ألا يستحي هذا الوزير
والاستفادة من القمّة العربية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( وزير خارجية النظام السوري وليد المُعلم انتقد الأمين العام للجامعة العربية بسبب عدم توزيع الأمانة العامة نسخاً من رسالة المعارضة اللبنانية الى الدول الأعضاء... ، وغير ذلك من المقررات التي سآتي على طرحها في هذا المقال ، ولكن مايهم في الموضوع ، أن هذا الغندور الوزير يُريد توزيع رسالة المُعارضة اللبنانية مع الحكومة ونحن نؤيده بمطلبه ، وبالتالي نُطالب الجامعة العربية والمُعاملة بالمثل أن توزع ورقة المُعارضة السورية في مجلس الجامعة ومؤتمر القمة العربي ، التي سيتم إعدادها بالتنسيق مع كل القوى السياسية على الساحة السورية ، والتي ستتلخص بنُقاط مُعينة حددها النظام السوري على الحكومة اللبنانية للتعامل مع المُعارضة اللبنانية ولن نزيد عليها إلا بأشياء محدودة ، وهي سرعة إخراج سُجناء الرأي والفكر والآلاف من المُغيبين في سجون النظام منذ عقود من السوريين واللبنانيين والعراقين وبقية الإخوان العرب الى أن يتم تسوية بقية القضايا تحت مظلة الجامعة العربية التي نقبل الإحتكام لها في مطالبنا ومظالم الشعب السوري)
ومثلما يقولون بأنّ المُعاملة بالمثل ، ومن سوّاك به من ناحية الحقوق والواجبات فما ظلم ، وخاصة وأنّ سورية تسير الى شفير الهاوية ، مع هذا النظام الأرعن ، الذي أرعد وأزبد ، ونشر الرعب في كل مكان ، وصار سبّّة عار في جبين الإنسانية تحرق من يقترب منه ، وصار شرّه مستطيرا ، ووجوده يعني الدمارالكامل للبلد وحصاره ، بعدما كُشف أمام الرأي العام وبانت عورته وتعرّى أمام الخلائق بجرائمه التي ارتكبها في لبنان والعراق وسورية ، وهو الآن ينتظر مصيره المحتوم أمام المحكمة الدولية والمجتمع الدولي ، والذي من المتوقع أن يتعنّت أمامهما ، كأن يرفض المثول أمام القضاة الدوليين ومعه شُركائه ، أو يرفض تسليم القتلة الذين نفذوا أوامره ، وبالتالي ستكون الكارثة على شعبنا السوري أولاً ، مما يستوجب علينا كمعارضة ومُمثلين عن الشعب سرعة تقديم الورقة الوطنية للقمّة العربية ، بغية إنقاذ بلادنا من المهالك التي تنتظرها من وراء السياسات الحمقاء التي ينتهجها النظام ، والطلب الى اخواننا العرب مُساعدتنا للتخلص من هذا النظام الكابوس باقل الخسائر ، وذلك عبر دعوتهم الى كل القوى الوطنية السورية للتلاقي في الداخل السوري ،وإلزام النظام بذلك لوضع خطة لإنقاذ مايُحدق بالوطن من المخاطر ، وإلزام هذا النظام المعزول بها لتطبيقها
ورداً على تصريحات وزير خارجية النظام وليد الأجير التي انتقد فيها انحياز الجامعة العربية الى الطرف الحكومي عن المُعارضة الذي جاء ليتحدث بإسمها فأقول : ماذا لو فعل غيره ذلك وتحدّث باسمنا وعن مُعاناة شعبنا ، ألا يستحي هذا الوزير أن ينهى عن خُلق ويأتي بمثله بكل صفاقة ووقاحة، ألا يستحي هذا الوزير أن يُطالب بأكثر مما تستحقة المُعارضة اللبنانية كعرف ديمقراطي ، بينما نظامه يقمع أيّ صوت ورأيٍ حر في بلادي ، والمئات حوكموا تعسفياً هذه السنة لمجرد ابداءهم الرأي ، وعشرات الآلاف لازالوا قابعين في الزنازين تحت الأرض منذ عقود لايعرف عنهم أحد شيء
ألا يستحي هذا الوزير عندما يتحدث عن السلّة المتكاملة في لبنان ، بينما في سورية لايوجد إلا بطيخ نظامه المُعفّن ، الذي قرفت الناس منه واشمئزت النفوس لوجوده الطويل ، حتى خرجت رائحته النتنة من كل حدب وصوب ، وصار شكله مُقززاً ، وأربعون عاماً من الظلم والقهر والتجويع والفساد وإلغاء مؤسسات الدولة والنهب والتشريد والتغيب والقتل والتدمير للمدن وارتكاب المجازر
وعظائم الموبقات بحق الإنسان السوري والأشقاء المُجاورين
ألا يستحي هذا الوزير أن يُحدد النسب من عند سيده ويُخالف الإجماع العربي ، وما أوضحته الجامعة العربية على لسان السيد أمينها العام عمرو موسى
ألا يستحي ان يسمح لأتباعه وأزلامه وأذنابه وسفلته بالتطاول على العرب ومُمثلهم عمرو موسى واتهامهم بالجهل باللغة العربية حيناً ، والتطاول على من مدّوا يد العون للبنان في احلك الظروف ، بدلاً من اسداء الشكر اليهم على مواقفهم ودعمهم الذي لولاه لربما كان لبنان اليوم أسوأ من الصومال
ألا يستحي هذا الوزير أن يُطالب بالإفراج عن الضباط المجرمين القتلة في لبنان ، والمُتهمين الأساسيين بقتل رمز لبنان الشهيد الحريري ، ونظام سيده يُحاكم من ثاروا من الأكراد والعرب لمقتل شهيدهم الرمز الشيخ معشوق الخزنوي ، الذي قُتل ظلماً على يد زبانية النظام ، بعدما اختطفوه ، ثمّ قتلوه صبراً ، بدلاً من مُعاقبة القتلة ومُحاكمتهم ، وإنزال العقوبة الرادعة بهم
ألا يستحي هذا الوزير أن يتهم السيد عمرو موسى بأن كلامه كان قاسياً على النظام السوري وأنه هو المُعرقل والمؤثر في إبقاء الأزمة اللبنانية على حالها ، بدلاً من إثبات عكس ذلك ، ولكنها الحقيقة الساطعة التي لاتخفى على أحد، فأراد أن يُغطيها بتهجمات لاتُغني ولا تُسمن من جوع
ألا يستحي هذا الوزير عندما يُنقل عن السيد عمرو موسى بأن الأولوية لدى سيده بشار هي تعديل بنود المحكمة الدولية ، بينما لم يُعر أي اهتمام للفراغ الرئاسي أو تشكيل الحكومة اللبنانية فيما لو سوّي موضوع المحكمة كما جاء في القبس الكويتية
وأخيراً لايسعني إلا أن أقول ماقاله العرب قديماً ، بأنه فعلا اذا لم تستحي فاصنع ماشئت.