للأسف نكبة 48 ..
للأسف نكبة 48 ..
نسيت على فراش الزوجية
عبد الحميد عبد العاطي
قبل قليل أنهيت حكايتي اليافعة الهزلية ، أنهيت ما تبقى بوجداني من العاطفة والرومانسية ، أنهيت أخر أحلامي السرمدية الشبابية ، وأعدمت رعشة جسدي الجنسية بكوب من الأنين وفنجان من النكبات العربية ، فانا ألان لا أصلح لأي معركة زوجية باعتراف الانتظار وكثرة الاعتذار ، صدقوني لقد سجنت كل شهواتي الحياتية وسأعتكف ألان للعلم والإفادة وللمقاومة الأبجدية ، فهذا ما ينتظر الأمة وما يصلح لتغذية العقول من المفاسد والألاعيب الأمريكية والصهيونية ، فلقد أصبح المدافع عن أرضه وعرضه ووطنه كالسارق والمغتصب والسليط فلا جدوى لتحرير أفكارك، فأنت إرهابي بحكم الفيتو الأمريكي مهما تلاسنت أو فعلت .
مرت الستون عاما علي لطمه الشعب الفلسطيني ونحن لم نعني الأسباب وكأن الشيخ ..وليد، لم يكبر فينا إلا التخلف والظلم والتعنت وسوء المعاملة والنسيان ، لم نجد الديمقراطية المزعومة إلا في كثرة الملاهي والنوادي و البارات المرموقة في دولنا العربية والمحاطة بالحراسة المشددة ، كون بائعة الهوى الزينة هي من ضمن الشخصيات المهمة في الدولة ، وبحسب إحصائيات غير رسمية نشر خبر"عمان في الليل.. رقص وقهقهات ومطاردات" بتاريخ 1-5- 2008،انه يتواجد في عمان وبخاصة الجزء الغربي منها، 200 ناد ليلي، و300 بار ومشرب للخمور، بما في ذلك بارات الفنادق.، وفى مصر بلغ عدد حالات التحرش الجنسي 20 ألف حالة تحرش في عام 2006، وفى دراسة أجرها المركز المصري لحقوق المرأة أن من بين 2500 فتاة وسيدة في 6 محافظات ، كشفت عن أن 1049 منهن تعرضن للتحرش في الشارع ، وأن هذه النسبة تمثل 37.4% من العينة المذكورة ، وفى الخليج العربي اكتفي بهذا السؤال .. "أين أموال النفط عن الأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني يا زعماء .؟".
لا عجب أن يمر العام تلو العام ونكبات جديدة تضاف إلى لطمه 48 ، فهناك امة تسرق، وهناك امة تزني، وهناك امة تتباهى بالانفتاح والانبطاح، وهناك أيضا شعوب تنزف كل يوم في فلسطين و فالعراق وفي أفغانستان ، وهناك امة أكل الدود أولادها كالصومال والنيجر والسودان ، فلا عجب إن مررت من شارع النخوة والكرامة ووجدته فراغا ، والله لا عجب إن جلست تشاهد التلفزيون ورأيت كل القنوات تبث الرقص والمسابقات وغزة محاصرة يموت يوميا منها الكثير بسبب إغلاق المعابر وبسبب المذابح والمجازر التي يقوم بها الاحتلال على مرآي ومسمع الجميع ونحن ما زلنا نقول أن الفرج قريب .
عن أي فرج تتحدثون وانتم ملطمون بالمسكرات والرذائل ، عن شباب هوايتها الوحيدة الشيشا والجوال والسكسوكة ، عن فتيات تتصارع لتقبيل المغني المشهور ، عن أمهات وآباء أحلامهم اختصرها أستار أكاديمي عليهم بإرسال أولادهم لكسب الشهرة والمال، عن أي فرج تتحدثون ، عن امة يسب ويشتم رسولها الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ولغاية ألان لم تخرج مسيرة المليون .
يا شعب فلسطين أيها الشعب المرابط الكائن في كل مكان إليكم رسالتي الفدائية التي تخطت حدود غزة المحاصرة المنسية ودخلت بيوتكم بسلام :-
لقد رأيتم ماذا فعل العرب والغرب لنا لنصرة قضيتنا الفلسطينية ، ولتمرير المؤامرات والمؤتمرات الوهمية علينا ، ولقد رأيتم ما يشغل الشارع العربي أكثر من اى قضية وطنية وإسلامية ، وبان لكم الأمر بين خيارين لا ثالث لهما ، إما المقاومة وتحرير أرضينا السليبة بأيدينا ، وإما انتظار امة المليار .
فليس ذبنا أن نخلق فلسطينيين وان يكون شرفاء هذه الأمة منا ، وان نكون الصدر الحامي لعرين الأمة العربية الغائبة في هوس الثقافة الغربية والانفتاح المصحوب بنسيان تاريخ الأمجاد .
ادعوكم دعوة الإخوة للتصالح والتسامح ولتبين الوحدة الوطنية ، وان نعلو على كل الجراح ونضغط على العقلاء فينا لكي نمرر ذكري النكبة الستين بحال الوحدة الوطنية وان نفاجأ العالم أننا قد نغفو وقد نخطأ ولكننا في النهاية إخوة في الدم والنضال والتضحية والشهداء إخوة في المعاناة والحصار إخوة في كل شئ .