انتفاضة السفن

أبو ناصر

قافلة "أسطول الحرية لغزة" تنطلق اليوم، رسمياً، قاصدة المياه الإقليمية للقطاع المحاصر

تنطلق اليوم السبت القافلة البحرية للمساعدات الإنسانية لغزة "أسطول الحرية لغزة" بعد أن انتهت جميع الاستعدادات الخاصة بالانطلاق وذلك بالتنسيق والتعاون بين جمعية حقوق الإنسان والحرية التركية للمساعدات الإنسانية، والعديد من المنظمات الدولية.

وسيُقام في الساعة 11 من صباح اليوم السبت احتفال في منطقة "سراي بورنو" في إستانبول بمناسبة انطلاق القافلة التي تضم 9 سفن منها ثلاث تركية واثنتان من بريطانيا وواحدة من كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت.

وتُفيد تقارير متطابقة بأن الاحتفال سيحضره عدد كبير من المواطنين والصحفيين والسياسيين والكُتاب ومسؤولي المنظمات المدنية والفنانين لوداع السفن التركية الثلاث التي ستنطلق من إستانبول على أن تلتقي بالسفن الأخرى في نقطة محددة في البحر الأبيض المتوسط.

ونقلت التقارير عن مسؤولين بجمعية حقوق الإنسان والحرية التركية أن ما يقرب من 50 دولة قدمت الدعم لقافلة المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى دعم الرئيس الماليزي السابق والرئيس الفنزويلي.

وتحمل القافلة 10 أطنان من الأسمنت والحديد ومستلزمات طبية متنوعة وأغذية للأطفال، وسيكون على متن السفن ما يُقارب 750 شخصاً، وستصل السفن إلى غزة خلال فترة 24 ساعة في حال عدم اعتراض الجانب الإسرائيلي طريقها.

سلطات الاحتلال اعلنت انها ستمنع السفن من الوصول إلى غزة...

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت مطلع الأسبوع الماضي ـ الإثنين ـ أنها لن تسمح بوصول سفن الإغاثة الإنسانية إلى غزة.

ونقلت التقارير الإسرائيلية أن مدير قسم أوروبا في الخارجية الإسرائيلية، (نور غيلون)، التقى ـ الإثنين ـ على انفراد مع كلٍ من سفراء تركيا واليونان وايرلندا والسويد وطلب منهم العمل من أجل منع مواطنيهم من المشاركة في هذه الحملة.

وقالت التقارير ذاتها، أن (غيلون) "شدّد أمام السفراء على أن الحملة هي استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الإسرائيلي" وأن حكومته "لا تنوي السماح للحملة بالوصول إلى غزة."

وبحسب تقارير إسرائيلية سابقة، يستعد سلاح البحرية الإسرائيلي لمنع وصول أسطول السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وهو أمر سيضع "قافلة الحرية" كما يؤكد القيمون على الحملة أمام اختبار حقيقي...

الناطق باسم القافلة الدولية: تهديدات إسرائيلية جوفاء.. والأسطول سيتحرك شاء الاحتلال أم أبى...

من جهته، أكد الناطق باسم القافلة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة، "زاهر بيراوي"، في تصريحات صحافية أن "تهديدات الإحتلال الإسرائيلي بحجز سفن القافلة والتصدي لها هي تهديدات جوفاء."

ونقلت تقارير فلسطينية عن "بيراوي" قوله إن (إسرائيل) اعتادت "استخدام هذا النمط من التصريحات والمستوى الكلامي"، جازماً بأن "المهم هو أن أسطول الحرية سيتحرك شاء الإحتلال الإسرائيلي أم أبى، وهو لن يستطيع أن يُنفذ تهديداته لأن أي اعتراض أو تعدي سيعرّض قادة الإحتلال الإسرائيلي للملاحقة الدولية كون القافلة تُعد قافلة إنسانية."

ولفت "بيراوي" إلى أن "الإسرائيلي ليس على درجة من الغباء تجعله يُصدر قراراً بالسيطرة على السفن في وقت صورته تُصبح أكثر فأكثر محرجة، وهكذا تصرف قد يفضحه أمام المشاركين الممثلين لعدة منظمات أوروبية وعالمية"، وأضاف "بيراوي" أن "لا خيار أمامنا سوى خيار واحد هو الوصول إلى قطاع غزة المحاصر وإمداد أهلنا فيه بالمساعدات التي يحتاجونها."

وحدد "بيراوي" مسار التحرك الدولي الحالي بأنه "معركة سلمية سياسية إنسانية إعلامية حتى كسر الحصار أو فتح المعابر أمام قطاع غزة"، وختم "بيراوي" متهكماً "لو أرادت (إسرائيل) وقف هذه السفن عن القدوم إلى القطاع المحاصر أو منع إزعاج القافلة فلتفتح المعابر وتكف عن حصار الشعب الفلسطيني في القطاع."

مسار الرحلة وسفينة "راشيل كوري.."

ـ سفينة "راشيل كوري" ـ تيمناً بالناشطة الأميركية التي قضت على يد الإحتلال الإسرائيلي منذ عدة سنوات ـ انطلقت من ايرلندا متجّهة للالتقاء مع السفن الأخرى قرب المياه الإقليمية للقطاع المحاصر، وهذه السفينة مموّلة من رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد عبر المؤسسة التي يرأسها (مؤسسة "بردانا") وهي سفينة شحن كبيرة محمّلة بالمساعدات الإنسانية."

ـ مجموعة مؤلفة من 4 سفن تركية بتمويل من المؤسسة التركية الخيرية "IHHA" وحركة غزة الحرة، انطلقت من مرفأ مرسين في 21 من أيار الجاري.

ـ ستنطلق اليوم سفينة يونانية بتمويل من مجموعة نشطاء دوليين وحركة غزة الحرة، ويتبع ذلك سفينتين قادمتين من قبرص بتاريخ 24 أيار الجاري بتمويل من الفرع القبرصي لحركة غزة الحرة، حيث ستتجمع كل السفن أمام المياه القريبة من قطاع غزة."

ـ العشرات من السياسيين والبرلمانيين سيكونون على متن هذه السفن، وهم من دول أوروبية وعربية وإسلامية من بينها تركيا..

متحدث باسم قافلة الإغاثة التركية لغزة

يدعو المجتمع الدولي لحمايتها من القرصنة الإسرائيلية

اسطنبول، 19 أيار/ مايو 2010 – دعا المتحدث الرسمي باسم قافلة الإغاثة التركية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة "زياد العالول" إلى التحرك الجدّي لمواجهة التهديدات الإسرائيلية بمنع القافلة المؤلفة من تسع بواخر شحن تجارية من وصول قطاع غزة المحاصر.

ووصف "العالول"، أي تعدًّ إسرائيلي على السفن، التي تقل قرابة 500 متضامن من تركيا وأوروبا ودول عربية بأنه "إرهاب دولة"، ودعا المجتمع الدولي "الذي جنّد قواته لمنع القرصنة في خليج عدن إلى التصدّي بجدية لأي محاولة إسرائيلية قد تستهدف أمن وسلامة المتضامنين" كما قال، مشيراً إلى أن من بين الذين انضموا إلى الحملة أعضاء في البرلمانات الأوروبية والبرلمان التركي، ومثقفين وفنانين وإعلاميين وناشطين حقوقيين.

وقال المتحدث باسم القافلة التركية تعليقاً على تهديدات قالت تل أبيب إنها أبلغتها رسمياً للدول التي سيُشارك مواطنوها في الحملة، وتقضي بمنع القافلة من الوصول إلى غزة، إنه "آن الأوان للأمم المتحدة أن تتحرك لوضع حدّ لمحاولات (إسرائيل) المتكررة لخرق القانون الدولي، والتصرف بوصفها دولة خارج القانون"، وأضاف أن التعرض الإسرائيلي للقافلة وهي في المياه الدولية "سيكون عملاً من أعمال القرصنة، ويتوجب على المجتمع الدولي منعه ومعاقبة من يقوم به".

يُذكر أن القافلة ستبدأ تحركها يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وهي تحمل على متنها ستة آلاف طن من الحديد، وألفي طن من الإسمنت، إضافة إلى مولدات كهربائية وأجهزة طبية وأدوية وكمية من المعونات الغذائية.