ما تقولش أمين شرطة إسم الله ولا ..

ما تقولش أمين شرطة إسم الله ولا ..

نافز علوان

كان ولا يزال مظهر السلطة الفلسطينية العام مثار سخرية العالم وإستغرابه الشديد في إصرار تلك السلطة المتهالكة علي أن تخرج علي العالم في صورة أكبر من مستواها وعلي عكس ما تدعيه من فقر وحاجة ملحتين.

كان سؤال الجالس عن يمين هو: من هو هذا الجنرال أو الفيلد مارشال المرصع بالنياشين والذي كان يمشي بمحاذاة السيد محمود عباس وباراك أوباما خلال زيارة أوباما للمقاطعة؟ فأجبته سريعاً لا أعلم في الحقيقة ولكن يمكن أن يكون أحد عسكريين منظمة التحرير، وهم كثير، قاموا بجمع سجله العسكري خارج الأراضي الفلسطينية وداخل الأراضي الفلسطينية فأنتجت له هذا الصف العريض من الأوسمة والنياشين.

عندما قام كاستروا بالإطاحة بديكتاتور كوبا باتيستا قام رئيس الإتحاد السوفييتي نكيتا خرتشوف بزيارة كوبا بعد عام تقريباً من هذا الإنقلاب وكان الإتحاد السوفييتي في خلال ذلك العام قد قام بدعم كوبا بعشرات الملايين من الدولارات في خلال ذلك العام. إستغرب خرتشوف عندما وصل إلي مطار كوبا وكان في إستقباله فيديل كاستروا وأعضاء حكومته، إستغرب خرتشوف من منظر حرس الشرف الذي إسطف لإستقباله، كان حرس الشرف مكون من بعض من مقاتلين كاسترو يرتدون ملابس عسكرية وكما يبدوا من مظهرهم العام أن كل واحد منهم قام بشراءها حسب مقدرته الماليه حتي الأحذية كان كل منهم حذاءه العسكري يختلف عن الآخر وبعضهم كان يرتدي حذاء عادي وغير عسكري والبعض الآخر كان يرتدي حذاء الألعاب الرياضية.  إستعجل خرتشوف أن يختلي بـــ كاسترو وذلك حتي يقوم بتوبيخه علي هدر الملايين التي أرسلها الإتحاد السوفييتي إلي كوبا حسب إعتقاد خرتشوف وبناء علي مشهد هؤلاء العسكريين الذين خرجوا في إستقباله. وعندما فرغ خرتشوف من حديثه مع كاسترو أمسك كاسترو خرتشوف من يده وذهب به إلي السيارة الشفرولية القديمة وقام بالتجوال مع خرتشوف في أرجاء مدينة هافانا يطلعه علي مستشفي هنا وعلي مستوصف صحي هناك ومدرسة جديدة هنا وعدد من المعاهد المهنية هناك وعدد من المزارع النموذجية والتي هي وحتي يومنا هذا كانت سبباً في إكتفاء كوبا الذاتي ولم تنهار ولم يحدث أن مرت كوبا بحالة من النقص في الطعام لإطعام الشعب الكوبي ولا حتي مرة واحدة.  نظر إليه خرتشوف وقال له كنت أحسبك قد بددت تلك الملايين كما يحدث مع كل بلدان العالم الثالث الذين يقدم لهم الإتحاد السوفييتي المساعدات.

حرس الشرف الذي قام بصفه السيد محمود عباس كان أول من قام بإتقاده هو مسؤول ورئيس لجنة المساعدات في الكونجرس الأمريكي حين قام بالتعليق علي هذا المشهد قائلاً يبدوا وأن أبو مازن يقوم بشراء اغلي الحلل العسكرية لأفراد حرس شرفه وهذا أمر لا يتماشي مع سلطة تشكوا من الفقر والعجز في ميزانيتها وكان عليه أن يقوم بتبديد أموال الدعم الأمريكية في أمور أهم من البزات العسكرية لحرس شرفه.

نحن علي الدوام في الإنحطاط الفكري والذي يجرنا إلي أن يحتقرنا العالم من حيث نحسب أن العالم سيقوم بإحترامنا،  لم يسعفنا الفكر ولا العقل الفلسطيني أن نتواضع في ذلك المشهد وذلك حتي يتفاعل معنا العالم ومع ضائقتنا المالية ولم يسع كل المغفلين من حول السيد أبو مازن أن يتنبهوا إلي أن مشهد كهذا سيدفع العالم إلي العزوف عن تقديم أي دعم من أي نوع كان لهذه السلطة ولتي لا تعرف أولويات ولا حتي مبادئ وكيفية التصرف في ميزانيتها ولكن ماذا أقول لكم لقد قام في الماضي مندوب منظمة التحرير الفلسطينية بحضور تفاعلية لجمع تبرعات لضحايا مخيم صابرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين وكان مندوب منظمة التحرير يرتدي ساعة رولكس من الذهب الخالص وحذاء إيطالي يتجاوز ثمنه الثلاثة ألاف دولار في ذلك الزمان قام بتقييمه أحد الذين قاموا بإنتقاده وإثارة مشادة مع مندوب منظمة التحرير هذا الذي يقوم بالشحته بإسم تلك الجثث الفلسطينية ووجهه وهندامه يطفحان نعمة وصحة وثراءً۔

ألا من قليل من الحياء في وجوه القائمين علي السلطة الفلسطينية أن يكفوا عن هذا الهدر المالي لأموال الشعب الفلسطيني؟ ألا يوجد هناك من يجد في نفسه الشجاعة لكي يهمس في إذن أبو مازن أن من العيب أن يكون حرس شرفك بهذا الشكل وشعبك يموت من الجوع؟