حول أحداث مصر
بيان الرابطة
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد،،
فإن ما شهدته مصر الحبيبة أرض الكنانة يوم أمس الأربعاء السابع من شهر شوال لسنة 1434هـ؛ من قتل وحرق بشع للمدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال؛ الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم طالبوا بحقهم في الحرية والعدل والالتزام بالشرعية التي نصت عليها القوانين الدولية والأعراف السياسية، مع إقرارها من الناحية الشرعية.
إن هذا السفك للدماء والاعتداء على الأبرياء؛ لهو جريمة متكاملة الأركان، وانتهاك صارخ للحرمات التي صانها الإسلام يوم أعلن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً في الحج يوم عرفة: ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وفي بلدكم هذا).
وإن رابطة علماء أهل السنة لتحذر المتحكمين بالسلطة في مصر من الجيش والأمن والحكومة وجندهم وأعوانهم من مغبة ذلك، ومن عاجل عقوبة الله لكل من يخوض في الدماء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) البخاري، وتنتظره العقوبة الكبرى في الآخرة كما قال الله تعالى : {ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) النساء:93.
وإن التاريخ يشهد بزوال الظالمين والقتلة والسفاحين وبقاء الشعوب، فمهما تجبر الظالم وظن أن له القوة، فهو إلى زوال، وليس فرعون منكم ببعيد.
وإننا لندعو كل من لديه بقية إيمان أو خير؛ أن يأخذ على يد الظالم، ونحذر كل من يرضى ويشارك في هذه الجريمة من المسؤولين والجند الذين هم أدوات الظالم؛ نحذرهم من الانصياع للأوامر بالقتل والحرق والسجن والأذى، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مهما كان هذا الآمر.
كما ندعو الدول الإسلامية والدول التي تحترم الإنسانية إلى رفض هذا الظلم ومحاصرة الطغمة المتسلطة على الأمور، وقطع العلاقات معهم حتى يعودوا عن غيهم ويكفوا شرهم، ويردوا الحقوق إلى أهلها.
كما تحذر الرابطة من المساس بأمينها العام الدكتور صفوت حجازي أو بأي من أعضائها من السادة العلماء الكرام في مصر، أو باقي المشايخ والعلماء، أو بعامة الناس، فإن حرمة المسلم عند الله أعظم من الدنيا بأسرها.
وإذا لم تستجب السلطة الحاكمة وبالأخص الجيش والأمن والشرطة، فإن رابطة علماء أهل السنة ستعقد اجتماعاً طارئاً لبحث حكم هذه الفئة وحكم الخروج عليها، وإعلان الجهاد ضدها لشدة فسادها وظلمها وإفسادها في الأرض، ولأن أكبر المستفيدين من هذه الجرائم والأفعال، إنما هم اليهود الصهاينة وأولياؤهم.
ولذا فإن هذه فرصة لمن لديهم بقية خير وإنسانية في قلوبهم للكف والرجوع عن ظلمهم، ووقف كافة الممارسات الظالمة في حق مصر المسلمة والشعب المصري الأبي المسالم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
المكتب التنفيذي
رابطة علماء أهل السنة