الخاسرون والرابحون في انقلاب الجنرال السيسي

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

دعوني أختار المدخل التالي لهذه المقاله.

قبل ان تنشب حرب الخليج الثانيه بقيادة بوش الأول كانت التوقعات المنطقيه والمتوافقه مع آلف - باء  الإقتصاد تشير إلى إرتفاع  سعر برميل البترول بشكل جنوني وإنخفاض مؤشر سوق الأسهم , إلا ان هذا لم يحدث بل على العكس تماماً فقد إنخفض سعر البرميل لرقم متدني وحافظت الأسهم على أسعارها, فكيف يحصل ذلك ؟ علماً لو أن كلبة الرئيس الأمريكي أُصيبت بوعكه صحيه لأنخفض مؤشر داو جونز بنسبة تتوافق مع إرتفاع حرارة المحروسه.!فما هو السر ياترى ؟

وحدث امر شبيه جداً في سوق البورصه المصريه قبل حدوث الإنقلاب العسكري الأخير بقيادة الجنرال السيسي إذ إرتفعت مؤشرات الأداء في سوق المال المصري بشكل ملحوظ وغير مسبوق.. فكيف حصل ذلك أيضاً؟..

هذه الأمثله والحاله المعاكسه لها هي اكثر من أن تعد وتحصى وتعتبر من الناحيه العلميه أموراَ شاذه إلّا ...( وأكرر إلاّ ) إذا تدخلت قوى خفيه وعن قصد للتأسيس لهذا الخلل الفاضح لحصد المكاسب اللاحقه. ومن أمثلة الحاله المعاكسه لها انه لم  يحدث مؤخراَ في ميدان التقسيم التركي عِشر معشار ما حدث في مصر من فوضى خلاقه ,ورغم  ذلك تراجعت قيمة الليره التركيه كثياراً ترافق مع إضطراب في عملية سحب الأموال من البنوك....وأيضاً نتساءل ماهو السر ياترى؟

السر واضح ومكشوف فهذه الأمثله بحد ذاتها تجيب عن نفسها. ومن ذلك نستطيع ان نفهم كيف يُخطط  لنا غربياً وإسرائيلياً للتحكم بنا وإبقائنا تحت سيطرة هذه الدول بالتلاعب بمشاعرنا وكيف يُرسلون لشعوبنا رسائل إما تفاؤليه كما حدث في إحتلال العراق والإنقلاب المصري الأخير حتى نتقبل الوضع برحابة الصدر ونرسم صوره ورديه  لأنفسنا بأن القادم افضل..او يرسلون رسائل تشاؤميه كما حصل في الحاله التركيه بأن القادم أسوأ إذا بقي أردوغان بالحكم.

اعود إلى عنوان مقالتي لأقول ان ما تم التخطيط له بالإنقلاب العسكري المصري كان مدروساً بدقه بالخارج إقتصادياً وسياسياَ وعسكرياً ونفسياً .وأركز على نفسياً بعملية غسل دماغ رهيبه تؤدي الى قناعه شعبيه مؤداها : سيبك من الديموقراطيه ووجعة الدماغ دي وإلحأ عيشك..وإذا اضفنا إلى ذلك رشرشة الأموال من الخارج كانت ممنوعه في عهد الدكتور مرسي للزياده في إحراجه أمام شعبه.كل ذلك سيكون بمثابة حبة الأسبرين التي ستقلل من وجع رأس المواطن الغلبان ..فبذلك يكون الإنقلاب قد أدى مفعوله .ثم يبدأ الغرباء بعدها بتوزيع التركة على الرابحين والخاسرين.

فالخاسرون لاشك هم أصحاب تيار الإسلام السياسي بكل نظرياته وبرامجه.

والخاسرون ايضاً هم أصحاب التيار القومي والعروبي الناصري  حيث ان ورثة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانوا بمثابة الغرباء في تشكيلة جبهة الإنقاذ وكذلك في ميدان التحرير والمقبولين على مضض من زعماء التمرد.

والخاسرون هم اليساريون ,فقد دفعوا انفسهم دفعاً الى ميدان التحرير مؤملين ان يتذكرهم احد فيرمي لهم جزءاً من الكعكه .

أما الرابحون فهم العلمانيون والذين كانوا محسوبين على السوفييت وبعد إنهياره غردوا مع السرب الأمريكي وإستوطنوا قبة البيت الأبيض.

والرابحون هم البرادعيون على قلتهم والشبهة التي تدور حولهم .

والرابحون هم المباركيون وكل اركان الفساد السابق من جماعة الحزب الوطني.

والرابحون هم الأقباط  فسيزداد دلالهم ومكاسبهم حتى لا تعلو شكواهم فتصل الى الفاتيكان والدول الغربيه.

والرابحون هم اصحاب القنوات الفضائيه والتي تتغذى على اموال الفساد والإفساد

والرابحون الكبار هم الغرب والشرق وفوق ذلك إسرائيل

الا ان الخاسر الأكبر هي مصر ومعها الأمه العربيه.

 مع تحياتي