أين تتجه المعارضة  السورية

أين تتجه المعارضة  السورية ؟!

د. نصر حسن

[email protected]

(1 – 5)

المعارضة السورية – قراءة زمنية

 بظهور المد القومي والإسلامي واليساري  لسنوات قليلة عاشتها سورية بعد الاستقلال , تميزت بوجود تنافس سياسي بين فصائل متعددة لتثبيت نوع الحكم وشكله وآليته , كانت في صورتها العامة امتداد لمرحلة ما قبل الاستقلال فكراً وشعاراً وأدواتاً , غلب عليها التنافس الإيجابي السياسي بما يشبه الحياة الديمقراطية بشكل ما من الأشكال , سرعان ما تحول إلى اضطراب وتجربة عاتية عصفت بالحياة السياسية في سورية , وجرتها إلى الانقلابات العسكرية ,وانقلاب الأحوال إلى صراع على السلطة , كان انعكاساً عملياً للصراع حول مستقبل سورية , انخرط فيه الجميع بغوغائية ورومانسية لصياغة مشروع وهمي لدولة قوية محورية كما حددها التاريخ والجغرافيا والبنية الداخلية .

صراع بدأ سياسياً وفي عمقه أبعد من ذلك بكثير ,وبشكله العام كان بمثابة ترتيب جديد لقوى وموازين القوى السياسية والأهلية , تمركز على الجيش من حيث هو القوة الوطنية المنظمة في المجتمع التي اعتادت عبر التاريخ العربي الإمساك بالسلطة , هذا ما فعله البعث في بدايته ووصل إلى تحقيق أول وحدة بين مصر وسورية حولتها الأخطاء إلى بداية سحب السياسة من التداول بين الشعب وخصتها في أجهزة المخابرات الأمر الذي أدى إلى احتكار العمل السياسي والقرار السياسي وإقامة حكماً فردياً مدعوماً بالخوف والرغبة معاً إلى أن انهار سريعاً عام 1961 ودخلت مرحلة الإخفاقات المركبة وغادر فرح الاستقلال يوم 17 نيسان 1947 ويوم الوحدة 22 شباط 1958 لتنتقل سورية إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة الحزن المستمر , المرحلة التي ولدت فيها المعارضة السورية التي نرى شتاتها بعد نصف قرن وكأنه نسخة خائرة عن البداية تتكرر بلا نهاية.

ومع قيام ثورة 8آذار 1963 ووصول البعث إلى السلطة , البعث الذي قاد المعارضة السياسية قبل ذلك بنجاح منقطع النظير ,عاد إلى التمركز حول الجيش وإدخاله في المعادلة السياسية التي طالما حذر منه المرحوم /أكرم حوراني / الرجل الذي اعتاد على النجاح بالانتخابات الحرة والوصول عبرها إلى البرلمان , تحفظ على المشاركة في سلطة العسكر وبقي بعيداً عنها وناقداً لها ومتوجساً من دخول الجيش على خط السياسة , وبسرعة تحولت التجربة من واجهاتها السياسية إلى صراع على السلطة بين أجنحة البعث بعد أن تم إلغاء كل مظاهر الحياة السياسية واستفراد البعث في السلطة , هنا عادت المعارضة لتأخذ دورها من جديد , المعارضة التي نشأت هذه المرة بين صفوف البعث والإسلاميين واليسار وأخذت ملامح واضحة من التصادم مع السلطة التي تتصارع هي الأخرى على المستوى الداخلي لترتيب البيت السوري على قياسات مختلفة بعضها داخلي ومعظمها خارجي .

معارضة التيار القومي .