جنود الاحتلال الإسرائيلي

يقتحمون المسجد الأقصى

ساد التوتر مدينة القدس المحتلة بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى وأدخلت مئات السياح والمصلين اليهود إلى باحات الحرم الشريف مما أدى إلى نشوب مواجهات مع مصلين معتكفين داخل المسجد.

من جهة أخرى أصيب ستة فلسطينيين واعتقل اثنان آخران جراء مواجهات في منطقة باب العامود، حيث أطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص على المواطنيين الفلسطينيين.

وقالت مراسلة الجزيرة إن المواجهات تشتد أحيانا وتقل أحيانا أخرى في وقت لا يزال الجنود الإسرائيليون داخل ساحات المسجد. وأضافت أن الشرطة الإسرائيلية تطوّق الحرم وتغلق البوابات.

وحذر معتكفون داخل المسجد الأقصى من أن حصار الجيش الإسرائيلي إذا دام فسوف تحصل مواجهات. وواصلت إسرائيل حملة اعتقالات في الضفة الغربية.

وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت من هم دون الخمسين من العمر من دخول الحرم الشريف, وجاء ذلك عقب تكبيرات في مآذن الحرم تدعوا المواطنين إلى النفير تحسبا لتعرض الحرم لمحاولات اقتحام من قبل مجموعات يهودية متطرفة.

وقال مدير الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب إن سلطات الاحتلال دفعت بقوات كبيرة إلى مداخل الحرم في محاولة لمنع وصول مزيد من المواطنين. وكانت قوة من الشرطة الإسرائيلية قد دخلت إلى الحرم في محاولة لإخراج شبان موجودين داخله.

شوكة المسلمين

وفي وقت سابق قالت مراسلة الجزيرة إن أبواب الحرم القدسي مغلقة بالكامل لكن بوابات المسجد الشريف نفسه لم تغلق، في حين حشدت إسرائيل عشرات الجنود في ساحات الحرم. وسمحت قوات الاحتلال لمئات من  السياح بالتجوال في الحرم في وقت منع المصلون من الدخول.

وأوضحت المراسلة أن جيش الاحتلال ادعى أن ثلاثين معتكفا داخل الحرم قاموا مع صلاة الفجر برشق الجنود بالحجارة. وأشارت إلى أن مناوشات حدثت بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال قد وقعت عند باب الأسباط قبل أن يعود الهدوء الحذر ويسيطر هناك.

من جهته قال رئيس المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى ناجح بركات في اتصال مع الجزيرة إن بعض الشبان المعتكفين ألقوا ما بحوزتهم من أخشاب وأحذية بوجه جنود الاحتلال، وأكد أن مئات الجنود الإسرائيليين يتواجدون في الموقع.

وأضاف بركات الذي كان يتحدث من داخل المسجد الأقصى أن سلطات الاحتلال تحاول اعتقال المعتكفين بالمصلى المقدس. وقال إن الشرطة الإسرائيلية "معنية بكسر شوكة المسلمين في المسجد"، وأضاف أنه إذا دام حصار القوات الإسرائيلية للمعتكفين بالمسجد فإن مواجهات ستحدث بين الجانبين.

وحذر رئيس المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى من أن الإجراءات الإسرائيلية غير مسبوقة، وقال "هذه الإجراءات خطيرة وإذا سكتنا عن هذه المواضيع فسنفقد مقدساتنا ونرحّل من بلادنا"، وذلك في إشارة إلى إعلان حكومة بنيامين نتنياهو مؤخرا ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة "التراث اليهودي".

رشق حجارة

وفي المقابل قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شموئيل بن روبي إن القوات الإسرائيلية اقتحمت ساحة قرب المسجد الأقصى بالقدس الأحد بعد أن رشق محتجون فلسطينيون السياح بالحجارة ولم ترد على الفور أنباء عن إصابة أحد.

وقال المتحدث الإسرائيلي إنه جرى اعتقال أحد المحتجين الفلسطينيين خلال احتجاجات في أحد أزقة المدينة القديمة.

أما محافظ القدس عدنان الحسيني فقال إن شبانا فلسطينيين اعتكفوا في المسجد طوال الليل بعد أن ذُكر أن يهودا متطرفين هددوا باقتحام الأقصى، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.

على صعيد متصل، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات في الساعات الأولى من صباح الأحد شملت ستة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل الفلسطينيين بدعوى أنهم "مطلوبون"، موضحة أن اعتقالهم تم قرب مدينة جنين.

يذكر أن الأراضي الفلسطينية تشهد توترا بعد قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة "التراث اليهودي". وقد أثار ذلك احتجاجات سياسية داخلية وخارجية، فقد دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى انتفاضة فلسطينية، بينما حذر الرئيس الفلسطيني من حرب دينية.

أما الخارجية الأميركية فأعربت لإسرائيل عن مخاوف بشأن تعيين مواقع على أنها "مواقع التراث الوطني الإسرائيلي". وعبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عن مخاوفها بشأن خطة إسرائيل, وحذرت من تصاعد التوتر في المنطقة.