البيانوني للعربية بصراحة

البيانوني للعربية بصراحة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

كعادته بتواضعه الجم ، وبيته البسيط الذي يُقيم فيه بلندن تحت ظروف الحاجة المُلحة التي أجبرته على ذلك ، وأبعدته عن وطنه وأحبابه ، وحتّى فرقته عن التقائه واجتماعه بأُسرته المُتنائرة في أصقاع الأرض ، شأنه شأن الملايين من أمثاله المنفيين قسراً عن بلادهم سورية - وذلك بفعل الطاغوت المُستبد المُسيطر على مقاليد الأمور هناك ، وبلغته المُحببة لدى الكثير من مُحبيه وصراحته المعهودة ، رحب السيد علي صدر الدين البيانوني أحد مؤسسي جبهة الإنقاذ والمُراقب العام للإخوان المسلمين في سورية الذي تربطني به روابط التوجه - بضيفه مُقدم  برنامج العربية الشهير بصراحة الذي أكد على أنّ النظام السوري هو فاقد للشرعية ، وفاقد لمبررات وجوده واستمراره على أقل تقدير في نظر الشعب السوري ، وضمنياً من النظام العربي الرسمي والأجنبي ، إلا إسرائيل التي قد ترى غير ذلك ، وقال : نحن نرى كشعب سوري ومُعارضة بشكل عام وكإخوان بشكل خاص ، أنّ مُقومات سقوط هذا النظام موجودة وقائمة ، وهو يستمد في استمراره من خلال القمع والإرهاب والعنف ، وبموجب قانون الطوارئ ، وبموجب الفقرة العجيبة المُجحفة في الدستور ، التي تفرض على شعبنا السوري ، بأن حزب البعث هو الحزب القائد للمجتمع وعلى الاقتصاد والسياسة وكل شؤون الحياة ، وأنه يحكم بموجب الأحكام العرفية ضمن الدولة الأمنية  الأُسرية منذ أن قام ، ولا شأن للحزب فيما يدور من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ،والشعب السوري مُدرك لهذه المُعادلة ، مما يجعل هذا النظام فاقداً للشرعية داخلياً وخارجياً ، فهو بالتالي مُرشح للسقوط ، والشعب السوري يعمل بجد لإسقاطه ولهذا الهدف

وأقول مُضيفاً على السيد البيانوني : "بأنّ هناك خطوطاً مُهمّة قُطعت مع دول الجوار وأهمها لبنان التي اُشتهرت بالمقولة التاريخية ، بأنها متى عادت نظام دُمشق يسقط هذا النظام ، وهذه الدولة ليست على عداء فحسب ، وإنما هي في مرحلة الثأر من قتلة مُناضليها وشخصياتها الوطنية الكبيرة ومُحاولتها تدمير لبنان ، بدأً بآل الجميل وجنبلاط وجعجع وآل الحريري وغيرهم من كبارات رجالات لبنان ، وهؤلاء لا يخفى على أحد وزنهم السياسي على المستوى المحلّي والعربي والعالمي ، وامتلاكهم للمال الذي يدعم مشروعاتهم الانتقامية إضافة إلى اصطفاف الدول الكُبرى إلى جانبهم ، وعلى نفس المسار الموقف السعودي والعربي المُتذمر من هذا النظام ، وتهوره بالتحالف الإيراني الذي فتح لملالي قم الأبواب للتبشير الشيعي الفارسي في سورية والانطلاق منها إلى الدول الأُخرى، مما قد يؤثر على الطبيعة الديمغرافية الُسنّية للبلاد العربية ، ليُثير القلاقل والفتن ويعمل على إشعال المنطقة برمتها بسبب هذه السياسة الحمقاء ، مما يجعله غير مقبولاً عربياً ، هذا عدا عن استياء العرب من هذا النظام المُجرم لإرساله سيارات الموت إلى عراقنا الحبيب ، ليقتل في هذا الشعب سنّة وشيعة ، وليُبقي أوار الحرب والاقتتال قائماً ، وحمّامات من الدماء بغية استفادته من هذا الوضع ، ليواجه المجتمع الدولي الذي يطلبه للعدالة الدولية من هذا البلد عبر هذا الأسلوب الرخيص ، كما فعل من لبنان ساحة لتصفية حساباته بالدم والأرض والاقتصاد اللبناني بغية تحسين شروط تفاوضه مع إسرائيل ، لترتكز مفاوضاته على المحكمة الدولية لتخليصه منها ، ولا يُبالي لتحقيق ذلك  الهدف مهما قدم لأجل ذلك من الأضاحي والدماء البريئة للوصول إلى غرضه المشئوم الذي لا فكاك منه "

 وقال البيانوني :عن تنظيمه الإخوان المسلمين : بأنه ليس فيه جناح عسكري وما شابه ، وانّ أحداث الثمانينات الدامية ، يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ، بعد ان استفذّ مشاعر الناس جميعاً وليس الإسلاميين فقط ، وكان هناك انتفاضة شعبية كبيرة في مواجهة الظلم ، بعد أن أوصل الناس إلى طريق مسدود وحشرهم في الزاوية ، حيث كان مُعظم المشاركين في المُظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية من النقابات المهنية والمُثقفين ، وليس الإخوان فقط ، ولكن النظام أراد أن يستغل الأحداث ، فافتعل أعمال العنف لضرب الإخوان المسلمين ، وأراد من وراء ذلك ضربهم بحجّة القضاء على الإرهاب والعنف ، وقلنا نحن ولا نزال نقول : بأننا على استعداد أن نضع هذا الملف بيد قضاة مُستقلين ، ولجنة قضائية وطنية تنظر بتاريخ هذه الأحداث الدموية ، وتُحدد المسؤولية عنها

ثُم قال البيانوني : أنّ الإخوان المسلمين لهم تاريخهم المشهود في المُشاركة السياسية ، منذ نشأتهم عام 1945 ، حيث شاركوا في الحكومات والبرلمانات المُتعاقبة ، وكانوا جزءاً مُهمّاً في الحياة السياسية في سورية ، من خلال العمل الديمقراطي ، وكانوا يخسرون ويربحون ، وكان لهم نواب يزيدون وينقصون ، وللإخوان المسلمين مشروعهم السياسي السلمي لخدمة البلد والشعب السوري ، الذي أطلقوه منذ عدة سنوات ، وهو يُنادي بالحرية والديمقراطية والحياة المدنية ، وهو منشور بلغات عديدة

وقال : إنّ منهج السلطة الغاشمة منذ وصول العسكر إلى السلطة عام 1963 وفرض حالة الطوارئ مع الإخوان  استئصالي لا يقوم على الحوار، وأعلن ذلك من قبل حافظ أسد عام 1965 حيثُ قال " إنّ أخطر ما يكون على ثورته - البوليسية الإرهابية – الإخوان المسلمين" –لأنهم أول من يُقاومون المنهج الشمولي والاستبدادي – "وأنّ هؤلاء لا بدّ من من خطّة لاستئصالهم" ، وكرر بشار مقولة أبيه في إحدى المُعسكرات – بعد هُدنة استمرت سنوات بغية فتح حوار – ولكنه أبى إلا أن يمشي على نهج أبيه في مقولته ، فاستمر بالعمل بالقانون الجائر 49 لعام 1981 الذي يحكم على المواطنين السوريين لمجرد الانتساب للإخوان ولمجرد الانتماء الفكري والسياسي بالإعدام ، ولا زال يعتبر الإخوان المسلمين خطّاً أحمر ، ومع ذلك من يُراقب الشارع السوري يجد تمدد فكر الإخوان . والإخوان ليس لهم فكر خاص بهم ، بل هم يتبنون الفكر الإسلامي المُعتدل بعيداً عن الغلو والتطرف . وقال : هناك تيّار إسلامي واسع في سورية يتبنّى الاعتدال ، وهذا المنهج الإسلامي المُعتدل لا ندّعي جميع أهله من الإخوان المسلمين ، بل الإخوان هم جزء من هذا التيّار الإسلامي الواسع الذي يتبنّى الفكر الإسلامي المعتدل.

 ثُمّ قال البيانوني :  نحن في مشروعنا السياسي المُعلن والمنشور وفي تحالفاتنا السياسية مع إعلان دمشق وجبهة الخلاص نؤكد على الدوام ونُصر على مدنية الدولة  القائمة على المؤسسات وعلى المساواة والعدل والديمقراطية  والتداول السلمي للسلطة ، وقبول الآخر ، والأسلوب الديمقراطي ليس جديداً علينا ،فقد  مارسناه على  أيام الشيخ حسن البنا ومصطفى السباعي ، وبالتالي  فنحن في منهجيتنا نتبنّى العمل السياسي الديمقراطي ، ونقبل بنتائج صندوق الاقتراع ، ولو لم تكن موافقة لبرنامجنا ، فإننا نسعى لتغيرها سلمياً وبنفس الأسلوب السياسي في المرّة القادمة ، وبالتالي  فنحن لا نعتقد بأنه هناك تعارض بين الديمقراطية بمفهومها الحالي والإسلام ، والنظام الديمقراطي بمفهومنا هو الأقرب للإسلام، ولذلك فنحن نتبنّى دولة المواطنة لجميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية ، ونحن في الجبهة وإعلان دمشق معنا غير مسلمين وسُنّة وعلويين ودروز ومسيحيين ، ونحن جميعاً شُركاء شراكة حقيقية في كل التجمعات المذكورة وغيرها ، ومُتعاونين مع الكل ، ولا أحد منّا يحتكر الحقيقة ، ولا يحتكر الصواب ، ومشروعنا السياسي المُعلن يحكم علينا ، وكذلك تحالفاتنا مع الآخرين ... يتبع