إلى كتائب العزة ببلاد الشام

عبد الرحيم صادقي

[email protected]

أما بعد،

فحيّاكم الله رجال تفتناز! حيّاكم الله هاماتِ حلب وجبل الزاوية وسراقب! حياكم الله أبطال الرّقة وخان شيخون! حيّا الله الأماجد الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ابتغاء الشهادة! بوركتْ سواعدكم أيها المرابطون في دير الزّور وإدلب وحمص وتلبيسة والرّستن والقصير! حياكم الله جبهة النصرة! يا من زعزعتم أركان قيادة الأركان، ودككتم مخابرات الطاغية وحرستا شاهدة! حيّاكم الله فرسان ثكنة هنانو! حيّاكم الله أشداء الغوطة!

يا أيها الجيش الحر! يا كتائب أحرار الشام! يا لواء صقور الشام! يا كتيبة التوحيد! يا عباد الرحمن في أريحا! يا كتيبة سارية الجبل! يا جنود الحق! يا كتيبة صلاح الدين! يا قوافل الشهداء! يا كتيبة الشيماء! يا جبهة النصرة! يا كتيبة الفرقان! يا أيتها الطليعة! يا كتيبة فجر الإسلام! اللهَ اللهَ في دينكم! اللهَ اللهَ في وحدتكم! لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم! اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا! كونوا كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا! واعلموا أن الذي تستقبلون خير مما استدبرتم وأعظم شأنا! واذكروا أنكم ما خرجتم طلبا لدنيا أو ابتغاء مُلك وجاه! وإنما خرجتم ابتغاء مرضاة الله، تُخرجون الناس من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جَور الحاكم بهواه إلى عدل الإسلام. فذروا التّناجز يرحمكم الله!

أيها الأماجد! إن ينصركم الله فلا غالب لكم. فاحذروا المرْجفين! وإياكم والمخذِّلين! فإن ربّ الأرباب لا يعجزه أن يرسل ملكا مجنَّحا يدكّ الطاغية وزبانيته، ويلوي بالعلوج والمنافقين الذين يمدّونه بسبب فيجعل جمعَهم هباء منثورا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. فامضوا على بركة الله! ولا يلتفت منكم أحد! ولا يشغلنّكم رُسل الزُّور! خذوا حذركم ولا تغفلوا عن أسلحتكم! فإنما هي أيام وترفرف ألوية النّصر في سماء الشام، وساعتها تتداعى عليكم الأمم، ثم ينادي منادٍ من بني جلدتكم أن هلمّوا إلى ديموقراطية وعلمانية ومدنية وجدل تقشعرّ له الجلود، وليت القوم يدركون حينها أنه حديث يومض ثم يُخلف. فعسى ألا يشغلكم حينئذ دعاة على أبواب جهنم، ويسحركم كلام خُلَّب. وعسى أن تجعلوا كرامة بني آدم كلمتكم السواء، وإقام العدل مرامَكم، وشريعة ربكم ملاذكم، فإنه لا ملجأ منه إلا إليه، وعلى الله قصد السبيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته