الحكيم وسعد
عن الاتحاد اللبناني للحرية
عضو الهيئة التأسيسية لحزب التيار الوطني الحر لبنان
د. رضا حمود
كلمة حكيم ايتها السيدات و السادة مشتقة من اصل الحكمة ... و الحكماء هم اناس استطاعوا ان يؤمنوا حتى تاريخنا الحالي بقاء البشرية لا أفنائها ... و منافق ذاك الذي يدّعي الحكمة و افعاله و بنات افكاره بل كلها ترتكز على ايهام الناس و الاستفادة من النكبات و العوز و الحاجة عندهم ليمتطي ظهورهم للوصول الى غاياته الشخصية و غايات من يدعمونه منذ زمن الردة ... و هذا الزمن هو حرب اهلية باتت واضحة فيها مزايا الحكيم الذي ما زال يتبجح بأنه هو من انقذ البلد و هو المقاومة ...
المقاومة هي ليست سلعة للبيع و دماء الشهداء ليست للمزايدات السياسية بل المقاومة
هي خطوط حمر للجميع و لا يسمح لاحد ان يتاجر و يعربد و يدّعي انه هو صاحبها الا الشرفاء في هذا الوطن ... و الشرفاء هم اقلية في عالم السياسة في لبنان و الا لماذا
ما زلنا ذاهبون الى عصر الجاهلية في التعاطي السياسي الداخلي ... كل حكومة
او تشكيل حكومة يجب ان يعيدنا الى ما وراء البحار لتنطلق المشاورات الحكومية اولاً هناك و نحن ننتظرها بفارغ الصبر هنا في لبنان ... علّها تصل الينا و تعالج جروحنا و مآسينا ...
كل تشكيل لحكومة ما يجب ان نختلف على جوهرها و جوهر تعاطيها في الامور ...
و الخلاف دائماً على ثلاث محاور الاولى شرعية المقاومة ؟؟؟
و الثانية احقية المقاومة ؟؟؟
و الثالث الفساد و ما ادراك ما الفساد ؟؟
و متى يتم معالجة الفساد من جذوره كما انه هل احقية المقاومة هي نقطة من نقاط الخلاف القانوني او السياسي ...
احقية المقاومة هي قانون دولي وضعته الامم المتحدة و اعطته الشرعية لاي شعب احتلت ارضه و المعتدى على كرامته ...
اما الفساد فهو علة مستعصية في زمن الوأد و ابو جهل ...
و الجاهل هو ذاك الذي يدّعي بأن البلد هو في حالة الشفافية و الامن و الامان ... و البلد و للأسف هو جزر امنية متفرقة متنازعة تؤدي دوماً و بلا شك الى صراعات قد تصل الى الحرب الاهلية مرة ثانية و ثالثة و رابعة ... لكننا لا نريد ان يتنازل الشرفاء في هذا الوطن عن حقوق المواطن بحجة اننا اذا اصطدمنا بالمافيا المالية و السياسية يعني انهاء البلد ...
ان انهاء البلد هو اذا بقى البلد على هذه الحالة ...ولا بد ان نعرف ونعي ما يجب ومايلزم لرأب الصدع....
و بالعودة الى الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري نرى ان جميع الحرير قد اصبح سكاكين تقطع اوصال هذا الوطن ... شاء الشيخ سعد ام ابى فأنه مسؤول عن هذه المشكلة وهذه الفوضى و هذه النتائج المخزية لسياسة فرق تسد و سياسة التهييج المذهبي و الطائفي ... و نحن نعرف تمام المعرفة ان الشيخ سعد ليست هذه من صفاته او مزاياه .... بل للاسف بأنه لايعرف ان من يسيره قصدا تحت المطر في تلك العواصف بانه لابد ان تبتل ثيابه و تتمزق ... و خصوصاً انه يعتمد على ارشادات امير من امراء الحرب شهد له لبنان بأنه تخلص من كل من وقف ضده و بكل الوسائل حتى الوسائل الدموية و الاجرام و القتل ... نحن لا نتكلم عن اتهامات بل هذه هي حقيقة الامر و هذا هو التاريخ و تأثيره على الجغرافيا ... فهل سيستطيع الشيخ سعد ان يقول لنا متى و اين و كيف ... يستطيع الحكيم ان يكون حقاً ممن يدافعون بجدية عن وحدة و ديمقراطية و عروبة لبنان ... هل يؤمن حقاً بأن لبنان هو عربي و بعده عربياً و مؤثراً اساسياً في الثقافة و الحضارة العربية عدى انه ببعده العالمي هو لبنان الشامخ المقاوم المنتصر بحضارته و نخبة كبيرة من خيرة شعبه ... التي كتبت حروف ابجديتة للعالم اجمع ... هل يؤمن الحكيم حقاً بما آمن به الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان من رجالات حركة القوميين العرب ... هل يؤمن الحكيم حقاً بأن المقاومة ضد اسرائيل التي تمثل جزء من لبنان وان اسرائيل هي سبب كل المصائب في هذه المنطقة هل يؤمن بأنها هي العدوالرئيسي للبنان.... ام انه في ظروف مشابه للحرب الاهلية الماضية لا يجد حرجا اذا تحالف معها و اعتمد عليها في القتال من اجل زعامته المعروفه والمشهورة... تلك الزعامه كغيرها من الزعامات التي كلفت لبنان ما كلفته من خيرة شاباته و شبابه ... هل يؤمن الحكيم بأن الجيش اللبناني هو الجيش الوحيد الذي يدافع عن الوطن و هو خط احمر لا يسمح الاعتداء عليه ... و اذا كان نعم فلماذا قاتل الجيش اللبناني و هو بقيادة الجنرال عون ... من هي الميليشيات التي قاتلت الجيش في لبنان ... و من هو ذاك الذي سعى لتقسيم الجيش و تفريغه من اهدافه الوطنية ليصبح الوية تابعة للمذاهب و الطوائف من و من و من ؟؟؟
آلاف الاسئلة التي يجيب عليها تاريخ الحرب الاهلية و لن اجب على اي سؤال منها ... فأبحثوا يا شرفاء الوطن عن الاجوبة الصحيحة في التاريخ الحديث لهذا الوطن ... و سعد هو ضحية من ضحايا هذه الحرب الاهلية و تاريخ لبنان الحديث ... فهل سيعرف الشيخ سعد بأن لبنان هذا الوطن مرتهن اليوم بأمير من امراء الحرب شرب يوماً كوؤس الشمباتيا على روؤس قد قطعت عن اجسادها و ما زال يدّعي ان هذا كان كله من اجل لبنان ... فويل للبنان ان كانت ستحكمه رجالات من ذاك الزمن ... نعم ويل لبنان ...