مذبحة الحرية من تداعيات الحصار مصري
مذبحة الحرية من تداعيات الحصار مصري
أحمد الفلو /فلسطين
لا داعي بعد اليوم لأن نكذب على أنفسنا وعلى العالم فحصار قطاع غزة مصري 100% وضحايا الحصار المصري من الفلسطينيين هو أضعاف ما قتل العدو الإسرائيلي من الفلسطينيين، حتى الشهداء الذين قضوا نحبهم في حرب الفرقان المجيدة فإن للمشاركة المصرية المباشرة وغير المباشرة في العدوان مصر تتحمل وزر سقوطهم بنسبة الثلثين أي أكثر من ألف ومائة شهيد، خاصة وأن ستيفي ليفني أعلنت الحرب من القاهرة وحصلت على مباركة حسني مبارك وبمعية وزير الخارجية أبي الغيط وغدر عمر سليمان الذي كان على علم بتفاصيل الهجوم وقام بطمأنة الجانب الفلسطيني بأن إسرائيل لن تهاجم قطاع غزة، وفي الوقت الذي كان الساقط محمود عباس والفتحاوي شيخ النشامى دحلان على اتصال مباشر مع جيش العدو الإسرائيلي للاطمئنان على سير العمليات واستبشاراً بسقوط المقامة تمهيداً لدخول جيش فتح الدايتوني على ظهور الدبابات الإسرائيلية.
كما لا يمكننا أن ننكر أن هناك حرباً إسرائيلية على الشعب الفلسطيني وليس حصاراً فحسب، لكننا لا نستغرب ذلك لأنه من البلاهة أن نتوقع من العدو الإسرائيلي أن يكون رؤوفاً بالفلسطينيين لسبب واحد هو أنهم أعداء وكفى، وبعد المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في البحر ضد قافلة الحرية تباينت ردود الفعل من الامتعاظ والشجب إلى الاستنكار والتنديد بالعدو الإسرائيلي و الداعمين له، لكننا لم نسمع تعليقاً واحداً أو بياناً يتحدث عن الأسباب التي أدت إلى تلك المجزرة والتي بدورها كانت نتيجة طبيعية للحصار المصري اللئيم ضد الشعب الفلسطيني، اللهم سوى صوت عربي شريف من أنبل الأصوات هو الدكتور القطري محمد المسفر الذي قال بصراحة أن الحصار مصري بالأصل وأن ما نشاهده الآن هو تداعيات الحصار المصري، وكأن العالم العربي فقد كل مقومات المروءة والشرف إن لم يكن قد فقدها فعلاً وإلى الحد الذي يجعل الجميع صامتين تجاه المجاعة والقتل المنظّم الذي يمارسه النظام المصري بحق الفلسطينيين وبالمشاركة مع اللصوص والسفلة في مقاطعة رام الله .
وإذا كان مبارك وعباس قد تعهدا للعدو بالقضاء على المجاهدين في الضفة وغزة فإنهم الآن يرفعون من وتيرة هز الوسط والدعارة السياسية المبتذلة عبر بيع دماء أطفال الفلسطينيين وتصفية رموزهم و أن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية يتعرضون للتنكيل والقتل من أجل عيون شاليط وربما لم يكن أبو زهري آخر هؤلاء الشهداء الذين قضوا في المعتقلات المصرية ولكي يسجّل النظام المصري المتعهر نقاطاً جديدة في سجل التصهين والخدمات القذرة التي استمرأ القيام بها على حساب قضيتنا و أبناء شعبنا، مضافاً إلى ذلك الجرائم التي يرتكبها سفاح رام الله و زعرانه الفتحاويون بحق المجاهدين في الضفة الغربية بل والتنسيق الأمني مع الموساد والمخابرات المصرية لتصفية المجاهدين خارج فلسطين المحتلة كما حدث للشهيد المبحوح في دبي .
لقد تكشفت الآن كل المزاعم التي يروجها النظام المصري في حربه التي يشنها على المقاومة نيابةً عن العدو الإسرائيلي ضمن برنامج مكافحة الإسلام الأمريكي ولم تعد الفبركات الإعلامية التي يروج لها المزمرين في جوقة التصهين الفرعوني تقنع أحداً فالمقاومة العراقية بقيادة مجاهدي العراق ذات طابع وطني عراقي إسلامي سُنّي تقاتل الجيش الأمريكي وتنال من حياة جنوده ولم تقتل مدنياً عراقياً واحداً لأن الثورات لا تقتل أبنائها بل تقاتل من أجلهم، وسورية قلب العروبة النابض تدعم تلك المقاومة وتساند القوى الإسلامية السنّية والقومية العراقية وليس كما يدَّعي الإعلام المصري وبعض مشايخ التفرعن بأن سورية تنفذ مخططاً طائفياً.
وسورية لا تساند الإرهاب أما الذي يتعاون مع الإرهاب الإسرائيلي هو النظام المصري، وربما بدا ذلك واضحاً في حرب الفرقان المجيدة عبر فتح الأجواء المصرية للطائرات الإسرائيلية لتقتل أطفال غزة بالمئات وعبر تسهيل مرور البوارج الأمريكية لغزو العراق وذبح أطفاله مما أفسح المجال لإيران بالتدخل بالشأن العراقي، بينما لم تسمح سورية لأي قوات أجنبية لغزو العراق، ولا ندري كيف يطل علينا جهابذة السياسة والإعلام في مصر باستنتاجات مفادها أن حركة حماس وسورية هما ذراع إيران في المنطقة، وهل يحاول نظام مبارك اللعب على عقول الجماهير؟ وقد عقدت المقاومة العراقية مؤتمرها في دمشق وليس في القاهرة وبدوافع قومية وعروبية يتبناها السوريون بعيداً عن أي تأويلات ! أما حماس بقيادتها و قواعدها حركة عروبية إسلامية سلفية لم يلحظ أحد أي نشاط شيعي في غزة الوقت الذي تتصاعد فيه حركة التشيُّع في مصر قد بلغت أوجها وهناك ما يقارب المليون شيعي بالقرب من قصر عابدين في القاهرة.
أما تلك الحجج السخيفة والواهية التي يسوقها النظام المصري لمنع دخول المواد الغذائية فإنها أيضاً تنمُّ عن تفاهة الدبلوماسية المصرية ومدى انحطاطها وتمرغها تحت أحذية الإسرائيليين فمرة يدّعون أن الحكومة في غزة غير شرعية مع أنها حازت على ثقة المجلس التشريعي بأكثر من ثلثي النواب، ومرة يدعون أن المصالحة مع فتح شرط أساسي لفتح معبر رفح، وتارةً يشترط أبو الغيط أن تعترف المقاومة بشرعية الكيان الصهيوني مقابل فتح المعبر، أما الشرط المضحك فذلك الذي ابتدعه أبو الغيط وهو أن بوابة المعبر ضيقة لا تتسع للشاحنات ويبدو أنها تقلّصت ببرودة الجو الصحراوي، إضافة إلى المهزلة الشهيرة التي حدثت في اجتماع مجلس الأمن حين عارض مندوب عباس في الأمم المتحدة المدعو رياض منصور الرمحي في 8/11/2007 مشروع القرار القطري الماليزي لرفع الحصار عن قطاع غزة وهو أحد قياديي الجبهة الديمقراطية وهو من تلاميذ نايف حواتمة ثم أصبح من تيوس ياسر عبد ربه (بئس المعلم وبئس التلميذ التيس).
إذا كانت الرياح الأمريكية في زماننا هذا قد أتت وفق أشرعة النظام المصري وسيَّرت سفن عباس والفتحاويين المرتزقة معه، فإن الأجواء بدأت تنقلب، وبدأت تهب رياح أمير المؤمنين اسماعيل هنية و نسائم رجب طيب أردوغان، وسيغرق كل هؤلاء اللصوص مع سفنهم ولن يجدوا طوق نجاة لهم ولكننا نريد أن نغرقهم بمياه آسنة تتناسب مع توجهاتهم النتنة و سياساتهم الخبيثة وسوف يحاسبهم أطفال فلسطين على كل ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية .