بمقص الشجر يقطع بشار الأسد رؤوس معارضيه
تحت خيمة التعتيم الإعلام الغربي المتحضر!!
زهير سالم*
الإعلام رسالة قبل أن يكون مهنة . كل العاملين في ميدان الإعلام على اختلاف انتماءاتهم تلقوا في تعليمهم الأولي أن قواعد الرسالة الإعلامية مع كل مقتضيات مهنيتها تكمن في استبطانها قيم : الحياة والحرية والقيم الإنسانية النبيلة...
منذ مايقرب من أربع سنوات تاريخ انطلاق الثورة السورية ، يتابع السوريون انحيازا إعلاميا مبهما غير قابل للتفسير من كبريات وكالات الأنباء ، ومحطات التغطية الإعلامية الغربية منها بشكل خاص إلى مشروع التوحش والهمجية والاستبداد الذي يمثله بشار الأسد وقواعده وداعموه .
لقد خرج السوريون في ثورتهم يرفعون شعارات وقيما إنسانية حضارية كونية . ولم تكن شعاراتهم في الأشهر الأولى للثورة أبدا إيديولوجية بل كانت مطالبة بالعدل والحرية والمساواة والكرامة الوطنية . لم يكن في أيدي السوريين يومها عصا ولا حجر ؛ ولكن أعداء الإنسان والحضارة والحرية كانوا قد قرروا الوقوف ضدهم على خلفية تاريخية عفنة تستدر معانيها من أوربان الثاني وبطرس الناسك ليس غير .
منذ اليوم الأول للثورة تعامل الإعلام الغربي مع الثورة السورية بطريقة مختلفة تماما عن تعامله مع ثورة تونس ومصر وليبية ، فالشعب الذي كان أكثر وضاءة وأكثر شجاعة وأكثر ثباتا ، والذي دفع منذ اليوم الأول فواتير الشهداء التي لم تكن متصورة كانت الرسالة الإعلامية (الغربية ) متشككة في هذه الثورة متربصة بحملتها منحازة أوليا ومباشرة إلى جانب ( دكتاتورهم ) الفاسد القاتل وشركاه ، مما يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها ، ورغم أن الأسباب معروفة بالنسبة إلينا جيدا ، فإننا نفضل أن نقول إنها عصية على التفسير بالنسبة إلينا ...
لم يلق (حمزة الخطيب ) و( هاجر الشرعي ) وعشرات الأطفال الذين قتلوا ومئات الصبايا اللواتي اغتصبن من وكالات الإعلام الغربية حاملة رسالة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ( رويترز وفرانس برس والسي ان ان وكذا قنوات تدعي الحضارة والتمدن والانتصار لمشروع التحرر العالمي ( مثل قناة البي بي سي وقناة الحرة وقناة فرانس 24 ..) ، لم تلق أخبار هؤلاء الشهداء أو الضحايا ما تستحق من تغطية إعلامية ولو جافة ، ودائما ظلت تلك الوكالات وهذه القنوات تمارس الانحياز السافر والهمجي إلى مشروع الدكتاتورالقاتل المستبد الفاسد وعصاباته ومساعديه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي..ودائما كانت تردد دعاوى مجرميه وكذابيه وتفسح لها المجال وتعطيها المساحة الأكبر تحت عنوان الرأي والرأي الآخر وهي كانت دائما أبواقا للرأي الآخر رأي القتلة والمجرمين والمستبيحين لحقوق الإنسان ..
وظلت هذه الوكالات وتلك القنوات منذ الأيام الأولى للثورة وحتى اليوم تتستر على جرائم ( العميل المحبوب ) وتشكك في وقوعها ، وتقلل من شأنها ، تحت غطاء ادعاء المصداقية في تحري الحقيقة فيها ...
وبالغت في ذلك فإنها ظلت تشترط لإثبات جريمة – وما أكثر الجرائم والمذابح الجماعية - ما يتطلبه أي قاض من شاهد عن كيفية التحمل والأداء . ،
وفي الوقت نفسه فقد ظلت هذه الجهات توظف في كوادرها البشرية (عناصر أمن ) من الوالغين في جهاز الجريمة نفسه كمراسلين لها ليبدئوا ويعيدوا في تشويه الثورة والنيل من الثوار ، واتهام الشعب الحر الأبي بكل ما يسوء ...
وبينما تظل صاحبة رواية ( فلسطينون نزلوا من المخيمات في درعا منذ اليوم الأول للثورة ... ) وصاحبة رواية ( أطفال قتلوهم في الساحل وحملوهم إلى الغوطة ... ) هي الشاهد العدل ذا المصداقية عند أدعياء التحضر هؤلاء يبقى هذا الإعلام المتعصب والمتطرف و المنحاز بسياساته ومناهجه وشخوصه جزء من مشروع الهمجية والقتل والانحطاط والعدوان على الإنسان .
ويمعن هؤلاء في سبيل الانتصار لمشروعهم التاريخي المتعصب والمنغلق بإبقاء الشعب السوري تحت نير الرق والعبودية والاستبداد فلا يزالون يسلطون عدساتهم المزيفة على مواقع الخلل في ثورة عفوية شعبية يدس عليها أعداؤها الكثير من الأدعياء ، ويتصرف في فضاءاتها أفراد تغلب عليها في بعض المواطن القهر أو اليأس والإحباط ...
إن جريمة القتل الجماعي بغاز السارين ، وغاز الكلور ، وجريمة قصف المدنيين بالطيران الحربي وبالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية والقتل تحت التعذيب والاغتصاب كل هذه الجرائم الموثقة لم تلق من أعداء الإنسانية والحرية من القائمين على ماكينة الإعلام الغربي ما تستحق من التداول والفضح والإدانة ..
وتتحول تهمة التبعية ( للامبريالية ) التي يلصقها فريق من اليساريين الغربيين بالثورة السورية إلى درع يتسترون به لينحازواعلى خلفية أكثر عمقا في لاوعيهم الثقافي إلى المجرم القاتل ،متجاهلين معطيات الواقع ، وحقائق الموقف ( الامبريالي ) التي تفضح هي الأخرى كل ما وراء موقف الغربيين كل الغربيين من تعصب وعفن وحقد وكراهية .
وبينما يشن إعلام التعصب الهمجي حملته المبرمجة والمدروسة للتشهير بجرائم مستنكرة أصلا يقوم بها أفراد ، صُنعوا بليل لتشويه هذه الثورة ، وقطع الطريق على مشروع شبابها الجميل .. فإنه يتغاضى بل ويتستر على جرائم أكثر عنفا وبشاعة يقوم بها ( هتلرهم المفضل المحبوب ) بشار الأسد ...
بمقص الشجر يقوم بشار الأسد ، بل عميل الغرب المتحضر وأداته لكسر إرادة السوريين ، بقطع رؤوس المواطنين المعارضين وذبح المئات منهم يوميا بسكين يتربع حامله على كرسيه في النادي الدولي ...جرائم لا يرتكبها بشار الأسد وحده بل يشاركه فيها المتواطئون معه والمتسترون عليه ، والصامتون عنه والمروجون لأكاذيبه تحت ستار رسالة إعلامية مدنسة ومدنس كاتبها وقارئها ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية