توضيح.. وموقع الحلول السياسية من الواقع ..

توضيح.. وموقع الحلول السياسية من الواقع ..

عقاب يحيى

يكتب الصديق محمد زكا نيو مقالاً على صفحتي بعنوان : هذه هي الحقيقة.. يشرح وجهة نظره الداعية للحوار سبيلاً وحيداً.. حيث لا طريق آخر..

ـ هذا الرأي يجري تداوله، وبأشكال مختلفة، منذ أشهر الثورة الأولى..

ـ أصلا الثورة بدأت مشروعا لانتزاع الحريات عبر الوسائل السلمية، ولم تعطرح في مستهلها إسقاط النظام.. بل كانت مطالبها اجتماعية وسياسية .. فوجهت بالاغتيال والقنص والاعتقال والتشويه.. والدمار..

ـ حاول كثير التقدّم بمشاريع للطغمة .. حرصاً على البلد وما يقوده نهج القمع، والكل الأمني من مخاطر في جميع المجالات.. فرفست كل الاقتراحات والحلول.. غلا استفشارها وعنجهيتها، ورهانها على القتل سبيلاً لوأد حقوق الشعب.. بل والمضي عميقاً في التطويف واستخدام منتهى العنف ..

ـ راهن الكثير على الحلول السياسية.. ودخلت" هيئة التنسيق" اطواراً متعددة تقدمت عبرها بمزيد الأفكار ، وخرائط الطريق.. وتعمقت في ذلك رغم أنها كانت ضد التيار العارم للشعب من جهة، ولقرار الطغمة من جهة أخرى..

ـ المقاومة المسلحة جاءت تحصيل حاصل اضطراري دفاعا عن الحياة والشرف والكرامة والممتلكات.. وتطورت كما نعرف، والنظام المجرم يشجع ذلك ويدفع بكل السبل كي تتحول الثورة إلى مسلحة خالصة، ويطلق آلاف المجرمين والسجناء ويجند كثيرهم، بما فيهم خلايا للقاعدة والمتشددين.. ليصفها بالإرهاب والتطرف، ثم يسهل عليه تطويقها، وإنهائها..

ـ المعارضة السورية التي اجتمعت العام الماضي ـ اوائل هذا الشهر ـ في القاهرة، وقد حضر معظمها، توافقت على وثيقتين : وثيقة العهد، والمرحلة الانتقالية، ونصّت صراحة على خيار القبول بالمبادرات السياسية سبيلاً.. لكنها  ضمنتها بعض حق الشعب السوري.. في اشتراط تنحي رأس النظام وكبار رموزه للبدء بالمرحلة الانتقالية.. ورفضت الطغمة ذلك..

ـ قصة جنيف واطوارها..قابلتها المعارضة بقبول مبدئي.. وواجها النظام القاتل بمزيد القصف وعمليات الإبادة، والترويع، والهجوم..بينما يبدو جنيف في حقيقته جزءاً من قرار دولي بإبقاء النزيف السوري مستمراً .. حتى التعفن، والتمزق، والتلاشي للوطن، ووحدته الجغرافية والسياسية، والكيانية.. والطغمة ترفض جوهر الحلول السياسية..

ـ في الحب يا صديقي لا يكون من طرف واحد.. وفي الحلول السياسية تحتاج طرفاً آخر مؤمناً بوطن وشعب ومستقبل.. وليس قاتلاً مستعداً إلى تحويل البلد لركام والتفاخر بما يفعل، واستقدام الغزاة الطائفيين لتأجيج الصراع المذهبي..

ـ في الحلول السياسية أيضا.. التي يرتضيها الثوار، والمخلصين للبلد ومستقبله .. تحتاج إلى ميزان قوى متوازن بحده الأدنى.. وإلا لن تحصل شيئاً سوى الصور المناسباتية.. وضجيج الوعود..

وكي يتعدّل ميزان القوى، وترغم الطغمة على القبول بالحد الأدنى من مطالب الشعب .. تحتاج إلى تدعيم الوضع العسكري، ومجمل العوامل المساهمة في تقوية موقف قادر على تحصيل شيء.. وإلا فإن مفاوضات ورقية.. وعلى اسس رملية لن تنتج سوى مضيعة الوقت.. والاستخدام..

ـ التجارب علمتنا أن طغمة من تركيبة نعرفها جيداً لا يمكن ان تتنازل للشعب وترحل إلا مرغمة.. وكي يرغمها شعبنا يدفع هذه الضريبة الغالية، بينما قوى كثيرة تتجلبب بدعم الثورة تشارك في المطحنة، وترمي لها يومياً بدمائنا، وقضايانا..