لماذا حلفايا ؟

معاذ عبد الرحمن الدرويش

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

بدون أدنى شك و كان من المتوقع ردة فعل عنيفة من العصابات الأسدية المجرمة على ريف حماة عموماً و حلفايا خصوصاً،بعد أن بدأ الجيش الحر يبسط سيطرته على الريف الحموي  و كانت الانطلاقة من حلفايا.

تم تحرير معظم المناطق و تنظيفها من الحواجز التي تسبب الرعب و الموت و الدمار للمنطقة.

باستثناء الحواجز الموجودة في مدينتي محردة و سقيلبية المسيحيتين .

لا يخفى على أحد أن الأخوة المسيحيون وقفوا موقف الحياد من الثورة إلى حد كبير ،رغم أن النظام حاول المرة تلو المرة في استدراجهم إلى خوض المعركة و زجهم على جبهة القتال لصالحه،إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل.

بسبب الروابط الأخوية القوية التي تربط الأخوة المسيحيون مع جيرانهم من المسلمين.

لكنه استفاد من المناطق المسيحية القريبة من مناطق الحراك الثوري في تحويلها إلى ثكنات عسكرية لدك المدن الثائرة و هذا ما حصل في مدينتي محردة و سقيلبية

و يعتبر حاجز الدير في مدينة محردة من أكثر الحواجز التي دكت مدن ريف حماة الثائر بالصواريخ و القذائف على مدى شهور طويلة مضت يوميا و على مدار الساعة و راح ضحية ذلك المئات من الشهداء و دمرت المئات من البيوت ، و في سقيلبية لم يكن الوضع أفضل حالا حيث تحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية كبيرة تدك قرى سهل الغاب بالموت و الدمار صباح مساء.

بعدما تم تحرير ريف حماة كان لا بد من تطهيرها مما تبقى من حواجز و ثكن عسكرية، و كان أهمها حاجز الدير في محردة و حواجز سقيلبية.

أنذر الثوار سكان المنطقة قبل بدء عملهم، فتدخل رجال الدين المسيحيين باعطائهم فرصة للضغط على النظام بسحب قواته سلمياً، وافق  الثوار على منحهم فترة من الزمن إلا أن  الزمن انتهى و العصابات لم تستجب لمطالب رجال الدين المسيحي.

و في هذه الُأثناء قامت الدنيا و لم تقعد على أن الجيش الحر يهدد باقتحام مدينتين مسيحيتين في سوريا،و وصل الأمر للاتحاد الأوربي  .

و لو كان الاتحاد الأوربي منصفاً و حريصاً على الاخوة المسيحين كان من المفروض أن يضغط على النظام لأن يدع مناطقهم بعيدة عن دباباته و شبيحته ،حتى لا يدع هناك أي فرصة لأي توتر من أي طرف كان.

فالنظام في حقيقة الأمر هو الذي يهدد الأخوة المسيحين من خلال زج دباباته و شبيحته في قراهم و داخل مناطقهم و ليس الجيش الحر الساعي لتحرير مناطقهم من عصابات النظام و إبعاد شبح الموت الذي يهدد أهله يومياً.

فكانت الفرصة مواتية و استغل النظام هذه الحادثة بهذا التوقيت بالانتقام من حلفايا خصوصا و ريف حماة عموما من خلال تلك المجزرة المروعة و كأنه يوصل رسالة للاتحاد الأوربي على انه بفعلته هذه إنما محاولة منه لإزالة الخطر الذي يتهدد الأخوة المسيحيين  في محردة المسيحية توأم مدينة حلفايا المسلمة

و رسالة تطمين مبطنة و خفية للأخوة المسيحيين على انه يحارب الإرهاب الذي يتهددهم.

و بذلك يكون حقق هدفه البغيض بالانتقام من حلفايا و كل الريف الثائر و المناشد للحرية و التحرر تحت ذريعة خفية مبطنة بالدفاع عن المسيحيين.

لكنه نسي هذا النظام الطائفي المجرم أن المسلمين و المسيحيين هم أخوة و أن العلاقات فيما بينهم أقوى من أن تزعزعها صواريخ حقده أو براميل لؤمه....