حول التطورات الأخيرة عند حدود قطاع غزة المحاصر
مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي: 1-11-2013
حول التطورات الأخيرة عند حدود قطاع غزة المحاصر
في قراءة للتصعيد الذي شهدته الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة وما أسفرت عنه من تطورات رصد مركز القدس المعلومات المتوفرة التي تعطي الرواية كاملة . نفق فلسطيني تحفره غزة على طول 2.5 كيلو متر ، يتجاوز مناطق حدودية قاحلة ويعبر إلى حدود -ما تسميه إسرائيل- حدودها ، بطول يتجاوز 300 متر مزود بفتحات متباعدة ، وشبكات من الاتصال والكهرباء . أعلنت إسرائيل -بعد عام ونصف من عمل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس- عن اكتشافه قبل أسبوعين ، واستجلبت لذلك كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية لتصويره .
مراسل القناة العاشرة وصف ما شاهده "بالمهول". بل وصفته القناة الثانية بالقاعده العسكرية تحت الأرضية التي تديرها حماس لتفجير الأوضاع في أية لحظة. وزير الدفاع الإسرائيلي لم يفوِّت المشهد بل حرص من خلال زيارتين التأكيد ومن داخل النفق: " أن حرب إسرائيل لن تتوقف ، على حماس وجناحها العسكري " . في حين قال قائد عسكري كبير في قيادة المنطقة الجنوبية للصحفيين: " لقد أسدلنا الستار عن نفق كانت تنوي حماس اقتياد مجموعة من الجنود الإسرائيليين إلى قطاع غزة من خلاله ، اليوم تعرضت مخخطات حماس لضربة موجعه" .
لم تكن الأوضاع كذلك وفق رواية الجيش صباح اليوم والتي قالت فيه عبر مصدر لوسائل إعلامية ومنها هآرتس: " إن حماس خرقت تفاهمات الهدنة ، وتسببت بجرح 5 من جنودنا ، لذلك ستكون المسؤولة عليها مباشرة عن الحادثة ".
وفي متابعة المركز لرؤية وسائل الإعلام السرائيلية حول المسؤولية عن خرق الهدنة فقد تعددت الروايات في الإعلام الإسرائيلي لكن ما أجمعت عليه أغلبها: " أن مجموعة تابعة لكتائب القسام ، نجحت في العودة إلى مكان حفر النفق، وزرعت عبوة كبيرة فيه . وأضافت وصلت ليلة أمس وحدة من الهندسة في الجيش الإسرائيلي بصحبة وحدة مختارة من كتيبة جولاني ، وقامت بتجهيز تفجير النفق ، وما بدأ التفجير حتى فعلت عبوة غزة فأسقطت خمسة جنود بجراح تباينت بين المتوسطة والخطيرة ، وأعقب نار الأرض بحسب معاريف نار أخرى من حدود قطاع غزة وقذائف هاون أطلقت على المكان من السماء .
أما عن رصد المركز لردة فعل الجيش والتصريحات الرسمية الصادرة منه حتى اللحظة فإن الجيش الإسرائيلي لم يرد بعد على وسائل الإعلام الإسرائيلي التي بدأت تثير الأسئلة حول الحادث ومنها إذاعة إسرائيل وصحيفة هآرتس، معاريف ، القناة الثانية ، كيف وُضِعت العبوة الناسفة ؟ أين وضعت ؟ ، هل دخلت حماس النفق مرة أخرى ؟ تساؤلات ظلت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية غائبة عن روايتها حتى الآن .
إن مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي يرى ومن خلال متابعته لوسائل الإعلام الإسرائيليلة التي أجمعت كما يبدو على أن الجيش الإسرائيلي وقع في كمين محكم ونار قاسية ، و من الحتمي أن يكون الرد عليها عبر عمليات قصف لمجموعات مقاتلة من حماس ، كما حدث الليلة الماضية من استهداف أربعة مقاومين في منطقة خان يونس .
أما عن مستقبل الأوضاع القادمة فقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنها موقع والاه بأن كافة الأطراف لا تسعى في هذه المرحلة إلى توسيع دائرة النار وتحويلها إلى حرب مفتوحة .
من جانبه قال علاء الريماوي مدير مركز القدس لدراسات ا لشأن الإسرائيلي " إن هذا التقرير للمركز يأتي للكشف عن حجم الأرباك والحرج الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي ، خاصة بعد الفشل العملياتي الواضح الذي أوقعته المقاومة الفلسطينية في غزة .
وأضاف الريماوي " إن الجيش الإسرائيلي وحتى ظهر اليوم لا زال مرتبكا في إخراج رواية عن حادثة الليلة الماضية بسبب أن العبوة الناسفة وبحسب رواية الجيش وضعت وراء الجدار الأمني ، لكن ما غاب عن تفاصيلها وهو مكان العبوة داخل النفق أم خارجه .
وأشار الريماوي على أن الجيش الإسرائيلي يبحث في هذه المرحلة للرد على ذلك من خلال رد إعتباره بتصعيد محدود ، على شكل سلسلة إغتيالات لقيادات وسيطة في الأجنحة العسكرية الفلسطينية.