باب كنعان.. درب الحياة 4

باب كنعان.. درب الحياة

(4)

سامح عودة/ فلسطين

[email protected]

كالغيث الهاطل من السماء هم كنعانيون الهوى فلسطينيون الانتماء، على أرضهم ما يستحقُ الحياة، وهم يمارسون حقهم في الخلاص من الاحتلال ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولأنهم الكنعانيون أصحاب الأرض وحراسها، والمدافعون عنها حتى يحقِّق الله وعده ويُكّنَس الاحتلال عن أرضنا بلا رجعه، على هذه الأرض الكنعانية  المعمدة  بدماء الشهداء لا مجال للعيش مع الاحتلال الإسرائيلي،  ولهذا فالفلسطينيون يزرعون أعمدة الخيام في القرى الافتراضية والتي أصبحت تملأ البلاد .. من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى قرية، للحظة النصر الموعوده، ولهذا أصبحت تلك القرى قبلة وسائل الإعلام وقبلة المتضامنين وأصحاب الضمائر الحية ممن أيقنوا بأن الحق الفلسطيني هو المنتصر.

هذه المرة وعلى نفس النسق من المقاومة الشعبية أقام الفلسطينيون هذا الأسبوع " قرية كنعان" شرق مدينة يطه في محافظة الخليل، لم تكن إلا بضع خيام .. وبضع أعلام مرفوعة على رؤوسها، في تلك المنطقة التي يقيم المجد  له أيكاً .. على تلك الأرض تنحني الشمس على أغصان الكروم، في تلك الأرض المهددة بالمصادرة أقام الشبان الفلسطينيون " باب كنعان " كنقطة اشتباك أخرى مع الاحتلال وجنوده، في تلك المنطقة حيث يتكئ الندى على  أزهار اللوز يحاول الاحتلال أن يدنس ذلك المشهد النقي كي يزرع الخراب على أرض طالما لم تكن مفتوحة إلا للشمس والمطر .. وسواعد الفلسطيني التي تزرعها .

منطقة بأكملها " 40 " ألف دونم أو ما يزيد عن ذلك من أراضي محافظة الخليل يحاول الاحتلال سرقتها لإقامة معسكرات الموت لجيشهم المهزوم، يظنون زيفاً أن أوامرهم العسكرية ستمر مر الكرام، هم لا يعرفون بأن لجان المقاومة الشعبية التي تتوزع على مدن وقرى الوطن تسعى وبكل ما لديها من قوة لإقامة عشرات القرى على الأراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة    وبمواجهة المستوطنات المقامة على أرضنا الفلسطينية، يقولون وعلى لسان جنرالات المقاومة الشعبية " ما عاد السكوت ممكنا على الاحتلال وجنوده، وإنهم بذلك يوجهون رسائلهم إلى حكومة الاحتلال  اليمينية المتطرفة في إسرائيل، أنكم غير مرغوب بكم فارحلوا " .

سلسلة القرى – الافتراضية - التي أقيمت بعد باب الشمس ومنها " باب كنعان " لكل قرية من تلك القرى من اسمها نصيب، ومن باب الشمس كانت البداية وهي رسالة للاحتلال " أن الشمس وإن غابت فإنها تعود للشروق من جديد"  وهي عبرة لمن اعتبر أنكم وإن دمرتم باب الشمس فان شمس الحياة ستشرق في باب الكرامة والمناطير وباب كنعان وباقي القرى الافتراضية التي ستقام على هذه الارض.

الاحتلال .. وجنوده وبكل ما يملكون من قوة حاولوا تدمير القرية الوادعة على رؤوس من فيها ببنادقهم وبمياههم العادمه، يحاولون إغراق القرية بقاذوراتهم يظنون بذلك أنهم قادرين على قتل عزيمة الفلسطينيين الذين شيدوا للمقاومة الشعبية طريقاً لن يحيدون عنها مهما كانت شدة البطش ورذالة جنود الاحتلال، حاولوا بكل الطريق تدمير الخيام المقامة على أرض كنعان، فاعتقلوا الصحفيين محاولين بذلك إطفاء نور الحقيقية.

" علي دار علي " اسم ظريف لشاب إن قلنا عنه رائع فنحن نظلمه لأن الروعة تركع له، وهو الصحافي الفلسطيني الذي يعمل في الفضائية الفلسطينية ناله من بطش الاحتلال جانب، فأصر أن يكون بين الجمهور وفي قلب الحدث ناقلاً أدق التفاصيل، شاهدت ردود فعله العفوية وجنود الاحتلال يحاولون منعه بالقوة من تغطيته المباشرة للحدث، فنقل الحدث رغم أنفهم، وتابع المتابعون للفضائية الحدث حتى نهايته .

إن شعبنا الفلسطيني الكنعاني الممتدة جذوره في التاريخ لن يرحل، ولن ُينَكِّسَ رايته وسيبقى يناضل هنا .. وهناك وفي كل قطعة أرض يمكن الاشتباك مع الاحتلال فيها، نحن الآن تجاوزنا مرحلة ردة الفعل لأننا وفق هذه الاستراتيجية نحن من يصنع الفعل وعلى الاحتلال أن يكون حذراً من فعلنا القادم ، هدموا قرية كنعان الأولى، وفي نفس المكان أقاموا باب كنعان الثانية .