الونش والجرافيتي أمام قصر تواضروس

محمود القاعود

[email protected]

في زمن اختلط فيه الحبل بالنابل ، تجد صعوية بالغة فى وصف ما يحدث ، لا سيما إن كنت ترد على من اتخذوا من الفاشية شريعة لهم ، ويرون فيمن يخالفهم مارق لا يستحق الحياة مباح الدم والعرض .

التيارات التى تدعى الليبرالية والعلمانية والديمقراطية فى مصر ، هى من تسحق القانون والقيم والأخلاق بحذائها الثقيل ، فى ذات الوقت الذى تقيم فيه الدنيا ولا تقعدها إن عطس أى فرد ينتمى إليها ..

نازيون .. دمويون .. فاشيون .. إقصائيون .. عنصريون .. إرهابيون .. هذه أقل  أوصاف يمكن أن نصف بها  أنصار التيارات الليبرالية والعلمانية ، وغير ذلك فهم يعادون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا ..

لم يكن ما حدث يوم الجمعة 22 مارس 2013 من حصار لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والاعتداء على أعضاء الجماعة وطعنهم بالسنج والسيوف والمطاوي، بل وحرقهم وحرق الأتوبيسات الخاصة بهم ، ومحاصرة المساجد واقتحامها ودهس المصاحف وسب الدين وسحل الشيوخ والشباب، وحرق مقرات حزب الحرية والعدالة فى عدة محافظات، لم يكن ما حدث إلا تطبيقا عملياً  لتعليمات الفاشية النازية العنصرية ، ولم يكن دفاع حثالة الإعلاميين عن هؤلاء القتلة المخربين المجرمين إلا تنفيذا لقواعد النازية الفاشية المجرمة.

هل تذكرون ما يفعله الكيان الصهيوني فى فلسطين المحتلة .. عندما يحرق عظام الفلسطينيين ثم يتهم حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب ! هل تذكرون تنديد أمريكا بمقتل أحد جنودها فى العراق وهى التى قتلت أكثر من المليون عراقي !

هل تذكرون وقفة بعض الشباب أمام الكاتدرائية فى إبريل 2011 للمطالبة بإخراج المسلمات المختطفات فى الكنائس ؟ وقتها قام إعلام قوم لوط بالتنديد وعمل  حفلة تعذيب فى الفضائيات للتشنيع على التيار الإسلامي "المتوحش" الذى يحاصر الكاتدرائية ويسب شنودة الثالث؟؟

هؤلاء الأوغاد السفلة الذين كانوا بالأمس يطالبون بمحاسبة الذين يبحثون عن المسلمان المختطفات هم أنفسهم الذين يبررون ذهاب السفلة إلى مقر جماعة الإخوان لرسم الجرافيتي أمام مكتب الإرشاد وسب الإخوان ووصفهم بـ"الخرفان" بزعم أن من حقهم الاعتراض! ونفس هؤلاء السفلة هم الذين أشادوا بذهاب الإرهابيين بـ"ونش" أمام قصر الاتحادية لخلع بوابة القصر وذبح الرئيس محمد مرسي ..

والسؤال ما هو رأيكم إن ذهب بعض الناس أمام قصر تواضروس وربطوا ببوابته "الونش" لخلعه واقتحام القصر وإجبار تواضروس على الاعتذار عن جرائمه بحق الإسلام والمسلمين ؟ ما هو رأيكم إن ذهب بعض الناس وقاموا برسم الجرافيتي الذي يصف تواضروس بأنه خروف ويصور أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية فى صور معينة ؟؟  وطالما هى حرية تعبير فلتكن نفس الحرية أمام الكاتدرائية ؟؟

الذين يهللون لحرق مقارات الحرية والعدالة ويعتبرونه عملاً ثورياً ، هم أنفسهم الذين يطالبون أمريكا بغزو مصر عندما تشتعل إحدى الكنائس نتيجة "الماس الكهربائي" .. ألم أقل لكم أنها النازية فى أحقر صورها وأبشعها ؟

لطالما صدعوا رؤوسنا بالحديث عن تقنين أوضاع جماعة الإخوان ومراقبة أموالها ، فلما قننت الجماعة وضعها وأشهرت جمعية الإخوان المسلمين، إذ بهم يصطنعون الجنون ويواصلون حملات السب وقلة الأدب ، وهم أنفسهم الذين لم ينطقوا بحرف عندما رفضت الكنيسة مراقبة أموالها أو إخضاعها للجهاز المركزي للمحاسبات ، بزعم أنها " خط أحمر" ولا يجوز للدولة مراقبتها .. وهؤلاء أيضاً هم الذين طالما شهروا بالإخوان وطالبوا بمراقبة أموالها وألا تكون الجماعة فوق القانون على حد إفكهم .. فهل سيتجرأ أحدهم – وهما جميعا يفتقدون الرجولة – ليطالب بتقنين وضع الكنيسة والمطالبة بتفتيشها ومعرفة ما يجري بداخلها ، ومراقبة أموال الأساقفة والرهبان ، وبيزنس الأديرة والعقارات والأراضي والمتاجرة بالذهب والدولار ؟ هل يستطيع المركزي للمحاسبات أن يراقب أموال الكنيسة مثلما يراقب أموال الإخوان ؟ أم ستظل الكنيسة دولة فوق الدولة بمباركة الرعاع والسفلة والصيع الذين تحولوا فى غفلة من التاريخ والزمن إلى صحفيين ومفكرين ومنظرين ؟؟

لقد تباكى فاروق جويدة منذ أيام فى جريدة الأهرام مطالبا "الأشقاء الأقباط " ألا ينسحبوا من المشهد السياسي، وأنه لم يعد يسمع لهم "حساً" وجويدة  الذى يعد أحد رموز مبارك وقفز من السفينة فى فبراير 2011 ، لا يريد أن يعترف بحقيقة أن الكنيسة تقف خلف جبهة الإنقاذ والعديد من حوادث الانفلات والبلطجة ، وتبدو بمظهر "البعيد عن الأحداث" ، لكن  أنى للمنافقين أن يعترفوا بالحقيقة؟ أنى لسدنة حسني مبارك الذين امتلأت كروشهم فى عصره أن يكتبوا الحقيقة؟

إن ما حدث أمام مكتب الإرشاد جريمة بكل المقاييس ، لا تستهدف الإخوان وإنما تستهدف الإسلام والمسلمين وعلى كل من يعتبر ما حدث أمام الإرشاد حرية تعبير ، نقول هل تسمح بذهاب الونش ورسم الجرافيتي أمام قصر تواضروس ؟