم و الحديث معهم من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الرواية التالية للحادث:

بحدود الساعة( 22:00 )العاشرة مساء  يوم 2013 .10 .10 تم نقلنا إلى شاطئ زوارة حيث كانت تنتظرنا مركباً نقلتنا إلى مسافة كبيرة في عرض البحر حيث فوجئنا بعد أن قطعنا مسافة طويلة بأن رحلتنا إلى إيطاليا ستكون بمركب للصيد صغير نسبياً لعددنا و القارب مكون من طابقين.

طاقم المركب مؤلف من ثلاثة أشخاص القبطان وهو تونسي الجنسية (وهناك معلومات متضاربة حيال مصيره بعد غرق القارب فهناك معلومات تقول إنه مفقود فيما أن هناك مصادر أخرى تشير إلى أنه معتقل لدى الأمن المالطي) والرجل الثاني من طاقم المركب هو مساعد القبطان وليس هناك معلومات حاليا عن جنسيته (لكن المعلومات تشير إلى أنه دخل مالطة كلاجئ ومن ثم لاذ بالفرار) أما الشخص الثالث والأخير من طاقم المركب فهو ميكانيكي (وتشير المعلومات إلى أنه في عداد المفقودين).

غادر بنا المركب من زوارة الليبية وبعد ساعة ونصف تقريباً بدأ مركب يرفع العلم الأمازيغي بمطاردة مركبنا يطالبنا بالعودة ولدى سؤال المهرب الذي يقود مركبنا(التونسي) قال لنا بأنه مستعد للعودة لكن المركب الذي يطاردنا هم من القراصنة يريد نهب مالدينا من أموال ومصوغات ذهبية لدى نسائنا ومن ثم الاعتداء علينا و قتلنا والتخلص منا ورمينا بالبحر فكان الإصرار على الاستمرا بالإبحار نحو وجهتنا لأنه إذا ماعدنا وكان المركب الذي يطاردنا من خفر السواحل فإننا سنتعرض للمساءلة والاعتقال من السلطات الليبية .

المركب الذي يطاردنا استمر بالمطاردة وبدأ بتصعيد تهديداته لإخافتنا بإطلاق أعيرة نارية في الهواء ومن ثم في مياه البحر ومن بدأ بإطلاق الرصاص الحي عشوائياً على مركبنا مما تسبب بجرح اثنين من اللاجئين وهما في عداد المفقودين أحدهما طفل عمره 11 سنة وهو من أسرة السباع من مدينة دوما في ريف دمشق والمصاب الثاني مجهول الهوية حتى الآن وهو رجل متقدم في السن كما تسبب إطلاق النار بإصابة المركب أيضا وإحداث أضرارا مادية أسفرت عن تسرب المياه لداخل المركب.

استمر المركب بمطاردتنا وسط حالة من الذعر والهلع بين جميع اللاجئين والخوف والفزع لدى النساء والأطفال وقبل الوصول للمياه الدولية حاول المركب الذي يطاردنا تطويق مركبنا بشكل دائري بطوق من كبل حديدي للتسبب بتعطيل المحرك لكن محاولاته فشلت فعاد أدراجه، ودخلنا المياه الدولية للمتوسط حينها ونتيجة تسارع تسرب المياه للقارب وبدء الأمواج بالتلاعب بالقارب بدأنا بطلب النجدة والإغاثة من الصليب الأحمر ومن السلطات الإيطالية عبر هاتف اتصالات عبر الأقمار الفضائية  "ثريا" كان مع الركاب وهو طبيب سوري من مدينة حلب اسمه مهند (موجود حالياً في مالطة ويمكن الاستفسار منه عن مزيد من التفاصيل ) وفي كل محاولة اتصال كان الجواب بأن النجدة ستصلنا قريبا واستمر الأمر عدة ساعات وشاهدنا طائرة شراعية تحوم فوق مركبنا عدة مرات أرسلنا بكل ما أوتينا من قوة لطلب النجدة بالتلويح بأيادينا وملابسنا وبالصراخ لنجدتنا فالمركب بدأت بالغرق رويدأ رويداً نتيجة تسرب المياه الناتج من الطلقات النارية التي تعرض المركب لها وبين الساعة 16:00 و 17:00 يوم 11.10.2013 بدأت وصول أولى مراكب الإنقاذ الإيطالية التي بدأت فقط بإنقاذ الأطفال ورفضت إنقاذ الكبار وحتى أن هناك عدد من الأطفال تم اقتلاعهم ونزعهم من أمهاتهم وآبائهم بالقوة  إلا أن البعض رفض رغم خطورة وقسوة الموقف وبعض الأهالي الذين أعطوا أبنائهم لخفر السواحل الإيطالي ظنوا أن الخفر الإيطالي سيعود لأخذهم  وكان هناك طائرة ألقت قوارب مطاطية  وبعدها وصل خفر السواحل المالطي وقام بإنقاذ من تبقى من أحياء.

النتائج:

ـ غرق المركب وفقدان أي أثر للعشرات من اللاجئين السوريين والفلسطينيين المهاجرين بطريقة غير شرعية.

ـ تشتت شمل الأهالي وأطفالهم بين مالطة وإيطاليا.

ـ استشهاد العديد من الأطفال والكبار واستشهاد عائلات بأكملها.

ـ هناك سيدة مجهولة الهوية حتى الآن وضعت مولوداً في عرض البحر قبل بدء المركب بالغرق اختفت     وهي والوليد في عداد المفقودين.

ـ لم تقدم السلطات الإيطالية أي معلومات حتى الآن عن الناجين أو المفقودين أو الذين فارقوا الحياة سوى أنها عرضت صوراً  على اللاجئين في مخيم هالفار في مالطة عبر السلطات المالطية صوراً ل 66 لاجئا ولاجئة على قيد الحياة و21 صورة لجثث بينهم أطفال ونساء وتعرف بعض اللاجئين على بعض الصور وهناك من تعرف على صور أبنائه وأقاربه ولا توجد حالياُ لوائح كاملة بمن عرضت السلطات الإيطالية صورهم.

ـ تشير أغلب الشهادات إلى أن عمليات الإنقاذ قام بها زورقان إيطاليان اكتظا بالناجين وقسم كبير منهم من الأطفال (لأن خفر السواحل الإيطالية كانت الأولوية له في عمليات الإنقاذ هي الأطفال والرضع ) وزورقان مالطيان امتلأ بالناجين لكن فيما يخص الزورقان الإيطاليان فإن هناك العشرات من اللاجئين والأطفال لم تفصح السلطات الإيطالية حتى الآن بأي معلومات عنهم لأسباب مجهولة والأعداد التقديرية للاجئين الذين أبرزت صورهم السلطات الإيطالية بين أحياء أو أموات أقل بكثير من عدد من تم إنقاذهم على الزوارق الإيطالية مما يشير إلى وجود حلقة مفرغة مجهولة في الحادثة مفتاح حلها لدى السلطات الإيطالية.

ـ تشير العديد من الشهادات في صقلية الإيطالية إلى وجود أكثر من 9 أطفال سوريين على قيد الحياة مجهولي الهوية حتى الآن  أعمارهم دون سن 12 سنة موجودين في أحد مشافي صقلية وسط تكتم شديد من السلطات الإيطالية لأسباب مجهولة حتى الآن.

ـ تشير بعض الشهادات إلى وجود عدد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين داخل بعض المخيمات وفي بعض المشافي في جزيرة صقلية الإيطالية لكن الشهادات تشير إلى أن السلطات الإيطالية تمنعهم من التواصل مع العالم الخارجي لأسباب مجهولة كما تشير شهادات أخرى إلى قيام بعضهم بسؤال إدارات بعض المخيمات التي يعتقد وجود لاجئين سوريين وفلسطينيين ناجين من حادثة غرق المركب في 11.10 لكن إدارات المخيمات لدى سؤالها ترفض تأكيد أو نفي ذلك وبعد الإلحاح فإن الجواب يكون بطلب أسماء محددة لإعطاء جواب واضح لكن من غير المفهوم التستر من قبل السلطات الإيطالية على معلومات يمكن أن تفيد بإنهاء معاناة وآلام العشرات من الأهالي والمفقودين.

ـ هناك بين المفقودين من 10 إلى 15 طبيب سوري وربما سنتمكن خلال 48 ساعة القادمة من جمع أسمائهم ومعلومات إضافية عنهم ومن قد عرف أن من بين الأطباء الأحياء الدكتور مأمون أبو راس الذي غادر مالطة قبل أيام وهناك الدكتور خالد عرودكي والدكتور مازن دهان الموجودان حالياً في مالطة ومقيمان على نفقتهما الخاصة خارج مخيم هالفار للاجئين.

ـ رغم مرور أكثر من 24 يوم على غرق المركب في المياه الإيطالية بالمتوسط ليس هناك أي جهد أو معلومات تشير إلى عزم السلطات الإيطالية إخراج المركب وانتشال الجثث من قعر المتوسط.

ـ شكلت الحادثة صدمة نفسية عميقة لدى جميع اللاجئين وبشكل خاص لدى الأطفال والنساء وتحديداً الأطفال الذين فقدوا أي أثر لأسرهم مثال : الطفل محمد فاتح السيد محمود  وعمره بين 6 و7 سنوات من أبناء مدينة دوما في ريف دمشق فقد أي أثر لوالده الطبيب سامي السيد محمود وأمه السيدة صفاء الطوباجي وأخته إمامة 5 سنوات إلى جانب وفاة أخوه الأكبر سعيد 11 عاماً والموجود جثمانه في أحد مشافي مالطة بانتظار الدفن (صدر إذن الدفن من السلطات المالطية بتاريخ 04.11 وسيدفن في المقبرة الإسلامية في مالطة بعد صلاة يوم الجمعة 08.11.2013 ) وأما الطفل محمد فاتح فهو موجود في أحد مراكز الرعاية الحكومية بانتظار وصول عمه من مصر وتفيد المعلومات الواردة أن عمه المقيم في مصر كلاجئ أيضاً سيقوم باصطحابه إلى مصر لتربيته بعد فقدان أي أثر لأهله كما تشير المعلومات إلى أن السلطات المالطية تواصلت مع السلطات المصرية لتسهيل خروج وعودة العم وبصحبته الطفل اليتيم ويجب التأكيد على السلطات المصرية ضرورة مراعاة الظرف الإنساني الصعب والدقيق والحالة والصدمة النفسية العميقة التي تعرض لها الطفل ومن تبقى من أسرته لا سيما بعد وفاة جد الطفل في دمشق يوم 04.11.2013

مثال ثان :اللاجئ إياد يونس وزوجته  وهو من حي برزة البلد في دمشق استشهد ابنه علي 5 سنوات واستشهدت ابنته شهد 3 سنوات ودفنوا في المقبرة الإسلامية في مالطة في حين أن ابنته الثالثة واسمها شام وعمرها 2 عامان مفقودة ولا يوجد أي خبر أو معلومات عنها.

مثال ثالث : اللاجئ السوري رفعت هزيمة وزوجته وهو من سكان مدينة المعضمية في ريف دمشق وقد فقد اثنان من أبنائه أحمد ومحمد إعمارهم 10 و 11 سنة.

مثال رابع : السيدة نجاة الشهابي تم اقتلاع طفلها الرضيع وعمره 10 أشهر  من قبل خفر السواحل الإيطالية وهي موجودة في مالطة بعيدة عن طفلها الرضيع منذ أكثر من 24 يوم.

ـ هناك حالة من اللامبالاة والتباطؤ لدى السلطات الإيطالية في الكشف عن هوية من أنقذتهم أطفالاً وكباراً ولم تعتبر أن هذه الحادثة حالة خاصة تتطلب إدارة ورعاية إنسانية على قدر من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية فالسلطات الإيطالية ترسل بين الحين والآخر بعض الصور لبعض الجثث أو الناجين من الأطفال إلى إدارة مخيم اللاجئين في مالطة للتعرف عليها من قبل اللاجئين وتم التعرف على البعض من خلال الصور.

ـ منحت السلطات المالطية بتاريخ 04.11 من الشهر الجاري أذناً بدفن جثمان  طفل سوري مجهول الهوية يبلغ من العمر بين 3 و4 سنوات سيوارى جثمانه الطاهر الثرى في المقبرة الإسلامية عقب صلاة يوم الجمعة المقبل بتاريخ 08.11 في مالطة ويعتقد أن والد الطفل يدعى عيسى نمورة وهو مجهول مكان الإقامة في إيطاليا.

ـ تعمل الاتحاد الأوربي بكثير من الإهمال واللامبالاة بمأساة اللاجئين السوريين والفلسطينيين حيث أن رؤساء الدول والحكومات الأوربيين، وخلال اجتماعهم الأخير في مجلس الاتحاد الأوروبي المنعقد في أكتوبر 2013، قرروا أن قضية اللاجئين لاتُعتبر قضية ضرورية للنظر فيها الآن. وقرروا تأجيل مناقشتها إلى جلسة يونيو/حزيران 2014. وذلك بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.

ـ لايعتبر هذا الإهمال الأوربي الوحيد لهذه المأساة هذا فمنذ بدأت محاولات إنقاذ القارب، حيث تم إيفاد طلائع الإنقاذ الأولى من مالطا وهي تبعد 230 كيلومترا عن موقع غرق القارب، وليس من "لامبيدوزا" التي تبعد 110 كيلومترات، أي إنه بدل اختصار الوقت، فقد تمت مضاعفة الوقت اللازم للوصول إلى موقع الحادث.

ـ الغالبية العظمى من اللاجئين فقدوا أمتعتهم وكل مالديهم من مدخرات مالية أو وثائق وجوازات سفر.

ـ بفضل الحس الإنساني والرفيع للصحافي الإيطالي القدير فرانشيسكو فيفيانو وتعاونه الكامل في نقل هذه   المأساة الإنسانية لنقلها للرأي العام الإيطالي مما شكل ضغطاً على الحكومة الإيطالية في الإسراع بأخط عينات من الحمض النووي لأهالي الأطفال في مالطة .

ـ مندوبون عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وعن الجهة المكلفة بأخذ عينات من الحمض النووي من الأهالي  ظهر يوم الثلاثاء 29.10 ظهروا في مخيم هالفار في مالطة ورفضوا الحديث إلينا وبحضور الصحافي الإيطالي فرانشيسكو فيفيانو الذي نشر في ذات اليوم تحقيقه الصحفي عن المأساة والأطفال في صفحة كاملة في صحيفة ريبوبليك الإيطالية.

ـ بتاريخ 05.11 بدأت قضية بعض الأطفال الموجودين على الأراضي الإيطالية المبعدين عن أهلهم الموجودين في مالطة بطريقها إلى الحل  بعد ممارسة  الضغط الإعلامي والسياسي وبعد أن تأكدت السلطات الإيطالية بالتحاليل الطبية وتحليل الحمض النووي بعلاقة الأطفال مع الأهالي في مالطة وقد صدرت وثائق سفر للأهالي للالتحاق بأبنائهم على الأراضي الإيطالية ونورد هنا أدناه أسماء المسافرين إلى مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية صباح يوم  الأربعاء بتاريخ 06..11 لاستعادة وتسلم أبنائهم بشكل رسمي من السلطات الإيطالية وعدد الأطفال الذين سيتم تسليمهم هو ستة أطفال فقط وهم موجودين .في مركز الرعاية التالي في صقلية :

Centrum WALDEN - MENFI

AGRISENTO

لائحة الأسماء

السيد أحمد الشهابي وزوجته نجاة  لاستلام أبنائهم الثلاثة التالية أسماؤهم:

الطفل الرضيع يزن الشهابي وعمره 10 شهور.

الطفلة يارا الشهابي وعمرها 3 سنوات مع شقيقها التوأم الطفل يوسف الشهابي وعمره أيضا 3 سنوات.

السيد علاء كاظم وزوجته عائشة وهو من أهالي مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة لاستلام ابنته مرام وعمرها سنة وأربعة أشهر.

السيد محمد الحاجي (زوجته هديل الحلبوني من المفقودين ) لاستلام ابنه محمود الحاجي وعمره سنتان ونصف.

السيد حاتم شعبان (زوجته فريدة كفرنطوني من المفقودين) سيسافر مع ابنه الموجود معه بالمخيم لاستلام ابنه الثاني الموجود في صقلية واسمه عبد الكريم شعبان وعمره 6 سنوات.

وقد تابعنا عن قرب عملية تسفير الأهالي إلى كاتانيا عبر مطار مالطة حيث كان وزير الداخلية والأمن المالطي الدكتور إيمانويل ماليا وعدد من المسؤولين ووسائل الإعلام في وداع الأهالي في المطار.

ـ تشير المعلومات التي حصلنا عليها من وزارة الداخلية والأمن الوطني المالطي إلى تأكيد أن حادثة غرق المركب بتاريخ 11.10 ناتج عن إصابة المركب بعيارات نارية وأن المركب غرق على بعد 60 ميلاً بحرياً من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

ـ تشير المعلومات من وزارة الداخلية والأمن الوطني المالطي إلى قيام القوات المسلحة المالطية بتسجيل وتوثيق عمليات الإنقاذ بشكل مصور.

الخلاصة

ـ نعتقد أن من قام بالاعتداء على المركب الذي يقل اللاجئين هم عصابة أخرى على خلاف مع العصابة التي تقوم بتهريب اللاجئين.

ـ إن  من قام بعملية نقل اللاجئين السوريين والفلسطينيين وتعريض حياتهم لأقصى أنواع الخطر شبكة منظمة من مافيا ليبية تهدف الإتجار بحياة البشر بهدف الكسب المالي غير المشروع والذي يخالف كل القوانين والأعراف الدولية ولابد من توقيفهم وتقديمهم لمحاكمات عادلة بجرائم القتل الجماعي العمد عن سابق إصرار بهدف السرقة والاعتداء على اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في البقاء على الأراضي الليبية

ـ إن السلطات الليبية مطالبة بإرسال بعثة تحقيق إلى مالطة وإيطاليا لسماع شكاوى اللاجئين السوريين عن كل المضايقات والإساءات التي تعرضوا لها من مواطنين ليبيين كانت الدافع الأساسي لمغادرتهم الأراضي الليبية واختيار ركوب البحر وتحمل كل المخاطر.

ـ إن تعرض اللاجئين السوريين  والفلسطينيين لإطلاق أعيرة نارية على مركب  في المياه الإقليمية الليبية كانوا يستقلونه بهدف الهجرة رغم أنهم يقومون بالهجرة غير الشرعية إلى أوربا يفرض على السلطات الليبية مسؤوليات قانونية وأخلاقية وإنسانية بفتح تحقيق رسمي وشفاف وبإطلاع كامل من المنظمات الدولية و المعنية بحقوق الإنسان وكشف كامل ملابسات الحادث ومحاسبةالمجرمين وتقديم التعويضات اللازمة للضحايا وأسرهم وعلى السلطات الليبية تحمل الأعباءوالمسؤوليات المالية اللازمة عن كل ما

ـ نتفهم الإجراءات القانونية التي تقوم بها السلطات الإيطالية في القيام بعمليات تحليل لتحديد هوية أسر الأطفال الموجودين على الأراضي الإيطالية للم شملهم لكن ذلك لا يبرئ خفر السواحل الإيطالية من مسؤولية اقتلاع أطفال ورضع من ذويهم في عرض البحرولا يبرئ السلطات الإيطالية من الصدمات و الآلام النفسية العميقة التي تسببوا بها للأطفال وأسرهم نتيجة تشتيت شملهم بين دولتين وضياع أي أثر العديد منهم مما خلق العديد من العوائق التي تحول دون كشف هوية الناجين والمفقودين.

ـ إن حالة اللامبالاة والتساهل  في استخراج المركب الغارق في المياه الإيطالية بالمتوسط ومرور أكثر من أربع و عشرين يوماً على الحادث وعدم وجود أي معلومات تشير إلى إرادة السلطات الإيطالية استخراجهم  من المتوسط سيزيد من العوائق في قضية التعرف على الجثث العالقة الغارقة في المركب بعد انتشالها.

ـ تم أخذ العلم بوصول مركب آخر بتاريخ 11.10 قادماً من ليبيا وعلى متنه لاجئين سوريين وفلسطينيين وعددهم قرابة 300 مهاجر غير شرعي بينهم عدد من الأطفال والنساء وصلوا جميعاً  بصحة جيدة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في نفس اليوم الذي حصلت فيه حادثة المركب المنكوبموضوع التحقيق.

ـ خلال وجودنا في مالطة أفادتنا وزارة الداخلية والأمن الوطني المالطي إلى إنقاذ مركب جديد بتاريخ 29.10 قادم من ليبيا أيضاً يحمل على متنه 41 مهاجراً غير شرعي من سوريين وفلسطينيين بينهم طفلان رضيعان و8 أطفال و11 سيدة  قامت بإنقاذهم مركب دورية تابعة للقوات المسلحة المالطية وأن الجميع بصحة جيدة  تم اقتيادهم إلى مركز توقيف احتياطي  بشكل مؤقت ريثما تتم عمليات التحقيق معهم وقد  تم الإفراج عن قسم منهم حتى الآن وإيوائهم في مخيم هالفار للاجئين  وسيتم الإفراج عن باقي المهاجرين الفلسطينيين والسوريين خلال أيام وإلحاقهم بالمخيم المذكور .

ـ يتقاضى كل لاجئ مبلغ شهري بحدود 130 يورو وبحدود 50 يورو للطفل تقدمها الحكومة المالطية كمساعدات مالية لكن المخيم يقتطع منها 1 يورو كرسم رمزي للغرفة و7 يورو رسم استخدام المطبخ المشترك ومبالغ أخرى إضافية للماء واستخدام الحمامات المشتركة أيضاً.

ـ عدد اللاجئين الحالي والإجمالي من سوريين وفلسطينيين في مخيم هالفار الناجين من المركب 111 الذي غرق بتاريخ 11.10 لاجئ وتم إضافة عدد من اللاجئين مع أطفالهم من الذين وصولوا الأسبوع الماضي ليصبح العدد الإحمالي لكل اللاجئين السوريين والفلسطينيين 152 حتى ساعة إعداد التقرير.

التوصيات:

ـ لابد من توفير الإمكانية اللازمة بشكل عاجل لتأمين الغذاء اللازم ثلاث وجبات لكل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وأبنائهم وتوفير حليب الأطفال والفوط  للرضع وبعض الحاجيات النسائية.

ـ لابد من توفير الأغطية والملابس الشتوية للأطفال وأسرهم وكل اللاجئين لأنهم فقدوا كل أمتعتهم في البحر.

ـ لابد من توفير بعض الألعاب للهو الأطفال وتأمين غرفة في المخيم تقيهم البرد والأمطار لغرض اللهو ومشاهدة برامج الأطفال للتخفيف من الصدمة و معاناتهم.

ـ بعض اللاجئين بحاجة لرعااية صحية وهناك من بحاجة لجهاز للسمع (تم توثيق حالة اللاجئ السوري سمير حجازي وحاجته لجهاز للسمع حتى يتمكن من التواصل مع محيطه).

ـ لا بد من وضع حد لمنع المضايقات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون والفلسطينيون على الأراضي الليبيبة وإلزام السلطات الليبية باحترام التزاماتها القانونية و تطبيق الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين واحترام التزاماتها الأخلاقية والإنسانية لمنع تدفق اللاجئين بطرق غير شرعية إلى أوربا مما قد يعرض حياتهم وحياة أطفالهم وأسرهم لأشد أنواع الخطر.

ـ لابد من قيام السلطات الليبية  بإلقاء القبض ومتابعة شبكات الإجرام التي تتاجر بالمهاجرين غير الشرعيين وعلى السلطات الليبية تأمين مياهها الإقليمية من العصابات والميليشيات ولمنع حركة تهريب المهاجرين.

ـ لابد من قيام السلطات الليبية بفتح تحقيق رسمي بالحادث وتحديد الجناة وتقديمهم للمحاكمة وتعويض الضحايا وأسرهم.

ـ لابد من تحليل ودراسة التسجيلات المصورة لدى السلطات الإيطالية والمالطية لتحديد ومقارنة الناجين والمفقودين وتحديد أعداد من تم انتشالهم أو انقاذهم لأن العدد التقديري للمفقودين حتى الآن يتجاوز 200 مفقود بينهم أطفال ونساء.

ـ لا بد من فتح تحقيق رسمي من قبل منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان لإلزام السلطات الإيطالية التزام الشفافية والالتزام بمعايير وشرعة حقوق الإنسان وتقديم كامل التوضيحات والتفاصيل المتعلقة وكامل التسجيلات المصورة عن عملية الإنقاذ والكشف عن كل المعلومات وهوية كامل الضحايا التي فارقت الحياة أو الموجودة في المشافي أو المخيمات أو مراكز التوقيف لديها.

ـ لابد من العمل على استخراج كل الجثث العالقة في المتوسط في  قعر المتوسط قبالة الشواطئ الإيطالية.

أخيراً إن الدافع الأساسي لهجرة السوريين والفلسطينيين هي الحرب والأوضاع الأمنية السيئة في سورية وهي هجرة مؤقتة وإن إنهاء الأزمة في سورية كفيل بإنهاء أزمة الهجرة غير الشرعية من سوريين وفلسطينيين نحو أوربا وأي تباطؤ بوضع حل لنهاية الصراع في سورية يدفعنا أن نتوقع تدفق عشرات الآلاف من السوريين نحو الهجرة غير الشرعية.

ملاحظة:

ستصدر صباح يوم الغد لوائح أسماء المفقودين والناجين مع مجموعة كبيرة من الصور عن المفقودين

لمزيد من المعلومات والاستفسار ونرفق أدناه بعض التسجيلات المصورة للاجئين وقصصهم.