احدث أفلام الموسم
شاليط - بوند 007
و
انتصار رامبو على قافلة الحرية
م. هشام نجار
اعزائي القراء
مازلت اتذكر احداثآ من ذكريات طفولتي يوم كانت موضة افلام ذلك العصر سوبرمان - وطرزان - وشازام - وزورو المقنع - وقاهر الجواسيس وكلها كانت تحكي عن الأمريكي السوبر الذي يتمتع بصفات جينيه مثاليه خارقه تسمو على جينات بقية الجنس البشري, ثم أدخلوا عليها تطورآ فاخترعوا لنا شخصيات ملائكية أخرى امثال جيمس بوند الذي يخوض غمار اعتى المغامرات المشحونه بالمؤامرات ببدلته الأنيقه وربطة عنقه الساحره وأزرار قميصه الذهبيه وتسريحة شعره التي تحافظ على ترتيبها حتى نهاية مغامراته مع إبتسامه ساحره تأسر قلوب العذارى وخطوة واثقه يمشي ملكاً . وبثقة عاليه يقضي على اعداء البشريه ونحن منهم طبعآ وسط تصفيق الحاضرين وإعجابهم . والمؤسف ان دور العرض في طول بلادنا العربيه وعرضها تزدحم بأولادنا وشبابنا وهي تصفق له إعجاباً وتقديراً بإنتصاراته المبهره... ثم احضروا لنا السيد رامبو فأكمل المسيره فحرر لنا افغانستان من الإحتلال السوفيتي...عضلاته ظاهره ورمحه لا يخيب في كل طعنة نجلاء يسقط للسوفييت عشرة دبابات طراز ت ٩٠ وفي كل رمية سهم تسقط ثمان طائرات طراز سوخوي ٣١ , ربطته الحمراء تعصب رأسه ..وهو على ظهر حصان مجلي وراءه ابنة شيخ قبيلة قندهار انقذها لتوه من براثن السوفييت وسط إعجاب الشعب الأفغاني وتهليله . وبعد إنتهاء الإحتلال السوفيتي ومجيئ الإحتلال الأمريكي آخذاً مكانه, يُخْرِجُ لنا الامريكيون الصهاينه فلمآ جديداً يَجُبُّ ما قبله فيصبح وبقدرة قادر شيخ قبائل قندهار وعناصر قبيلته الإرهابيون الجدد فيشن عليهم رامبو حربآ لا هوادة فيها وينتصر عليهم هذه المره بمقلاع داوود فقط دون حاجته إلى سيف روبن هود او رمح الشمال اللي طعن مهجة الغيم... وشق السحاب وسالت الشمس منه لتحرق اصحاب الإرهاب.. فيهرب الإرهابيون امامه كالأرانب المذعوره ويلاحقهم على ظهر حصانه حتى أنفاق جبال طورا بورا فيقضي عليهم هناك في معركة فاصله,فيصفق المشاهدون له إعجاباً
الا ان اكثر ما كان يستهويني في صغري اعزائي القراء افلام الغرب وهي الحرب على الهنود الحمر (المتوحشين) ودفاع المستوطنين الجدد الطيبين عن أرضهم كنت اتابع بإهتمام جلين فورد او جون واين مع قله من عساكره المساكين) المحاصرين داخل حصن , جدرانه من جذوع الشجر المصفوفة بجانب بعضها . وعلى محيطه إصطف عساكر بوجوه معبره تدفعك للتعاطف معها, ممسكين بنادقهم الطويله يغالبون النوم خشية غدر (الأرهابيين) الهنود الحمر بهم .بينما توزع على مسافات متباعده من السور مدافع العسكر ذات الفوهه الدواره والتي تقذف مائتي رصاصه في الدقيقه . ويريدنا السيد المخرج ان نقتنع بعدم جدواها امام السلاح المتقدم للمعتدين الهنود من طراز سهم ٧٠م نسبة الى المسافه التي يقطعها هذا السلاح المدمر . في داخل السور عدة مباني خشبيه بسيطه في إحداها تقيم نساء يحتضنَّ اطفالهنَّ بحنان بينما الطعام داخل السور نادر الوجود بسبب محاصرة الهنود (المحتلين) للحصن. تدور ممرضه جميله مُرهَقه على الجميع لتتفقد احوالهم الصحيه بكل نشاط وعلى وجهها إبتسامة حزنٍ مشوبة بأمل, البطل جون واين لم ينم منذ ثلاثة ايام وهو يحاول رفع معنويات عساكره ويمر على زوجاتهم متصنعاً بعض النكات لرسم البسمه على وجوههن ووجوه أطفالهن . وعلى الجانب الآخر من الوادي كان المتوحشون الهنود الحمر يقرعون طبول الحرب. زعيمهم وضع على رأسه شريط الريش وفي فمه قصبة التدخين وعلى صدره قلادة من ودع وصدف وعظام من كل الأحجام وصبغ وجهه بكل اصباغ الدنيا لإخافة المساكين الأمريكيين اصحاب (البلاد الأصليين) .يلتف حوله رجال القبيله الأشداء الذين تقلدوا كنانتهم المحمله بصواريخ طراز سهم ٧٠م , خيولهم المرقعه بالأبيض والبني جاهزة لعبور الوادي بإتجاه الحصن وسكانه البسطاء ..ثم تنطلق صرخة الحرب فتهجم قوات وفيالق الهنود الحمر الإرهابيه (المدرعه والمزوده بكل أسلحة الدمار الشامل) بقيادة زعيمهم تكوميسة,وعند اول إحتكاك مع رجال الحصن يسقط من الإرهابيين مئتان فتتراجع فيالق الإرهاب ثم تعاود الهجوم ببقاياها فتحصدهم مدافع الطاحون ويهرب عشرة من هؤلاء المهاجمين الأشرار وهو كل ماتبقى من رجالهم . ونصفق بعفوية طفوليه لجون واين ونحزن على قتيل واحد من جماعته واربعة جرحى غدر بهم هؤلاء الأشرار
إخوتي وأخواتي
بعملية غسل الأدمغه الجماعيه عن طريق افلام هوليود بطواقمها العنصريين من يمينيين وصهيونيين تم حصد عشرين مليون رأس من الهنود الحمر وهو رقم معلن ومُوثَق وسط تصفيقنا وإبتهاجنا مع الأسف بل إبتهاج العالم بأسره بالقضاء على الأشرار ودولتهم
واليوم اعزائي القراء هل تعجبون إذا قلت لكم ان جيمس بوند قد يظهر في فلم جديد عن جريمة عسكر امريكا في الفلوجه بغية محو ذاكرتنا.. فيذيق اطفالها الإرهابيين طعم اليورانيوم المستنفذ وطعم قنابل النابالم ويرفه عنهم بألوان الفوسفور كأنها الألعاب الناريه فيحيل اهلها الى رماد وسط اعجاب المشاهدين وتصفيقهم بينما الأزرار الذهبيه في أكمام قميص السيد جيمس بوند تلمع في عيوننا عند كل وميض قنبله وإنفجار صاروخ في بيوت اطفال الفلوجه فيصفق المشاهدون لهذا الوميض الساحر...وهل تعجبون اعزائي إذا قلت لكم ان جيمس بوند بتعاونه مع رجال مخابرات دولة عربية صديقة لإسرائيل ضُبط احد عناصرها مؤخراً في غزه يتجسس على مكان الأسير شاليط سيتحفنا بفلمه القديرعن محاولة إنقاذ المدعو شاليط ٠٠٧ من غزه مع عرض خاص لبعض حكامنا العرب المتميزين الذين يحاولون تقديم تسهيلات لجيمس بوند للإطلاع على السيناريو قبل تنفيذه
وهل تعجبون اعزائي إذا عُرِضَ على العالم فلماً من بطولة رامبو وهو يهاجم قافلة الحريه ويقضي على الارهابيين الذين اتوا للقضاء على دولة السلام والأمان إسرائيل مستولياً على صواريخ موجهة كانت ستُقَدم للإرهابيين حماس ورفاقها محشورة في صناديق كراسي المعاقين. ثم يعرض هذا الفلم على العالم كله ليحظى بالتصفيق والإستحسان.. ولاتعجبوا ان يكون بعضاً من حكامنا بين المستحسنين
اخوتي واخواتي
منذ بدايات القرن الماضي وحتى الآن أي منذ قرن تقريبآ تم رصد حوالي ١٠٠٠
فلم مسيئ للعرب والمسلمين بمعدل فلم واحد تقريبآ شهريآ تصوروا ذلك؟، رقم مفزع ولاشك، ولكن قد تصابوا بفزع أكبر عندما تعلموا أن بعض الجهات الرسميه بدأت حديثآ بدعم وتمويل هذه الأفلام ماديآ وفنيآ كالبنتاغون مثلآ.وتأكيداً لمقالتي فإن فلم قواعد الاشتباك (٢٠٠٠) يُظهر الاطفال اليمنيين وهم يقتلون الاميركيين... والعبره في المشاهد الاخيرة للفيلم حين يفتح المارينز النار بقيادة الجنرال جيمس بوند على مظاهرة سلمية لاطفال ونساء اليمن وسط تهليل وصراخ وتصفيق المشاهدين في دور العرض... حتى ان مدير انتاج الفيلم فريدكين تباهى بانه شاهد الاف المشاهدين يقفون ويصفقون لهذا المشهد في طول البلاد وعرضها (على ما نقل مراسل الاندبندنت الانكليزية ) وقد حظي هذا الفيلم بدعم وتعاون وزارة الدفاع وقيادة المارينز... كما ان هناك اكثر من عشرين فيلما خرجت بعد حرب الكويت حظيت ايضا بهذا الدعم وهي تظهر العرب اعداء للاميركيين وقتلة بدائيين مثل افلام: اكاذيب حقيقية، قرار تنفيذي، ضربة الحرية
قرائي الأعزاء
لقد اطلت عليكم.. فسامحوني ولكن رغبت ان ابين حقيقه للجميع وهي انه علينا مسؤوليه جسيمه كُتَّابا وقراءاً وواجباً مقدساً لتوعية شعبنا الطيب واولادهم من هذه الحرب النفسيه حيث كنت شخصيآ احد المعجبين بهم في طفولتي.وضرورة اخذ الحيطه والحذر من ان اعداء امتنا الذين يشنون علينا حرباً عسكريه من جهة وحرباً نفسيه من جهة أخرى يريدون بها ان يغسلوا ادمغتنا بالجمله عبر افلامهم ودعاياتهم . اعداؤنا يريدوننا انسانآ آليا يضغطون على زر فنتحرك ويضغطون على آخر فنقف ويضغطون على ثالث فنأكل ويضغطون على رابع فنتبول ...وهكذا
وأخيرآ، أيها العرب والمسلمون أنتم مستهدفون في حرب تُسَخّر لها كل الوسائل، ووقف هذه الحرب الباغيه ليس صعبآ إذا عرفنا مسؤولياتنا، ونبذنا خلافاتنا،وتحولنا من حالة الإسترخاء إلى حالة الجد، فهل نحن فاعلون؟
مع تحياتي