جيش الاحتلال الإيراني
معتز شكري فيصل
نرجو من جميع الناشطين على الفيس أو أي وسيلة تواصل أخرى أن يستعملوا كلمة جيش الإحتلال الإيراني عند وصف أي قوات تقاتل الشعب السوري والثوار السوريين والتوقف عن استعمال أي وصف آخر مثل الجيش السوري أو قوات النظام أو قوات الأسد.
يجب أن تتوضح المفاهيم والجبهات في هذه اللحظات العصيبة من عمر سوريا والثورة السورية، يجب أن يفهم الشعب السوري أولا والثوار ثانيا والمجتمع العربي والدولي ثالثا أننا دولة تحت الاحتلال أو في طريقها للاحتلال.
لم يعد هناك أسد ولا قوات أسد ولا نظام ولا قوات نظام إيران تدير المعركة بقيادة قاسم سليماني، وعلى الطرف الآخر لا يوجد سوى الشعب السوري مهما اختلفت التسميات والمناطق والجبهات.
من لم يفهم هذا فعليه أن يستعد لعصر الاحتلال الفارسي الصفوي المجوسي، ومن لا يقاتل في سبيل حرية سوريا اليوم سواء كان في الخارج أم في الداخل فهو متخلف قاعد أعجبنا هذا أم لم يعجبنا وأنا أولهم. ومن يوجه سلاحه إلى أي إنسان غير جيش الاحتلال فهو في صف جيش الاحتلال مهما كانت رايته ومهما كان قصده.
صار القتال ضد الاحتلال الفارسي اليوم فرض عين ولم نعد بحاجة لفتاوى العلماء ولا الفقهاء لا في الخارج ولا في الداخل، لن ننتظر روابط الإسلاميين ولا روابط الثورة السورية ولا روابط العالم الإسلامي فإن هم لم يفهموا حتى الآن فكل من عنده ذرة عقل وشيء من البصر والبصيرة فهم ماذا يحدث.
انتظروا فتاوى العلماء إن أحببتم ولكن تأكدوا أنكم لن تجدوا الوقت بعدها لتفعلوا شيئا فإيران وبدعم روسيا ترسل كل يوم المقاتلين والسلاح ولم يبق سوى أن يطل عليكم قاسم سليماني من شرفة القصر الجمهوري ليتلو عليكم خطاب الانتداب الأول.
نحن اليوم في مرحلة تشبه مرحلة الاستعمار الفرنسي لسوريا, وقتها انتظر الناس فكانت النتيجة ثلاثون سنة من الاحتلال ونحن إن انتظرنا اليوم فسيكون الاحتلال نهائيا وأبديا.
تماما كما هي الأمور واضحة عند نصر الله وأتباعه وكما يحشد علينا الجيش اللبناني والشعب اللبناني الذي يسمع له فيجب أن تكون الأمور واضحة عندنا جميعا. هي حرب احتلال لا تسمية أخرى لها وكلنا مسؤولون.
إن كانت البدايات ثورة وتغيير نظام وحرية وكرامة فهي اليوم وقوف في وجه احتلال أجنبي غاصب بغض النظر عمن يدعمه من فئات الشعب علويون كانوا أم مؤيدون أقليات أم أغلبية جيش أم مدنيون، فقد وقف مع الاحتلال الأجنبي في كل الدول العربية في القرن الماضي أناس من جميع فئات الشعب ولكن هذا لم يوقف الثورات الشعبية إلى أن تكللت بتحرير بلادها من الاستعمار.
اليوم يجب أن تتفاصل القوى وأن تتوضح الرؤى فلم يعد هناك سوى شعب سوري يرفض الاحتلال الإيراني وجيش صفوي مجوسي محتل يجلب كلابه من جميع أصقاع الأرض لاحتلال أرضنا.
لم يعد هناك رماديون ولا أنصاف حلول فالقضية لم تعد قضية ثورة ونظام فاسد وشعب يتطلع للخلاص والحرية ولا قضية كتائب إسلامية أو غير إسلامية ولا قضية ديمقراطية ومواطنة القضية إما أنك اليوم مع احتلال بلدك أو ضد احتلال بلدك. أما أمام الله تعالى فهي قضية أن تؤدي فرض العين بالدفاع عن بلدك أو أن تكون من الخوالف القاعدين، فاختر لنفسك.
مرة أخرى أتمنى أن نتوقف عن توصيف أي حدث بعد اليوم في سوريا بأي صيغة أخرى غير صيغة الوقوف ضد الاحتلال الإيراني. والله غالب على أمره.