تقدم للثوار في نقاط استراتيجية بمدينة حلب
عبد القادر سليمان
بعد ثلاثة أشهر عصيبة على حلب وأهلها، زاغت فيها الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وكانت قوات الأسد قاب قوسين أو أدنى من إحكام حصارها على مدينة حلب , حينها قال الكثيرين من المتابعين للشأن السوري سقطت حلب بيد النظام .
ما هي إلا خمس ساعات كانت كفيلة بتحرير مجبل البريج والمناشر ( شمال شرق مدينة حلب ) من سيطرة قوات الأسد صباح يوم الاثنين 5/1/2015 م واغتنام دبابة, ليستمر تقدم الثوار في اليوم التالي 6/1/2015م. بسيطرتهم على منطقة الميّاسات قرب المدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب وقتل 20 من قوات الأسد على الأقل وأسر عنصرين آخرين, حيث باتت قوات الأسد وميلشياته الأجنبية المتواجدة بين منطقتي السجن المركز وحندرات مهددة بالحصار من قبل الثوار.
وأكد موقع حلب نيوز بحسب مصادر عسكرية أن حصيلة قتلى النظام في جبهة البريج قد ارتفعت إلى 70 قتيلاً منذ بداية المعارك وحتى اليوم، وتدمير خمس آليات عسكرية بينهم عربة شيلكا واستيلاء الثوار على دبابة .
يُرجع تقدم الثوار في هذه المعارك إلى عاملين رئيسين :
اندماج كبرى فصائل المعارضة المسلحة في محافظة حلب قبل أسبوعين تحت مسمى “الجبهة الشامية” الذي زاد من فاعلية العمل العسكريّ وكفاءته من جهة , والعوامل الجوية ” العاصفة الثلجية زينة” التي تزامنت مع الاشتباكات والتي حرمت قوات الأسد من الغطاء الجوي من جهة أخرى .
وتكمن أهمية منطقتي المناشر والمياسات في أنهما تقعان بين المدينة الصناعية في الشيخ نجار ومخيم حندرات، حيث كان جيش النظام يسعى إلى التقدم نحو المخيم الإستراتيجي وإلى طريق الكاستيللو الواصل بين مدينة حلب وريفها لفرض حصار خانق على مدينة حلب, فأصبح الطريق مفتوحاً أمام الثوار باتجاه المدينة الصناعية في الشيخ نجار وبالتالي أصبحت قوات الأسد وميلشياته الأجنبية مهددة بالحصار في مناطق تواجدها .