الذكرى العاشرة

د. جبر خضير البيتاوي

لانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان

د. جبر خضير البيتاوي

[email protected]

[email protected]

أ. مساعد في قسم اللغة العربية/ كلية الآداب

 جامعة النجاح الوطنية

تمر في هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوب أهل لبنان بخاصة، والعرب والمسلمين عامة. ففي مثل شهر أيار من عام 2000م، تمكنت المقاومة الإسلامية من هزيمة الجيش الإسرائيلي، ومعه جيش جنوب لبنان العميل واستطاعت إخراجه بقوة السلاح من معظم أراضي جنوب لبنان الذي أحتلها في حرب عام 1982.

  لقد سطرت المقاومة الإسلامية ملحمة بطولية خالدة، وعبر مقاومة إسلامية ووطنية، استمرت أكثر من عشرين عاما، تخللتها ضربات موجعة ضد الجيش الإسرائيلي وأعوانه. وتمثلت في عمليات فدائية واستشهادية نوعية ضد القوات الإسرائيلية.

  وكان أعنفها عملية نسف مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة صور عام 1985. وقبل ذلك العملية الاستشهادية ضد قيادة الجيش الأمريكي، الذي أراد في حينه احتلال بيروت، ومعه الجيش الفرنسي، الذي أخذ نصيبه من العمليات الفدائية الاستشهادية،الأمر الذي أدى إلى إجبار هذه الجيوش على الهروب المبكر من لبنان.

  بعدها عمد الجيش الإسرائيلي تشكيل جيش جنوب لبنان الجنوبي العميل بقيادة سعد حداد وأنطوان لحد، ليكونا مدافعين عنه وعن دولته. فكان إصرار لبنان المقاوم، بكل طوائفه وأطيافه الشريفة من المسلمين والمسيحين على مقاومة هذا المحتل الغاشم وأعوانه، فشكلت منظومة مقاومة باسلة، وأسفرت هذه المقاومة العظيمة عن هروب مدوٍ وسريع للجيش الإسرائيلي، بقيادة الجندي الأول الوزير يهود باراك، في أيار عام 2000م.

  لقد كان هذا الهروب الكبير مقدمة لانتصارات العرب والمسلمين ضد المحتلين وأعوانهم. ففي هذه السنة شهدت أرض فلسطين حدثا عظيما، ففي الوقت الذي ظن فيه كثيرون من الأعداء والأصدقاء ان الشعب الفلسطيني قد استسلم للاحتلال الإسرائيلي، وقبل العيش والركون لهذا المحتل وممارساته القمعية الظالمة، من قتل وتشريد وهدم للبيوت والممتلكات، وإذا بهذا الشعب ينهض كالمارد، معلنا من قلب القدس ومن ساحات المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة الموافق 29/9/2000م، قيام انتفاضة الأقصى المباركة، فهب هذا الشعب العظيم في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفلسطين المحتلة، ضد المحتل الإسرائيلي.

وبدأ في مقاومة شعبية شاملة، وعمليات عسكرية واستشهادية، زلزلت الكيان الإسرائيلي، شارك فيها كل أطياف المقاومة الفلسطينية الإسلامية منها والوطنية، أجبرت الجيش الإسرائيلي ودولته بقيادة شارون على الانسحاب من قطاع غزة، وخمس مستوطنات في شمال الضفة الغربية.

إن هذا الهروب الإسرائيلي من أراض فلسطينية وقبله من أراض الجنوب اللبناني، تم بفعل المقاومة والجهاد، وليس بعملية السلام المزعومة.

وعليه فإن العرب والمسلمين اليوم يقودهم جموع المقاومة والجهاد في الأمة، مصممون على دحر المحتلين، وإعادة كيان الأمة وعزتها المسلوبة. وهم يعلمون علم اليقين أنه قد ولى زمن الهزائم، وبدأ عصر الانتصارات،  على الرغم  من كل التضحيات.

فأمة العرب والإسلام على أعتاب فجر جديد، يحمل النور والعدل والحرية لكل المستضعفين في الأرض، وإعادة الحكم الرشيد الذي غاب طويلا.