جلالة الملكة إليزابيث الثانية
ملكة بريطانيا العظمى
م.نجدت الأصفري
أنا يا جلالة الملكة لست مخول للدفاع عن الإسلام فالإسلام يدافع عن نفسه ، ولكنني رأيت من واجبي أن أكتب إليك لأعبر عن ألمي واستغرابي من هذا المقت والكره الشديد والعداء المستحكم من قبلكم ضد الإسلام والمسلمين تظهرونه بذلك الاسلوب الأحمق.
منذ العصور الوسطى وأنتم حكاما ومحكومين تحاولون بشتى الصور أن تظهروا لهذا الإسلام وأمته مواقف ممجوجة لا نرى لها مبررا إلا ذلك الكره الأعمى والعداء المستفحل .
أنتم الذين شاركتم بالحملات الصليبية ، وأنتم من استعمر بلادنا وقتل شبابنا وسعى في أرضنا خرابا وفتنا عمياء زرعتم بها أخاديد الحقد بين الأخوة والجيران وجلستم تستمتعون بسعير النيران التي أضرمتموها بين ألأصدقاء والأنساب ، وخدعتم من استأمنكم على بلده فأذقتموه مر البغي والخذلان فما أن أنتهى دوره في الوقوف معكم ضد الجارة تركيا حتى أدرتم له ظهر المجن وضربتم عرض الحائط بما وعدتموه ، فاحتليتم أرضنا ، ودستم كرامتنا ، واستعبدتم شعبنا ونهبتم ثرواتنا وأكملتم حقدكم بتقسيم بلادنا وتمزيق شعبنا ولم يصدر منا تجاهكم إلا رضوخا ناتجا من طيبة وفطرة مسالمة فأعطيتمونا درسا وضيعا مؤلما عن الخيانة ، ولن ننسى أن وزير خارجيتكم السيد بلفورد قد أهدى أعداءنا ( نيابة عنا ) أقدس بقعة من أرضنا زهق بسبب ذلك الوعد الأرعن من أرواح شعبنا وأهلنا مئات الألوف من جراء هذا التصرف الذي لا يدل إلا على تخطيط وضيع من إمبراطورية ظننا أنها عظمى بأخلاقها ولكن سلوكها يكذب الرقي المدعى .
الإسلام دين قيم وعظيم لا يخاف من عدو مهما كبر وادعى ، ولا يحسب حسابا لزنيم ، فإن ما نراه منكم يدل دلالة منقطعة النظير أن غلكم قاتل ومرضكم تجاهنا و تجاه ديننا لا يشفى .
إن للإسلام شبابا لا يمل ولا يبخل في الدفاع عن دينه تجاه كل من تسول له نفسه الحاقدة أن يتخطى حدوده على الإسلام وأهله ، فإن كان اليوم هذا الشباب مغلول الأيدي والقرار فمن يضمن استمرار ذلك على مدى المستقبل القادم ؟
كنا نتمنى لو أن وسام الفارس الذي تملكين حق منحه قد دفعته لمن يخدم السلام ، ويرفه عن المنكوبين ، و يخفف عن المرضى ، و يقف مع المظلوم ضد الظالم ، ولكننا دهشنا أن تقلديه لمارق فاسد الأخلاق تنكر لأمه وأبيه وعائلته وبني جلدته ، وقد مر في تاريخنا أمثاله من المرضى والمهووسين نفر كثير ، بقي الإسلام شامخا وذهب المرجفون تحف بهم اللعنات وتلاحقهم نظرات الازدراء حيثما حلوا وأينما ذهبوا .
يتساءل أهل الإسلام عن الاكتشاف العظيم والعمل الجليل الذي قدمه سليمان رشدي للعالم مما يدفع عجلة الحضارة ، ويزيد الرفاهية للبشرية ، فلم نجد إلا أنه هتك قيم مثالية لدين حنيف يعد اليوم ثاني أكبر تجمع في العالم ، وله منتهى الحق أن يفكر كما يشاء ويقيم بأفكاره السخيفة ونفسيته المريضة رأيه في الدين ، وقد مر في تاريخنا من قال مثله وأكثر منه وهو في صدر العالم الإسلامي وأرضه وفي منتديات عامة وخاصة ، فلم يلتفت أحد لقولهم ، فالخوارج والمعتزلة والصوفية والقرامطة وجميع المذاهب نطقوا بكل غث وسمين في حضرة الخلفاء والحكام دون خوف من أن تقطع رقابهم أو تغلق أفواههم وتكمم شفاههم .
لكن المسلمون بخطوتك هذه التي لا تفسر إلا أنها دسيسة وضيعة تظهرون بها نرجسية حاقدة لنفوس مريضة ليس إلا ، ثم تتساءلون عن هذا الغليان يجتاح صدور المؤمنين من الذي يؤذيهم هذا الاستخفاف بمشاعرهم وتأجيج غضبهم .
عرفناكم على مر التاريخ الحالي والسحيق بأنكم تحاولون بكل مناسبة إظهار عداء سافرا لنا واستخفافا كريها بمشاعرنا ونحن من طرف آخر نحاول جاهدين أن نقدم لكم كل الخير فندعوا لكم بالهداية والرشاد بينما ، تظهرون وتضمرون لنا كل سوء وبلاء وتودون بلا حرج أن تتخلصوا منا بأي طريقة سيئة تعرفونها وتملكونها ، آخرها تبنيكم لكل الكذب والخداع تلفقونه لتجعلوه مبررا ومسوغا لاحتلال العراق بلد عظيم من بلادنا كان على مر العصور منارة تهدي الضالين ومشعلا ينير سبيل الطامحين ، فسفك جنودكم الدماء البريئة ، وأزهقوا الأرواح الطاهرة ، وتنامون قريروا العيون سعداء النفوس أن تقتلوا وتدمروا مهد الحضارة ومنبت التاريخ ، ألا تخشون من الانتقام طال الزمان أو قصر ؟
كم من علمائكم ومثقفيكم رأوا في الإسلام جواهر ونظريات تصلح للعالم مخرجا من كل ويلاته وأزماته فلم تمنحوهم أوسمة ، ولم تقلدوهم مناصب بل عاديتموهم ونبذتموهم وطردتموهم من حظيرة العلماء المؤهلين إلى حظيرة المنبوذين.
لم يأت الإسلام أو يذهب بطيش سلمان رشدي وأمثاله في كتب هزيلة ونظريات خرقاء.
سيبقى الإسلام منارة للهدى ، ومشعلا يضيء للعيون العشياء والبصائر العمياء سبل السلام وطريق الرشاد، ولن نعاملكم عندها بمثل ما تعاملوننا به في تاريخكم الطويل الأسود .
قدمي لكل حاقد على الإسلام أرفع الأوسمة ، وقربي منهم من تشائين ، فلن يزيد ذلك من مقامهم في نظرنا إلا أنهم خونة لدينهم ، عملاء لأعدائهم ، أسرى وعبيدا لأمثالكم من أعداء الإسلام وأهله .
ونتساءل ماذا نفع سلمان رشدي الشعب البريطاني والعالم أجمع بآرائه الشيطانية عندما افترى على الإسلام الكذب ، لهذا دفعت إليه بأرفع الأوسمة ولقبته بفارس شجاع ...؟