من أقوال النائب خالد العطية: للفوز بالمقدمة حافظ على المؤخرة!

من أقوال النائب خالد العطية:

للفوز بالمقدمة حافظ على المؤخرة!

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

لم تكن مؤخرة الشيخ النائب خالد العطية) رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية( من ضمن  إهتماماتي الذاتية لو لم تصبح قضية رأي عام، وتجردت من طابعها الشخصي لتكون تظاهرة واقعيه وقضية جوهريه. من المعروف عندما يتبارز السفهاء بألسنتهم الحادة، فغالبا ما تومض الحقيقة من إصطدامها. وهذا ما حصل في ملاسنة أعضاء مجلس النواب وإفتضاح أمرهم من خلال المصاريف الجنونية على تطبيب ألسنتهم ومؤخراتهم وأسنانهم وما خفي كان أعظم.

في مدينة الديوانية التي كان لها السبق الأول في إنتخاب النائب خالد العطية لدورتين متتاليتين في الإنتخابات التشريعية، وفوز حزبة خلال إنتخابات مجالس البلدية الأخيرة، الهبت مؤخرة الشيخ بسياطها الدموية غيرة وحماس أهل المظلومية، فخرجوا في تظاهرة هي الأغرب في التأريخ! لم يحصل قبلها (تظاهرة على مؤخرة) في التأريخ الإنساني القريب والبعيد. لذا يمكن أن تضاف التظاهرة كإعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا السبع في العالم، والثانية في العراق بعد الجنائن المعلقة، وربما يطلق عليها(الجنائن المؤخرة).

الحقيقة إن أهل الجنوب يتحفونا بين آونة وأخرى بتظاهرة أحادية الطلب، كحلقات مسلسل تركي طويل وممل، مرة تظاهرة على الماء، وأخرى على الوقود، وتليها على الكهرباء وأخرى على رواتب النواب وأخيرا على مؤخرة الشيخ النائب. إنهم يؤمنون بالتظاهرات على طريقة التقسيط المريح وليس مثل المحافظات السنية المنتفضة بطريقة الدفع السريع والكلي، ولو جمعنا مطالب التظاهرات السابقة واللاحقة في الجنوب، فإن ستصب حتما في نفس رافد مطالب أهل السنة.

التظاهرة في الديوانية رفعت شعار" نفطات الشعب فدوه لبواسيره" اي فداء له، ويمكن متابعتها على الرابط المدون في أدناه، وهذا الربط ما بين النفظ من جهة ومؤخرة الشيخ النائب من جهة أخرى دليل على عبقرية فذة، جادت بها عليهم أما قرائحهم الفذة، أو ربما أستعاروها من المغنية والراقصة العالمية جنفر لوپيز وافرة الظلال الخلفية. فقد أمنت على مؤخرتها عام 2004 بمليون دولار، ولكن سعر التأمين إرتفع إلى خمسة مليون عام 2010 بسبب إرتفاع أسعار النفط. وهذا ما يجب على النائب ملاحظته فيما لو عمل تأمينا على مؤخرته في سوق الاسهم والمؤخرات الدولية! مع الأخذ بنظر الإعتبار إن مؤخرة السيد من الطراز القديم وغير مواكبة لتقنيات ومقاييس العصر الحديث، على العكس من جنفر لوپيز التي فازت بلقب أجمل مؤخرة في العالم خلال مسابقة شاركت فيها نجمات هوليوود، فهي صاحبة موديل حديث وبمواصفات دولية معروفة.

ربما يعترض البعض على المقارنة بين مؤخرة الشيخ العطية ومؤخرة السيدة جنيفر لوبيز، ليس من ناحية المواصفات التي تجعل السيد في واد والسيدة في واد آخر. وإنما من حيث الشهرة والشعبية على إعتبار المؤخرتين أصبحتا قضية رأي عام. فالسيدة فازت على منافستيها من خلال إستفتاء دولي وحصلت على نسبة 48.02 % من الأصوات، تلتها كارداشيان التي حصلت على نسبة أصوات 45.85 % ونيكي ميناج التي حازت على نسبة 6.12% فقط من نسبة أصوات. في حين لم تعرض مؤخرة الشيخ العطية للإستفتاء ولو على مجلس النواب من الرجال فقط على إعتبار إن المنافسة مع وجود صناعات نسوية محلية عالية الجودة في البرلمان، تضع الشيخ في حرج كبير، سيما إن الجلوس الطويل على الكراسي وعدم الحركة، او الخروج من الزريبة الخضراء، قد وسع من القواعد الخلفية!

يلاحظ إن عملية التأمين على الأعضاء الجسدية تعد واحدة من ظواهر البلدان الأوربية الكافرة بنظر الشيخ العطية وكتلته الإسلامية جدا. فسيقان المطربة الأمريكية ماريا كاري هي الأعلى في العالم، وتليها تكلفة سيقان أربع نجمات معا من هوليود بمبلغ(5.4) مليون دولار، وبلغت قيمة بوليصة تأمين سيقان عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم(2.2) مليون دولار لوجود ندبة على أحد سيقانها. وتأمين ملكة موسيقى الكنتري الأمريكية دوللي بارتون على الثدي بمبلغ 60 ألف دولار. وأمنت المذيعة الأمريكية الشهيرة ماري هارت على ساقيها الرشيقتين بمليون دولار. أي جميعهن صرفن أقل مما صرفه الشيخ المعمم على مؤخرته المحلية وليست العالمية. وهذا فخر ما بعده فخر لشخصية عراقية معممة ترأس كتلة في البرلمان.

الرجال من أقران الشيخ العطية دخلوا في هذا المضمار أيضا أسوة بالنساء، بل سبقوه في التأمين على أعضاء من أجسامهم، فقد أمَّن ديفيد لي روث المطرب والشاعر والملحن الأمريكي الذي يُعتبر من أشهر مطربي الروك في الولايات المتحدة على حيواناته المنوية بمبلغ مليون دولار في فترة الثمانينيات. والمطرب الأيرلندي الأصل توم جونز أمن على شعر صدره 7 ملايين دولار. والمطرب وكاتب الأغنيات الإنجليزي رود ستيوارت أمن على صوته بــ 6 ملايين دولار. ومطرب موسيقى الروك جين سيمونز أمَّن على لسانه بمليون دولار. هنا التأمينات تدل على علامات الرجولة، لكن لم نسمع عن تأمين مؤخرة إلا من قبل شخص بريطاني سبق الشيخ زمنا، لكن الشيخ سبقه ثمنا، فتعادلت المؤخرتان البريطانية والعراقية في النهاية، وهذا نصر يضاف إلى نصر الديمقراطية والفدرالية والتحررية في العراق الجديد.

منافس الشيخ لا نسب له يشرف، ولا هو من أصول عشائرية معروفة، ولا رئيس كتلة برلمانية ونائب في مجلس العموم البريطاني كالسيد خالد العطية، إنه (غراهم باترفليلد) تاجر غني ومن عائلة ثرية جدا، أمن على مؤخرته بمليون جنيه استرليني فقط أي حوالي ثلث المبلغ الذي صرفه الشيخ العطية على صيانة مؤخرته. ومؤخرة باترفيلد ليست كمؤخرة الشيخ العطية في مخرجاتها المادية والغازية والصوتية، فهي ذات حساسية فريدة من نوعها، وتستخدم للكشف العلمي ولأغراض تجارية بحته. فقد ذكر صاحبها لصحيفة (ديلي ميرور)" ربما يبدو الأمر سخيفاً، لكن مؤخرتي لا تشبه أية مؤخرة أخرى، وتتمتع بحساسية شديدة، فهي قادرة على تمييز المواد المستخدمة في الأسرة وتحديد جودتها، وإن القوى الخارقة التي تتمتع بها طبيعية جداً، ولا تجعلني بحاجة الي نظام رعاية خاص". في حين تحتاج مؤخرة الشيخ العطية إلى عناية خاصة، بالرغم من كونها بلا إحساس وخالية من الحساسية.

ولأن مؤخرة الشيخ اصبحت الأغلى في العالم طالما إن تصليح بسيط في المقعد الخلفي كلف(59) مليون دينار! فإننا كعراقيين نناشده بأن يجلس على وجهه بدلا من مؤخرته خشية إذائها وتحميل الشعب المزيد من المصاريف. وأحد مطالب الجماهير المنتفضة في محافظة الشيخ العناية بها ( أي المحروسة) عناية خاصة، والتأمين عليها فورا أو تأميمها. وربما يستحسن كتابة شعار على السروال الداخلي للشيخ قدس الله سره  مثلا" إحذر التقرب لمسافة قريبة وإلا ستكون هدفا للرمي القاتل". أو وضع حراسة دائمة ومشددة عليها، ويفضل الحماية من شركات وطنية لغرض الستر وضمان عدم الملامسة. ومن مطالب المتظاهرين مقترح لإجراء عملية جراحية لإستخدام صرة الشيخ بدلا عن المؤخرة في مناسبات القبض والإسهال خشية الإضرار غير المتعمد بمحيطها اللدن. والسبب في هذا الحرص المبالغ فيه، ذلك لأنها أصبحت ملكا عاما، طالما إن الصرف علي إدامتها كان من أموال الشعب وليس من أموال الشيخ الخاصة.

ومن المعروف إن ثروات الشعوب أمانه في مؤخرات النواب. سيما إن هناك 6 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر، وتعاني مؤخراتهم قلة المخرجات بسبب قلة المدخلات، وشفط النفطات من النواب والنائبات.

ونقترح بدورنا أن يغير السيد العطية إسم (المؤخرة) إلى (المقدمة) لأن التأخير واحد من صفات الأمة العربية المقززة والتي نوصف بها دوما من قبل الكفرة في الغرب. ولأن مؤخرته أمست من الطلائع الامامية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، فهي مرشحة للدخول في سجلات(غينز للأرقام القياسية)، عقبال مؤخرة  النجيفي...يا ربٌ.

ونود أن نبين للشيخ العطية في حال دخول المسابقة الدولية(غينز) أو التأمين عليها في الشركات العالمية المعروفة، فإن التعليمات تنص على خضوعها للمقاييس الدولية والكشف عن جودتها وحجمها وقطرها، وتأثرها وتأثيرها بالعوامل المناخية والفسيولوجية، ومقدار عطائها وعمرها التقريبي وإندثارها. وهذه الأمور يجب أن يضعها الشيخ أمام إنظاره كي لا يفاجأ بها، سيما إن العرض النهائي سيبث على الهواء مباشرة لملايين المشاهدين.

ونحاجج من يسخر ويستهزأ من حجم المبلغ المصروف(59) مليون دينار على مؤخرة الشيخ الوقور، مدعيا إنه مبلغ كبير وغير معقول وهو يكفي ويزيد لعلاح بواسير ديناصور أوفيل وليس بشر! أو يتهكم بالقول: إن كانت قيمة صيانة المؤخرة هكذا، فكم يكلف الجسد كله او على الأقل المقدمة؟ أو يدعي بأن مؤخرة الشيخ العطية لا تختلف بأي حال من الأحوال عن وظيفة أي مؤخرة أخرى في هذا العالم، من حيث الوظيفه البيولوجية! أو إن المبلغ يعادل ثلث المبالغ التي تسلمتها الأمم المتحدة لمكافحة المجاعة في دول الساحل الأفريقي، وأكثر من المبلغ المخصص لمواجهة المجاعة في موريتانيا!

نقول لهذا الوغد الطاعن في مؤخرة الشيخ: خسأت يا عديم المفهومية! قُطع لسانك، وشُلت يداك، وكُسحت ساقاك! ورمدت عيناك. إلا تعلم إيها الجاهل البليد.

أولا: أللهم بلا حسدّ! ولا يجوز أن يحسد المسلم أخاه المسلم! وعيون الحسود فيها عود، إن مؤخرة الشيخ مستهلكة جدا وهي في أيامها الأخيرة.

ثانيا:  إن الشيخ العطية عضو منتخب في مجلس النواب، أي هو ممثل الشعب، وهذا يعني بالنتيجة إن مؤخرته تمثل مؤخرة الشعب الذي إنتخبه!

ثالثا: هل يستوجب التذكير بأنها مؤخرة شيخ معمم من أتباع آل البيت؟ وليست مؤخرة واحد من الصعاليك. أليس ضمان سلامة مؤخرات السادة واجب على أتباع السادة؟

رابعا: إن مثل هذه الطروحات الملغمة لا يتحدث بها إلا اعداء العراق من الظلاميين والتكفيريين والمناهضين للعملية السياسية الناجحة في العراق التي من أبرز قادتها النائب المعمم خالد العطية.

خامسا: كيف تتصور إن نمضي إلى الإمام، ونحتل من الركب الحضاري المقدمة، إذا كانت المؤخرة معطوبة؟

الفكرة الرئيسة في المقال، إنه ولو تعامل البرلمان العراقي مع الشعب كما تعامل مع مؤخرة الشيخ العطية لكان العراق بخير. أو كما تعامل مع النائبات العلويات (معالجات خاصة 25 مليون).أو على الاقل كالتعامل مع  أسنان النائب احمد العلواني(تبيض أسنان بـ 9 مليون دينار).

وأخير وليس آخرا وصلنا الخبر السار التالي من قبل الدكتورة الالمانية(كيرن وذرباي) والمنشورة في المجلة الطبية العالمية(نيو انجلند جورنال اوف ميديسن) وقد جاء فيه" نؤكد بأن الاستمرار في ممارسة النظر إلى المؤخرة الجميلة من شأنه أن يطيل من عمر الرجل بمعدل أربع إلى خمس سنوات، والنظرة تعادل ثلاثون دقيقة من التمارين الهوائية الشاقة. والنظرة لعدة دقائق يوميا تحد من خطر الإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية إلى النصف تقريبا".

حسنا! طالما فشل مجلس النواب في تقديم شيء مادي ملموس لشعبهم، اليس من الأولى بهم إن يساهموا بتقليل مخاطر الشعب الذي إنتخبهم من الإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية إلى النصف تقريبا؟ إنها مسألة فيها نظر! عسى أن يناقشها المجلس! رابط التظاهرة في الديوانية.

http://youtu.be/rR_JuLhdh4s