قولوها ولو مرّة صريحة بأنّ النظام السوري هو القاتل
قولوها ولو مرّة صريحة بأنّ النظام السوري هو القاتل
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( وأخيراً جاءت التصريحات الفرنسية الواضحة لتُحمل النظام السوري مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس أي أنّ هذا النظام هو الذي يُحدث الفوضى في لبنان ، وبالمفهوم السياسي : يعني تحميل النظام السوري مسؤولية ماجرى من الخراب والدمار والإنقسام والفلتان في هذا البلد، ولكنهم لم يجرؤا الى الآن تحميل هذا النظام مسؤولية الدماء والإغتيالات لكبار لبنان بشكل مُباشر لأسباب غير مفهومة ، مع علم الجميع بأن هذا الإتهام صار من البديهيات ، والقرائن كلها تُشير اليه ، وخاصة وأنّ هذا النظام له سوابق في سوريا ، ومسؤوليته عن المجازر الجماعية التي ارتكبها في بلادنا ولبنان والعراق ، والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء ، فهو لايتورع أبداً عن سفك الدماء ، وهو لايستطيع ترك وسائل الإرهاب المُرعبة لتخويف الناس مادام موقف المجتمع الدولي الى الآن غير حازمً مع جرائمه)
فلا زال الغرب ينظر في علاقاته مع نظام الطاغية في دمشق وفق مصالحة الخاصّة ؛ لاوفق القيم الإنسانية والأخلاقية ، وما زالت شعوب هذه المنطقة تُعاني من ازدواجية المجتمع الدولي وعدم تحمّله مسؤوليته حيال الشعب الأعزل في كلٍ من سورية ولبنان ، فهل نستطيع أن نعتبر التصريحات الفرنسية وقبلها الأمريكية ومن وراءهم بداية الطريق لمُحاسبة هذا النظام بشكل جدّي ، لاحبّاً بتلك الشعوب ، وإنما لأن هذا النظام فقد أهليته ومفعوله ، وصار فاسداً لنفسه ومُفسداً لغيره ، ولم يعد يُجدي معه أي علاج ، لربما يكون ذلك ، ويكون الأمر بالفعل قد بدأ به العد التنازلي لإسقاط النظام ونامل ذلك ، وسنتعاون مع كل القوى الخيرة لتحقيق هذا المطلب دون هوادة أو مُهادنه
على كل حال جاء اليوم تصريح الطبوش الكربوج المُدعبل المُتختخ المُربى في حظائر المال الحرام المتخوم به وزير الخارجية المُعلم الفاشل ليُثبت تدخل نظام أسياده بالشأن اللبناني ، وأن العقبات للوصول الى الحل والتوافق ، إنما يضعها نظام بشار ، الذي دفع بالجنرال عون للإعاقة وتأزيم الوضع لفرض شروطهم من خلال عُملائهم وأتباعهم وأدواتهم في لبنان ، فماذا على المجتمع الدولي أن يفعله حيال ذلك بعد تصريحات هذا الأحمق الواضحة بالتدخل بالشأن اللبناني ، وماهي الخطوات التالية التي يجب اتخاذها لردع هذه الطغمة الحاكمة في دمشق لمنعها في تدمير لبنان، وهل آن الآوان لمساعدة الشعب السوري للتخلص من هذا الكابوس القمعي المُتسلط على رقاب شعبنا لسوري الذي لن يرتاح لبنان ولا المنطقة إلا بإزالته ، نأمل ذلك
و بهذا الصدد لايسعني إلا أن أُحيي الموقف العربي الذي يتقدم الى الأمام بهذا الخصوص وإن لم يكن كافيا ، فبدأ يُشير صراحة بالإتهام المُباشر لنظام بشار لما يجري في لبنان ، ولكن ذلك تلميحاً لاتصريحاً ، إلا السعودية التي تقدمت شقيقاتها العربية بهذا الخصوص، ولم تتوانى في تحميل الطُغمة الحاكمة في دمشق مسؤلية مايجري في لبنان ، وكذلك كانت تصريحات الرئيس المصري منذ يومين أيضا شبه واضحة بتحميل نظام القمع في سورية مسؤولية مايجري من المآسي على أرض لبنان الحبيب ، وهو موقف إيجابي علينا أن نُشجعه للضغط على نظام بشار حتى إزالته
وأخيراً : لايسعني إلا أن أُحيي قادة لبنان الكبار الذين لازالوا على قيد الحياة ، ولم يأبهوا بالتهديدات للتنازل عن حقوق مواطنيهم ، وعلى ايمانهم بحتمية زوال النظام السوري ، وإيمانهم بأن بلدهم لن ترتاح ولن تهنأ ولن يهدأ لها جفن مادام طاغية الشام خارج الأقفاص المكان الطبيعي له ولرجالاته على مارتكبوه من جرائم ، ليس يحق تلك الشعوب ، وإنما بحق الإنسانية جمعاء، ونحن معهم وشعبنا السوري جميعه معهم ، ولن نتخلّى عن الأشقاء اللبنانين ، لأنّ دماءنا سالت من جزّار الشام واختلطت مع بعضها، فعُمّدت العلاقة الأخوية بأثمن الأشياء ، وكلانا يحمي الآخر ، وهذا مايُبشر بنصر إرادة شعوبنا على عصابة الإجرام ومصاصي الدماء بإذن الله.