أخطاءُ إسرائيلِ في ميزانِ أحمدي نجاد

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

إذا عادت إسرائيل إلى أخطائها السابقة فسوف تلاقي قوة من إيران ولبنان والعراق وسورية لتزال إسرائيل عن الوجود . قول جميل فيه من القوة والتهديد والوعيد مايرعب الكيان الصهيوني البغيض .

ذلك ماقاله أحمدي نجاد الرئيس الإيراني في المؤتمر الصحفي يوم 25/2/2010 في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد .

ليقابله بالقول نحن أمة لانخاف تهديدا ولا وعيدا ونقابل طلب وزيرة الخارجية الإيرانية بالإتفاق الجديد في إلغاء التأشيرة بين سورية وإيران .بحيث أننا نشترك بالمباديء الأساسية والكاملة بين البلدين .

لو عدنا للوراء قليلا أو كثيرا لنشاهد أخطاء إسرائيل :

لم تكن إسرائيل موجودة قبل عام 1948 وعندما قامت دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني في فلسطين , كان الخطأ الوحيد الذي ارتكبته إسرائيل في ذلك الوقت هو:

أنها أبقت على عرب ال48 داخل الأرض المحتلة ليكونوا شوكة وخطرا محدق في الكيان الصهيوني على الدوام .

الخطأ الثاني الذي ارتكبته إسرائيل سنة 1956 أنها انسحبت من الأراضي المصرية المحتلة .

الخطأ الثالث في حرب ال67 أنها احتلت سيناء والجولان والضفة الغربية ولم تحتل تلك العواصم وبدون حرب ,عواصم الدول العربية التي ضاعت أرضها سنة 67.

1982 غزت لبنان ووصلت لبيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا وحربها تلك بهدف إبادة الفلسطينيين في لبنان , ولكنها أبقت على الكثير منهم داخل الأراضي اللبنانيه , وكان ذلك خطأ كبير .

1982 ضربت المفاعل النووي العراقي واكتفت بذلك ,ليضاف للأخطاء السابقة لإسرائيل .

اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في تونس ولبنان وبيروت ودمشق وأخيرا في الدوحة .

إذا كانت هذه أخطاء إسرائيل السابقة

فما هي نوع الأخطاء التي سترتكبها إسرائيل في المستقبل حتى تكون دولة ساسان لها بالمرصاد وتمسحها من الوجود ؟

لقد اكتملت الصورة واكتمل المشهد في التحول الكبير في المنطقة

أحمدي نجاد أصبح يتحدث باسم دولته إيران وباسم الشعب اللبناني والسوري والعراقي .

حلف تأسس ودولة نشأت ولا يفصل بينهما حدود ومباديء أساسية مشتركة بين الأطراف الأربعة , وإثنان من المشتركين في اغتيال المبحوح يفرون إلى طهران لقبض الجائزة الكبرى وتكملة أخطاء إسرائيل السابقة

لأعجب من قول نجاد أشد العجب , إذا كان يسمي تلك النجاح الهائل للكيان الصهيوني بالخطأ فما هو الصحيح بنظره ؟

هل إن إسرائيل أخطأت , وأين الخطأ

الخطأ عادة يصنف بفعل غير مقصود

والكيان الصهيوني عمله كان مقصودا من كيان لاوجود له إلى كيان يحكم العالم أجمع .

لقد اتبعت إيران سياساتها في العراق المعتمدة على الإبادة الجماعية للمناهضين لها وهم السنةالعرب في العراق .

وكما تفعل في إيران , وكما جاءت الوثيقة السرية لمحمد باقر الحكيم والصادرة من قم :

عند تغيير النظام عليكم أن تهدموا مساجد السنة وتجمعون كتبهم من الأسواق وتقتلون علماؤهم حتى يتحول الكل , ليكون العراق دولة شيعية مطلقة فالسنة كفرة لأنهم يكرهون آل البيت .

لاأجد في أخطاء إسرائيل السابقة إلا أنها أبقت على العرب المسلمين في الأماكن التي احتلتها .

وأجد في تهديد أحمدي نجاد الموجه لدولة إسرائيل , تحذيرا مبطنا مفاده عليك القيام وبالتعاون معنا على إبادة السنة في المنطقة وتحول المنطقة كلها لدولة يهودية مجوسية تعود فيها دولة الفرس واليهود القادمة للسيطرة على العالم العربي والإسلامي , مع التذكير بالتعاون المعلن والخفي بين الصفويين واليهود .

إن الذي أعلن اليوم بين الطرفين السوري والإيراني , هو برهان قاطع لكل من يساوره أدنى أمل في التعول على إيران في أنها عدوة لإسرائيل .

لقد دق الإسفين الثاني بين المشرق العربي والمغرب العربي والذي بدأ بإسرائل سنة 1948 وكان الثاني أو الممتد له هو المحور الإيراني العراقي السوري اللبناني .

أكيد لقد صفق الكثير اليوم لتهديد نجاد وفرح الكثير بالقول من أمة يعرب .

ولكن لعلي أشترك معهم بالتصفيق ولكن ليس من أجل كلام الرئيس الإيراني وإنما من الخطأ الذي وقع فيه .في تصريحه هذا ليكون شاهدا على كل من يدعي أو يشعر بشيء من الأمل في الكيان الإيراني الحاقد أنه ضد الكيان الصهيوني وضد أمريكا ,

ليكون الدليل الصريح للتنسيق الكامل بين هذه الكيانات البغيضة والتي هدفها الإسلام والمسلمين, وما تسليم عبد الرحمن الريغي ببعيد .

والصمت مازال مستمرا والمسلمون والعرب في صمتهم متوارون عن الأنظار والأراضي العربية تقتطع كيانا بعد كيان .

والكثيرون ينادون ويقولون إخواننا الشيعة .وإخوانهم الشيعة يبيدون إخوانهم السنة في أي مكان يسطون عليه .