بيان من التجمع الوطني السوري
يشن النظام الإيراني ومرتزقته منذ اسبوعين هجوما هو الأكبر ضد جنوب وشمال بلادنا، وسط إعلانات بقرب الحسم والانتصار تجري على ألسنة قادة الهجوم من جنرالات فيلق القدس والحرس الثوري الايراني. ويأتي هذا الحدث بعد أسبوعين من انتهاء اجتماع القاهرة ولقاء موسكو بين أطراف من المعارضة، اتفقت مع النظام في الأخير على البدء بحل المسألة الإنسانية. وبالفعل فقد بادر الجيش الأسدي إلى حل هذه المسألة وشن حملة جوية مكثفة جدا بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية، لم تبق مكانا في سورية إلا وطاولت المدنيين فيه، استشهد وجرح وشرد واختفى خلالها عشرات آلاف الآمنين والعزل، بينما رد الثوار في الشمال والجنوب بصلابة وثبات، وكبدوا الغزاة والمرتزقة خسائر كبيرة وصمدوا في وجههم الصمود الذي يمليه الولاء للوطن والتصميم على حماية الشعب، دون ان يرفعوا أيديهم عن زناد بنادقهم في حربهم ضد "داعش" أيضا.
في هذه الأجواء، تحرك مبعوث الأمم المتحدة ديميستورا في أعقاب تصريح أطلقه، يخالف جميع القرارات الدولية التي كلفه مجلس الامن بتنفيذها ، يعتبر بشار الأسد جزءا من الحل، دون أن يدين أو حتى يستنكر التصعيد الإيراني/الأسدي في المدينة التي اقترح تجميد إطلاق النار فيها : حلب، أو يعلن إدانة الأعمال الإجرامية المكثفة ضدها ونسفها تعهدا قدمه له الأسد بتجميد القتال لستة اسابيع، ولكن في حي واحد فقط من أحيائها، هو حي صلاح الدين. هنا أيضا، في الشمال كما في الجنوب، كان رد الثوار والمقاومين في مستوى مسؤوليتهم الوطنية، وأكد أن السوريين لن يصدقوا غير الافعال، وأن خبرتهم الطويلة مع النظام تثبت أنه طبق كل مرة سياسات تناقض تعهداته، واستغل وعوده المعسولة وغفلة المتعاملين معه كي يمعن في قتل العزل والآمنين من مواطنيه، وضرب عرض الحائط بالرأي العالم العالمي وبالقرارات الدولية ومواثيق وعهود حقوق الإنسان والشعوب. ومع أن شعبنا لا يصدق اي وعد يقطعه الأسد على نفسه، ويراقب بدقة الاجواء التي تعقد فيها الحوارات وتجري اللقاءات والتصعيد المعادي المصاحب لها، ويذكر بتنفيذ المهام الثورية التي سيتعين بها مصير وطننا، فإنه لن يغلق الباب أمام اي جهد يمكن ان ينهي المجازر ويعيد الأمن والسلام الى ربوع بلاده، ويسقط رئيس القتلة وأعوانه ويرحلهم إلى محاكم دولية تقتص منهم ،بسبب ما فرضوه على شعبنا من قتل بالتجويع والحصار والقنابل والغازات السامة والتعذيب والتهجير والتشريد، ويذكر بضرورة أن تكون سياسات أصدقائه الدوليين نابعة من استراتيجية ثلاثية الأبعاد متكاملة العناصر، تضرب على أيدي داعش بالتعاون مع أعدائها الحقيقيين من محبي الحرية، وتضعف نظام الطغيان والإجرام الأسدي، الإرهابي والذي ينتج الإرهابيين منذ نصف قرن، وتدعم الثورة وأداتها المقاومة: الجيش الحر باعتبارهما الأساس الذي ستنهض عليه سورية المستقبل: الديمقراطية والمدنية، القائمة على التعددية وحكم القانون والمواطنة المتساوية.
في مواجهة وضع صعب كالذي تجتازه قضيتنا ، ونتيجة لإصرارنا على رفع حصار النظام عن جميع مناطق وطننا: من الغوطتين الى آخر شبر في دير الزور وحلب والبوكمال، واعتراضنا الصريح على أولويات السياسات الدولية التي تركز على العراق وداعش و"تطنش" عما يجري في سورية ، نؤكد على ضرورة إعطاء أولوية مطلقة لكبح الغزو الإيراني لبلادنا، وإخراج قوات طهران ومرتزقتها العرب والأجانب منها، وإحالة الغزاة إلى محكمة الجنايات الدولية بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يقترفونها ضد شعبنا، ووضع حد نهائي لسياسات دولية تبقي قضيتنا ورقة في ملفات أخرى، مع بذل جهود حاسمة لإيجاد حل سياسي يطبق وثيقة جنيف واحد، ويخرج سورية من المقتلة التي تتعرض لها منذ نيف وأربعة أعوام، تحت سمع العالم وبصره.