رحلات منظمة من الجليل إلى الخليل
بهدف كسر الحصار
هيثم الشريف/فلسطين
ازدهار اقتصادي تشهده مدينة الخليل، وتحديدا وسط مدينة الخليل" من دوار المنارة والصحة وحتى باب الزاوية"هذه الحركة الغير اعتيادية ليست بفعل مواطني الخليل، وإنما
جراء عشرات الحافلات السياحية الحاملة لإخواننا من عرب الـ48، الذين يزورون الخليل أسبوعيا، للتسوق والتعرف على معالم الخليل الأثرية.
أم العبد من مجد الكروم داخل الخط الاخضر عبرت عن سعادتها لزيارة الخليل للمرة الثالثة خلال أشهر قليلة ، حيث زارت الحرم الابراهيمي الشريف وتجولت في أرجاء المدينة.
أما أبو اسماعيل من الناصرة فسعادته تكمن حسبما يقول في كونه يزور الخليل لأول مرة وكذلك قالت أم عوض من الجليل ولكنها أشارت الى ان الاسعار متباينة من محل لآخر.
فيما خالفتها بذلك الحاجة سميرة سلامة التي تزور المدينة للمرة الثانية من خلال بيت المسنين في مجد الكروم، حيث قالت"الأسعار منافسة وليس هنالك من تباين يذكر".
كما عبرت مريم اسماعيل من مجد الكروم أيضا عن فرحتها بزيارة الخليل للمرة الأولى بعدما سمعت عنها الكثير من معارف لها زاروا الخليل منذ أشهر.
وحول سبب زيارة فلسطينيي(48)لمحافظة الخليل تحديدا، أعاده أحد المنظمين لهذه الرحلات وهو ابراهيم الخلايلة من مجد الكروم لحب المدينة من جهة، ولكون مناطق الشمال كجنين مغلقة أمامهم، مشيدا بالخدمات المقدمة لهم سواء من الغرفة التجارية أومن تجار وحتى مواطنين، معتبرا في الوقت نفسه أن الاسعار ليست منافسة فحسب بل شعبية أيضا، ولكنه نوه إلى صعوبة إيجاد مواقف للحافلات.
أحد أفراد الشرطة المرافقة لاحدى الحافلات قال"حتى وان لم يكن هنالك مواقف مخصصة للحافلات، فنحن نؤمن للزائرين مواقف لسبع حافلات في منطقة "دوار ابن رشد"في الخليل، كما أننا نوزع الحافلات أحيانا على مناطق مختلفة بحسب رغبة القائمين على هذه الرحلات، وذلك ما ينعكس ايجابا على التجار في احياء مختلفة.
فيما رأى شرطي آخر يعمل على تنظيم السير في المنطقة أن ما يُعكر صفو القادمين من داخل الخط الاخضر هو استغلال بعض الاطفال لهم حيث يتم مطالبة الزوار باجور كبيرة بدل نقل حاجياتهم من الاسواق الى الحافلات.
المديرية العامة لشرطة محافظة الخليل أكدت انه ومنذ أشهر تم عقد اجتماع لكل مكاتب الشركات السياحية بحيث اتفق معها على ان تبلغ الشرطة بمواعيد قدوم الحافلات بهدف تقديم الخدمات وتأمين المواقف لهم ومرافقتهم.
ورأى صاحب مطعم القدس في المدينة يوسف مطاوع أن مرافقة شرطي لكل حافلة منذ وصولها مدخل المدينة يعطي طابعا من الامن والامان والدعم النفسي للزوار.
مبديا سعادته لهذه الزيارات التي تساهم في تنشيط السياحة الداخلية، وبذلك يعم الخير على الجميع ، مؤكدا أن المطعم يستقبل يوميا ما بين 300 إلى 350 شخص.
تاجر الملابس في منطقة باب الزاوية محمد شريف مسودة اعتبر كذلك ان الزيارات تنشط الحركة الاقتصادية في ظل التدهور الاقتصادي الحاصل بسبب الحصار وغلاء المعيشة، مؤكدا أن نسبة المبيعات قد تزداد عنده خاصة في أيام الاحد حيث تحضر الحافلات من حيفا وعكا والناصرة ونهاريا.
أما بائع الملابس والحرامات السورية في مجمع المدينة المنورة سلامة الحداد فقد اعتبران مجرد قدوم هذه الحافلات به فائدة ولو معنوية.
نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الخليل طاهر المحتسب أكد ان الزائرين من فلسطينيي(48) باشروا القدوم للخليل منذ أكثر من عامين"زيارة إخواننا من داخل الخط الاخضر للخليل بدأت منذ أكثر من عامين بتنظيم مع الغرفة التجارية، وأستطيع أن أقول ان لقدومهم عدة فوائد أولها انه يعطي دفعة معنوية من خلال التواصل الاجتماعي، لأننا أولا وأخيرا كلنا فلسطينيون، وثانيا لقدومهم أثر ايجابي على اقتصاد المدينة حتى وان كان لا تزيد نتيجته على ال10%.
وأضاف طاهر المحتسب"كلما أعلمنا بموعد زيارتهم نرسل لهم موظفين من الغرفة التجارية بالتعاون مع دائرة السياحة والشرطة لمرافقتهم أثناء زياراتهم للمصانع والمتاجر وحتى الأماكن المقدسة كالحرم الأبراهيمي الشريف".
وقد نوه نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الخليل طاهر المحتسب إلى أن هذه الزيارات في تزايد مطرد"كان عدد الحافلات لا يتجاوز الحافلتين في باديء الأمر الا أنه وصل الى 8و10 حافلات، لذلك عقدنا أكثر من اجتماع مع تجار المحافظة وطالبناهم بوجوب تخفيض الأسعار على السياح لإعطاء صورة طيبة عن مدينة الخليل، والحمد لله فقد أبدى العديد من القائمين على هذه الزيارات ارتياحهم لذلك.
وعلى الرغم من الفائدة الاقتصادية التي حلت بالخليل جراء زيارات عرب الـ48، إلا أن عددا من خطباء المساجد ناشدوا أهل الخليل للحرص على مباديء الدين الإسلامي وعدم التشبه ببعض الزائرين،الذين ياتون بلا حجاب وبملابس فاضحة حسبما قالوا!! .