من يعفو عن من

من يعفو عن من ؟

في قرار العفو الأسدي .. ولكنهم حاقدون

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

 ( قرار العفو الصادر عمن لايملكه ، بحق حفنة من المجرمين والقتلة والسفلة وناهبي أموال الدولة ، دون أن يشمل السياسين وأصحاب الرأي والفكر والانتمائات السياسية والحزبية ، لايجوز بأي حال أن يمّر مرور الكرام ، ودون إثارته والتحريض ضده ، وقلب الطاولة على رؤوس هذه العصابة ،والذهاب بعيداً ؛ الى المدى الذي نستطيع فيه اسقاط النظام ، ولو باتخاذ القرارات الصعبة ، بكل ماتعنيه هذه الكلمة من المعاني التي لا أريد الخوض فيما وراءها ، وعمل سياسي آخر هو كشف هذه الزمرة وتعريتها أمام الملأ والرأي العام ، ليقفوا على حقيقة هذا النظام ، الذي لازال البعض مخدوعاً به وبشعاراته الجوفاء).

فبرغم النداءات الشعبية الواسعة ، التي انطلقت من كل شرائح المجتمع السوري ، وبرغم كل إستغاثات الأهالي ذوي الضحايا والمعتقلين والمُغيبين منذ عقود ؛ والمنفيين الى الخارج ، وبرغم المطالبات الدولية  والمنظمات الإنسانية  والحقوقية   والمهنية والأممية وكل المجتمعات المدنية، حتى الحلفاء الحميميين لهذا النظام كالحص وكرامي ورؤساء بعض النقابات والهيئات السياسية  العربية وغيرهم الذين طالبوا هذا النظام ولي نعمتهم وناشدوه لإطلاق سراح سجناء الكلمة والرأي والفكر والسياسة والمُعيبين منذ عقود ، لأنهم أُحرجوا أمام أتباعهم  من رعونة هذا الحليف وظهور حقده واستمراءه في تعذيب الناس ، والإمعان في استذلالهم ،مما كشف سوءتهم وضلالهم لانسياقهم وراء هذا الطاغوت الأحمق، الذي لم يبالي بأحد ، ولم يستمع لأنين المعتقلين وهم يصرخون من عملية وأدهم ودفنهم وهم أحياء ، ولم يستمع لأصوات الأمهات المُعذبات الباكيات المكلومات لفقد حبيبهن وقد  انفطرت قلوبهن وهنّ ينتظرن كبدة الفؤاد وشطر الروح وأمل الحياة  ، ولم يستمع لأباء طعنوا في السن ومنهم من توفاه الله ودمعة الحزن والألم كانت لاتفارقهم ، لرحيلهم عن الدنيا دون الاطمئنان على مصير أبنائهم وأملهم في امتدادهم الصالح وذخرهم من هذه الدنبا، ، ولم يستمع الى الزوجات اللاتي أضحو في عداد الأرامل ،أوالى الأبناء الذين صاروا شباباً ولايعرفون أبائهم وحتى ملامحهم،وجميع هؤلاء ينتظروا الفرصة من فاقد الإنسانية التي لايعطيها عن طيب خاطر ، وإنما علينا أن نعمل على انتزاعها عنوة رغم أنوفهم  ، لأن قلوب هؤلاء المتسلطين الأشرار  متحجرة وقاسية ومنزوعة الرحمة ، فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، قاتلهم الله بظلمهم وانحرافهم ، فلا تستعطف قلوبهم ولا تتنزل رحماتهم  إلا على الأشرار أمثالهم.

 فبكل وقاحة وجُرأة ، واستهتار بحق شعبنا السوري ،صدر القرار الرئاسي بالإفراج عن الحثالات والمجرمين والقتلة والمُفسدين والنهابين ؛ وكل خسيسة ونطيحة وما أكل السبع باستثناء الأخيار من المفكرين والمثقفين والمُعارضين السياسيين ، وممن لبثوا عقودا في عتمة المعتقلات والزنازين ، ولم يكن هذا القرار الرئاسي الأسدي الأول ولن يكون الأخير ، بل كان الرقم المئة في العفو عن الفئة الساقطة واللاقطة والفاسدة ؛ ودون أن يشمل أحدهم الأطهار والأحرار  والأغيار على الوطن وترابه ، ولا شك أنه أمر مخزٍ ومستفز ، كما هو اختراق الطائرات الإسرائيليه للمجال الجوي لبلادنا وقصفه لمواقع دون أن يلقى أي ردّ حقيقي يُعيد الأعتبار والكرامة لأهلنا ووطننا وسيادتنا ، فهم أسودٌ على أبناء شعبنا الأعزل ، وجبناء مع الأعداء الذين يسرحون ويمرحون في أراضينا ، دون أن يجدوا من يردعهم.

فإلى متى سيبقى هذا الحال على ماهو عليه من الذّل والخنوع لهذه الأسرة أمام المعتدين

وإلى متى ستبقى نخبة المجتمع والأحرار المُحركة لإرادة الشعوب داخل السجون والمعتقلات ، بينما المجرمون يعبثون في سماءنا وأرضنا 

والى متى سيبقى ذوي الضحايا من المعتقلين ينتظرون فلذات أكبادهم ورجالاتهم وأحبائهم وهم يناشدون ويستصرخون ، بينما الزمرة الحاكمة تتلذّذ بعذاباتهم ومعاناتهم

والى متى سيبقى الصوت الحر مكبوتاً ، ودعاة الإصلاح مقموعين ، بينما الفاسدين والمرتشين الذين مُلئت بطونهم بالحرام ، ولم يعد يرى الناس البزخ والترف والسيارات الفارهة والفلل عدا عند هؤلاء المرتزقة؛ الذين يكثرون حتى شكّلوا ظاهرةً واضحةً للعيّان وبدعم وتمويل من أركان الحكم على إفسادهم ليكونوا رهن إشارتهم ورهن أمرهم ، فلا يحيدون عن طوع أمرهم

والى متى سيبقى الخارجون عن القانون والفاسدون وتجار المخدرات والسفلة تطالهم قرارات رحمة قائدهم  بينما أصحاب الرأي والحرية والكلمة لاحقوق لهم ، ولا إلتزامات تجاههم سوى القمع والارهاب

وإلى متى سيبقى المنفيين عن بلادهم والمحرومين من العودة اليها وأعدادهم بالملايين بعيدين عن الوطن ، بينما العابثون والغرباء من الفرس الإيرانيين يمجسون أهله ويفسدون في الأرض فساداً كبيرا

والى متى سيبقى الأكراد منزوعي الجنسية والحقوق بينما تمنح هذه الجنسية للغرباء من بني فارس الملالي الأوغاد أصحاب المشروع التدميري والتوسعي

والى متى سيبقى هذا الوطن الكبير لايضم جميع أبناءه ، بينما المُرحب بهم الفاسدون والمُضلون ، وكل من يبيع نفسه للشيطان أعداء الإسلام والعروبة والصلاح

وإلى متى ستصبر الشام على فُراق أحبتها وبُعدها عنهم لمجرد "أفكار خيّرةٍ" حملوها لبناء الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره

وإلى متى وأبنائنا في الخارج يخدمون الغير ويُقدّمون خُبراتهم وعصارة أفكارهم وتجاربهم لدول أُخرى بينما سورية هي بأمس الحاجة لهم ولكل جهد للنهوض من جديد

أسئلة أضعها بين يدي القارئ برسم الإجابة ، ليعلم أي ظلم وأي عبث لحق بالمواطن والوطن السوري من جرّاء تسلط هذه الأسرة الحاكمة على مقاليد الأمور في سورية ومنذ عقودبأ.