اغتيال الحرية.. اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .
اغتيال الحرية.. اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .
د. نصر حسن
رمزمن رموز الحرية ينضم إلى قافلة شهداء الحرية والإنسانية, لم يحمل سوى القلم ولم يقل غير كلمة هي الحق والحقيقة , ولم يحمل غير الحب والحرص على الحياة الحرة الكريمة , سلاحه الكلمة الصادقة ودليله شمعة مضيئة في هذا الزمن العربي المظلم الرذيل .
لعبة الموت القذرة ودائرة الموت تتسع من جديد,وضحية جديدة على درب الحرية المثقل بالأشلاء والدماء وصيحات العذاب التي تهز الأرض وتعانق السماء , إنه فعل الجبناء والحاقدين وهواة الجريمة النكراء ,من يدري أن الصحفي جبران تويني الرجل الجريء ورمز الحضارة الذي وقف شامخا ً في ساحة الشهداء في بيروت يوم اغتيال رفيق الحريري وردد بصوت كل الأحراروبصوت الشعب العربي كله القسم المشهور : أقسم بالله العظيم أن نكون موحدين مسلمين ومسيحيين..إنه قسم الإصرار على الوحدة والرد على مشاريع التطييف والعبثية والتطويق والتمزيق , قسم رددته ملايين الحناجر في بيروت وعلى امتداد الوطن العربي كله ,دفع ثمنه جبران أغلى ما يملك ,يبدو أن القتلة والمجرمون قرروا وقفه لأنه لامس بصدق وقوة وشجاعة صورة المستقبل الذي حلم به مع الملايين ,من يدري أن حلم جبران سيكون مصيره كعرس عمان الذي حوله القتلة إلى مأتم تختلط فيه الأموات والأحياء,ومن يدري أن الحالم بالناصر صلاح الدين سيقتل مع حلمه في ليلة كقلوب القتلة سوداء , إنها الجريمة المنظمة التي اغتالت وستغتال كل رموز الحياة والحضارة والمستقبل وإطفاء كل الشموع المضيئة ليصبح الظلام سيد الموقف والجريمة لغة الحوار,إنه زمن الإنهيار!والعار على العرب والمسلمين والمسيحيين والمثقفين والأميين وعلى الإنسان في كل مكان , عار على الجميع أن تمتهن قيمة الأحرار وكرامتهم وإنسانيتهم بهذه البساطة وهذا الإستهتار وهذا الصمت والهوان.
من يستطيع أن يوقف هذا الجنون ؟ ومن يوقف هذا السيل المستمر من الدماء ؟ ومن يملك الشجاعة ليؤشر على المجرمين ويحاسبهم ؟ لقد بلغ السيل الزبى , رحمة بشهداء الحقد والحرية وبالأحياء الذين سيأتيهم الدور ,ومحاولة لوقف هذا الجنون , وحفاظا ً على ماتبقى من رموز الحقيقة والحياة , نهيب بكل المترددين والخائفين والصامتين أن يتكلموا ويكتبوا ويؤشروا بصراحة على الفاعلين .
اعذروني مستقبلا ً وتحت أنغام الموت الحزينةالتي اتسعت كثيرا ً إذا صرخت في وجه شركاء الجريمة , وشتمت كل الضعفاء الذين يشكلون غطاء ً للمجرمين , واتهمت هذا وذاك لأنهم كثيرون الشركاء في الجريمة مع القاتل .
لأسرة الفقيد,ولصحيفة النهار ولشعب لبنان ولكل الأحرار , أحر التعازي والمواساة وإنا لله وإليه راجعون .