فضائية ال BBC العربية مستشارها خباز

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

لو قيل لي ذلك الخبر لما صدقته وذلك لان الحرفية والتاريخ الطويل لتلك القناة يغنينا عن الشك بحرفية ضيوفها ، ولكن المشكلة تكمن في ان هذا المحلل السياسي والذي قدم على انه محلل سياسي وكاتب وفنان اعرفه جيدا ، بل وعمل عندي لفترة وجيزة كافية لمعرفته جيدا طرد بعدها بسبب الاحتيال والسرقة ، اضافة الى انه ليس فنانا ولاكاتبا ولامحللا سياسيا كما  زعمت القناة وكما يزعم هو وكتب على صدر صفحته الالكترونية.

مااعرفه يقينا عن هذا المستشار وذلك منه وعنه انه درس في معهد للفنون التشكيلية وعمل رساما للجداريات الوطنية قبل هجرته خارج البلاد ثم التجائه اخيرا وانضمامه الى جماعة الشلبي لصوص العراق الديمقراطي الحديث حفظهم الله ، ثم عمل خبازا في بلده بسبب انه لم يكن فنانا ناجحا وذلك لانه لايستطيع الرسم ابدا دون استخدام الفانوس الضوئي ، وهي حالة يقوم بها الهواة في الفن والمتطفلين عليه ، ثم غادر العراق الى الامارات وطرد من عدد من الاعمال هناك ، وتعرف على احد المهربين للبشر وتجاره ، وعمل تحت امرته في تهريب عدد كبير من العراقيين عن طريق الاردن اندونيسيا ثم استراليا ، وبسبب جشع القائمين على عملية التهريب فقد تعاقدوا مع سفن لنقل البضائع المهترئة ، وانتهت تلك العمليات بنجاح كبير حققت للمحلل السياسي المرابح الكبيرة ، وحققت لركاب السفن الاندونسية رحلة موفقة الى الجنة بعد غرق ركابها ، وقد استفاد هذا المحلل السياسي مما جناه ومما ورثه من شهداء اللجوء وقدم الى السويد ، وعمل لدي ، ولقد حصل على عمل لدي بادارة قسم تأجير الغرف السكنية , حيث اعترف الساكنون انه سرقهم ، والمصيبة ان من سرق كانوا اولاد عمه وابناء بلدته ، وحينها قصوا علي تاريخه وانه ليس الا خبازا ومحتالا في البلد  ، وعندما عرف ان اخباره وصلت لي فانه هرب من العمل لدي، وما زلت اذكر كلماته عندما قال لي ذات مرة انه يرى امواج البشر وكأنها امواج متلاطمة من المال يجب تحويلها لجيبه .

المحلل السياسي والكاتب الكبير اتصل باقربائه بعد فترة وجيزة على انه اصبح من المقربين الى اللص الدولي احمد الجلبي وانه سيوليه بعض الاعمال ، وغاب المحلل السياسي فترة حيث ظهر في بعض المحطات الفضائية على انه يحمل الاجازة في السياسة ، والمفاجأة الكبرى انه وصل او اوصل الى قناة ال BBC  حيث قدم على انه كاتب وفنان ومحلل سياسي ، والمحطة الفضائية حرة في اختيار ضيوفها ، ولكني اتساءل واسأل المسؤولين عن هذه المحطة : هل خلت لندن بملايينها العشرين من العباقرة واساطين السياسية ، هذه المدينة التي تحوي نصف السياسيين في العالم عجزت عن ان تقدم لهذه القناة معلقا سياسيا وخبيرا سياسيا ورمت كل تاريخها وراء ظهرها واستوردت خبازا محللا سياسيا لها والذي ليس لديه من امكانيات الكتابة الا اقل من ثلاثين مقالا نقلها من هنا وهناك ، ولوحات فنية رسمها عن طريق الفانوس الضوئي ، وخبرة سياسية بانتسابه لأحمد شلبي ، وبهذه المناسبة فاني اهنيء هذه القناة على هذا الكشف الفريد والعجيب وهذا التعامل الاخباري المقيت والذي تجاوزت به قناة العربية الصهيونية الغراء والتي تمكن اعلاميوها سلفا من الولوج الى داخل الصناديق الانتخابية ومعرفة ان الناخبين انتخبوا المالكي بنسبة تقارب الثلاثين بالمائة من الاصوات ، وهو استباق غير مباشر لمؤامرة تزوير واضحة يقوم بها الاعلام العالمي المتصهين لتزوير ارادة الشعب العراقي وقهر اجماعه الوطني على طرد اركان الذل والخيانة ، وهو اجماع ظهر واضحا بهذا الاصرار العجيب على تحدي المخاطر والقصف الذي قامت به قوات الديمقراطية المالكية وتحت الاشراف الامريكي للنسخة السوداء لجورج بوش  .

لقد كنت اتساءل عن هذه النسبة الانتخابية الاستباقية التي نسبت للمالكي من قبل تلك المحطات وعلى رأسها القناة المتصهينة العربية الصهيونية ، من اين حصل عليها ؟؟؟وواقع الحال يشير الى ان اكثر من نصف بغداد السني رفض قائمة المالكي لطائفيته ونزعة اهلها العراقية العربية الشاملة ، وقسمها الاخر الذي انتخب القائمة الصدرية ، وكبرى محافظات الشمال الموصل والتي يزيد عدد سكانها عن اربع محافظات جنوبية مجتمعة لم تنتخب المجرم المالكي ومعهم الانبار وصلاح الدين وديالى وكامل الشمال الكردي الذي انتخب قائمته الكردية , ولو افترضنا ان الجنوب بقضه وقضيضه انتخب المالكي  وهذا غير صحيح ، فان الكثافة السكانية في الجنوب بكامله تشكل اقل من ربع اجمالي عدد السكان كما تقول الاحصائيات الرسمية ، فمن اين لقناة العربية المتصهينة  ومن على شاكلتها هذه الارقام التي تدل على استمراريتها في نشر الاوهام والاباطيل والتآمر على حرية العراق وامتنا ، وهو مؤشر واضح على سعة التزوير والذي لن يستطيع احد ابدا ان يوقفه لانه باشراف امريكي صهيوني والدليل هو المحلل السياسي الخباز في قناة ال BBC   وقناة العربية.

لقد افرز احتلال العراق لنا وللعالم مجموعات هائلة من الانتهازيين والوصوليين وتجار البشر والدماء والاوطان ، هذه الاعداد الهائلة والتي نمت وترعرعت ضمن نسيج متقيح لمفاهيم عصرية وحداثية وصولية يشجعها ويدعمها اعلام ساقط ، واجهزة تنحر بسكاكينها جوانب امتنا وتحت شعارات وعناوين متفرقة ترى في بعضها مظاهر التقدم والحضارة وفي قلبها مرار الصهيونية ولؤمها وخبثها الذي طفى قيحه فغطى وجه عالمنا كله .